"ادفع للمعلم رشوة كبيرة.. أحسن خيبتك تبقى تقيلة".. مُدرس يفرض رشاوى على طلاب إسكندرية الثانوية الزراعية.. المتهم زعم تسهيل نجاحهم وهدد الممتنعين بالرسوب فى امتحانات العملى

قديما قال الشاعر أحمد شوقى: "قم للمُعلم وفه التبجيلا.. كاد المُعلم أن يكون رسولا"، وحديثا يقول الواقع: "ادفع للمُعلم رشوة كبيرة.. وإلا خيبتك فى الامتحان هتبقى تقيلة"، عندما نتحدث عن عقول خربة، وكفاءات منعدمة، وضمائر قتيلة، يجب أن نضع أمام أعيننا دور المدرسة والمعلمين فى التربية.

"أعلمت أشرف أو أجل من الذى يبنى وينشئ أنفسًا وعقولا".. إذا زرع المعلمون فى نفوس الطلاب الشرف والأخلاق النبيلة، حصد المجتمع ضمائر يقظة، أما إذا كان المُعلم رمزا للفساد وقدوة سيئة، نجد من يفكر فى العمل للسرقة والرشوة لا للاجتهاد والإنتاج.

الحديث عن فساد بعض المُعلمين الذين أصبحوا قدوة سيئة يطول ما بين متحرش، ومرتشٍ، وقاتل، وشاذ، لكننا هنا بصدد تناول فصل جديد من مسلسل التجاوزات بالمدارس فى مصر، يكشف عن كواليسه تقرير قضائى أصدرته هيئة النيابة الإدارية برئاسة المستشار سامح كمال.

التقرير القضائى الصادر فى القضية رقم 79 لـسنة 2014 قضايا النيابة الإدارية بالإسكندرية التعليم ثان، كشف عن إحالة مُعلم بمدرسة إسكندرية الثانوية الزراعية، للمحاكمة العاجلة، لاتهامه بابتزاز الطلاب وجمع مبالغ مالية منهم على سبيل الرشوة بزعم تسهيل نجاحهم فى امتحانات العملى.

وذكر التقرير، أن التحقيقات التى باشرها المستشار عطية محمد عطية، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية بمكتب فنى الإسكندرية، أكدت أن المتهم خرج على مقتضيات وظيفته التربوية بأن سلك مسلكاً معيبا لا يتفق والاحترام الواجب للوظيفة العام.

وأثبتت تحقيقات هيئة النيابة الإدارية، قيام المُعلم المتهم بابتزاز طلاب مدرسة إسكندرية الثانوية الزراعية، ومطالبته لهم بدفع مبالغ متفاوتة بلغ بعضها 200 جنيه للطالب الواحد، بزعم تسهيل نجاحهم فى امتحانات العملى، فضلا عن تهديد الطلاب الممتنعين عن دفع الرشوة المالية بالتدخل والتسبب فى سقوطهم وضياع مستقبلهم.

بحسب التقرير لم تكتف هيئة النيابة الإدارية بالبلاغات التى قدمها الطلاب، فقررت الاستماع لعدد من زملاء المتهم بمدرسة إسكندرية الثانوية الزراعية، ومجموعة الطلاب، وأكدوا جميعًا فى شهادتهم أن المُدرس المتهم اعتاد ممارسة هذا الفعل المشين عن طريق ترغيب وترهيب الطلاب، وانتهت النيابة إلى إحالته للمحاكمة العاجلة.