الإهمال يضرب دار "ملك الملوك" لرعاية الأيتام بالمنوفية.. 26 فتاة يعشن حياة مأسوية ويتهمن صاحب الدار بالتعدى عليهن بالضرب.. ويؤكدن: يمنع عنا الطعام ويهددنا بالطرد.. ويطالبن وزيرة التضامن بسرعة التدخل

حياة مأساوية يعيشها 26 فتاة من مخلتف الأعمار ما بين 3 سنوات وحتى 17 عامًا، وذلك بسبب الإهمال والمعاملة السيئة من قبل المسئولين، فلو حالفك الحظ ودخلت دار "ملك الملوك" فستجد أنك تعيش فى فندق خمس نجوم، ولكن رغم توافر الإمكانيات إلا أن رئيس مجلس إدارة الجمعية التابعة لها تلك الدار يرفض مطالب الأطفال من أكل وشرب وملبس ومتطلبات الحياة الأساسية للبنات اللائى أكدن أنهن يعشن حياة مأساوية كبرى.

فى البداية تقول نور عادل، 12 عامًا، فى الصف الأول الإعدادى: "إننى منذ قدومى من دار الحسين لرعاية الأيتام بشارع العريش بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة منذ 3 أشهر وحتى الآن أجد معاملة سيئة من قبل الأمهات البديلات فى الدار، بالإضافة إلى رئيس مجلس الإدارة الذى يقوم بسب الأطفال بألفاظ نائية وكذلك ضرب الأطفال (بالشبشب- العصا) عند مطالبتهم بتوفير طعام لهم".

وأشارت إلى أن الطعام المقدم للأطفال لن يكفى طفلًا عمره عامًا، ويقوم بغلق المطعم عند الانتهاء من تناول كل وجبة، رغم أننا نخرج من كل وجبة (جعانين)، بالإضافة إلى منعنا من الخروج والفسح التى كانت تنظمها لنا الجمعيات الأخرى، حيث إن الدار التى كنت أقمت بها منذ صغرى كان المسئولين يقومون فيها بمعاملة الأطفال والكبار والصغار معاملة حسنة وتوفير جميع متطلباتنا من مأكل وملبس، فجميعنا ليس لديه سوى طقمين فقط نقوم بغسل واحد ولبس الآخر.

وتشير هدى عبد العال، 15 عامًا، فى الصف الثالث الإعدادى، إلى أن المسئولين فى دار "ملك الملوك" لرعاية الأيتام يرفضون تنفيذ مطالبنا المشروعة من زيارة أشقائنا فى الدور الأخرى، وكذلك معاملتنا معاملة سيئة تصل إلى حد التعذيب والضرب، وكذلك المنع من الخروج من الدار للذهاب للمدرسة.

وأكدت هدى: "والله العظيم رئيس مجلس إدارة الجمعية دى بيعملنا كأننا عبيد وليس بنى آدمين من ضرب وإهانة وتهديد بالطرد من الدار فى حالة الشكوى لأحد من زوار الدار"، مشيرة إلى أنه دائمًا ما يكرر لنا كلمة: "أنتوا عيال الشئون مش عيالى.. أحمدوا ربنا أن فيه دار بتراعيكم.. غيركم فى الشارع ومش لاقى حد يلمه".

وأضافت إحدى البنات التى رفضت ذكر اسمها، أن رئيس مجلس إدارة الجمعية يقوم فى أوقات متأخرة من الليل بدخول غرف البنات والنظر إليهن أثناء نومهن، واشتكت تلك الطالبة من عدم توافر ملابس لهن رغم توافر الموارد المالية للدار، مؤكدة أن كل أسبوع يقوم بزيارة الدار زوار كثر ويقومون بالتبرع بأموال طائلة لصرفها على البنات، مضيفة: "توجهنا أكثر من مرة بالشكوى إلى مشرف الشئون الاجتماعية ولكن دون جدوى منه".

وطالبت البنات الدكتور هشام عبد الباسط، محافظ المنوفية، والدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بالنظر إلى شكواهم والعمل على حل تلك الأزمة عن طريق استبعاد رئيس مجلس الإدارة الذى يقوم بمعاملتنا معاملة سيئة لا تليق بأطفال أيتام فقدوا أسرهم.

وأكد أحد المتبرعين للدار، أن مسئولى الشئون الاجتماعية أكدوا له أن إجمالى رصيد الجمعية لدى الشئون ما يقرب من 2 مليون جنيه.