خطر "المزلقانات" عرض مستمر.. الخبراء يحذرون من عدم تنفيذ خطة طويلة الأجل لمواجهة الأزمة.. والاهتمام بالعنصر البشرى.. والنقل ترد بغلق "2000 معبر" غير شرعى.. وترفض محاولات الأهالى لإعادة فتحها

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015 05:23 م
خطر "المزلقانات" عرض مستمر.. الخبراء يحذرون من عدم تنفيذ خطة طويلة الأجل لمواجهة الأزمة.. والاهتمام بالعنصر البشرى.. والنقل ترد بغلق "2000 معبر" غير شرعى.. وترفض محاولات الأهالى لإعادة فتحها مزلقان سكة حديد
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائما ما يُصاحب الحديث المتكرر عن معالجة قصور المزلقانات المتواجد على خطوط السكة الحديد أصوات بكاء.. وذكريات أليمة لعدد كبير من الأسر المصرية عن فقدان ذويهم فى حوادث اعتادوا متابعتها عبر وسائل الإعلام، لكنهم لم يتوقعوا أن يكون دورهم التالى.. فى ظل تصريحات وردية من قبل رجال الحكومات المتعاقبة عن خطط التطوير لم تُنفذ، لكن الأمل يبقى موجودا عن فى تنفيذ سياسة الإصلاح بعد تصريحات الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل الحالى، عن اتباع وزارته سياسة إقامة كبارى أعلى "مزلقانات الموت".

كلمات رسمية


الحديث الدائر حاليًا عن التصدى لكوارث المزلقانات والمعابر التى قدرتها الهيئة العامة للطرق والكبارى، بأن لديها ما يزيد عن 3000 معبر غير شرعى على خطوط السكة الحديد - وفقا لأحدث تقاريرها.. والتصدى سيكون عن طريق غلقها، فيما يتم إنشاء كبارى علوية، أو كوبرى مشاة، أو نفق، سواء للمشاة أو للسيارات أمام المعابر الشرعية التى قدرها مسئولون بالوزارة بـ 800 معبر.

كلمات وزير النقل عن إصلاح أحوال المعابر، وإغلاق المعابر غير الشرعية، يفتح الباب أمام الحديث عن إمكانية وضع حلول جذرية لأزمة المزلقانات المزمنة، فى ظل التكلفة العالية لإنشاء الكبارى أو اللجوء لفكرة المزلقانات الإلكترونية، وغيرها من الحلول، ومدى جدية تطبيقها.

النزول لأرض الواقع أولا


البداية كانت مع اللواء يسرى الروبى، خبير المرور الدولى فى عدة دول أوروبية، ومدير الإدارة العامة للطرق والعمليات بالإدارة العامة للمرور، الذى توقف عن التصريحات الرسمية قائلا: "يجب النظر إلى أرض الواقع، والحديث عن الإمكانيات المتاحة، وعدد المعابر غير الشرعية الذى يجب غلقها تماما، مع العمل على تطوير المعابر الشرعية الذى يقدرها بـ800 معبر وفقًا لآخر معلوماته، وثم البدء بتصنيفها على أساس متعددة الاتجاهات، وذات الاتجاه الواحد، وأخرى مثل بولاق الدكرور الذى يمتلك أربعة اتجاهات".

خطر التفاؤل


ووصف خبير المرور الدولى الحديث عن مواجهة 3000 معبر غير شرعى، وإنشاء كبارى علوية بـ"المتفائل للغاية"، مؤكدًا أنه يجب السعى نحو التطوير لكن مع وضع سياسيات واضحة وخطط قصيرة الأجل ومتوسط وبعيدة الأجل التى تستغرق أحيانا فى بعض أنحاء العالم 30 أو 40 عاما فى بعض الأوقات، مضيفًا: يجب الوضع فى الأولوية تطوير المزلقانات أو المعابر التى تسمى بـ"النقطة السوداء والحمراء"، وهى ما تتسم بكثرة وقوع الحوادث بها، مضيفًا: أنه يجب تطوير مثل هذه النقاط فى أسرع وقت ممكن لتفادى الحوادث التى تقع من حين لآخر.

الكوارث عرض مستمر


وبالعودة لرصد حوادث المزلقانات الأشهر خلال العقود الثلاثة الأخيرة من أجل التذكير بضرورة وضع حلول جذرية وسريعة، سنجد أن حادثا مأساويا أسفر عن مقتل ٤٩ تلميذاً وإصابة ٧٩ آخرين فى عام ١٩٨٧، وعرف بحادث "مزلقان عين شمس" كان بمثابة جرس إنذار لخطر سوء حالة المزلقانات فى مصر، ومع المرور على حوادث فردية أخرى تكرر الأمر فى كارثة مرسى مطروح فى شهر يوليو عام 2008 ، كان بمثابة جرس إنذار بعدما واقعة اصطدام قطار وحافلة و3 سيارات أسفر عن مقتل 40 شخصا فضلا عن إصابة 60 آخرين.

حوادث المزلقانات "أصبحت عرض مستمر"، لكن كارثة جديدة جعلت الجميع يقف مرة أخرى أمام خطر المحيط بالمصريين، وبالتحديد فى 17 نوفمير من عام 2012 استيقظ المصريون على أنباء اصطدام قطار أسيوط بحافلة تقل تلاميذ معهد أزهرى بمدينة منفلوط، والنتيجة وفاة 51 طفلا، وإصابة 17 آخرين.

وفى شهر مارس من العام الحالى لقى 7 أطفال مصرعهم فيما أصيب 25 آخرون فى حادث تصادم بين قطار وأتوبيس رحلات فى مدخل مدينة الشروق بالقاهرة.

أطفال منفلوط الأقرب


ومنذ كارثة أسيوط التى هزت مشاعر المصريين نظرًا لكون الضحايا أطفال، وكذلك لكثرة عددهم.. بقى الوضع على ما هو عليه، والمتضررين لا زالوا يشكون، رغم شروع البعض فى تنفيذ حلول رآها البعض غير مدروسة فى كثير من الأحيان، هنا قال مدير الإدارة العامة للطرق والعمليات بالإدارة العامة للمرور الأسبق: "أنصح وزير النقل بتحديد أولوياته فى تطوير المزلقانات والمعابر الشرعية مع وضع سياسية زمنية، لاسيما أن التكلفة لإصلاح الأعداد التى ترصدها الوزارة ضخم للغاية، فلو افترضنا جدلا أن تكلفة إنشاء كبارى علوية لإصلاح مزلقان أو معبر 30 مليون جنيه، فإن الرقم من أجل تطوير جملة المعابر أو المزلقانات سيكون خياليا، وكذلك تحديد الجهة المنفذة سواء القوات المسلحة أوغيرها".

تدعيم العنصر البشرى


وتابع اللواء يسرى الروبى قائلا: "يجب الاهتمام فى الفترة الحالية بالعنصر البشرى القائم على المزلقانات من خلال توفير سبل الراحة، وكذلك أكثر من وردية حتى يتسنى للجميع التركيز فى عمله من أجل الحد من المخاطر فى الفترة الحالية.. فكيف يمكن محاسبة شخص يقف حارسا على مزلقانات لم يتم توفير لها أبسط حقوق مثل الإضاءة فى أوقات الليل لذا نشهد الحوادث باستمرار".

دقة التنفيذ


فكرة إنشاء الكبارى العلوية كحل ليس نهاية الأزمة.. إنما يكون بداية فى كثير من الأحيان منها على سبيل المثال إنشاء كبرى علوى بمنطقة القصبجى بالمنيب من أجل مواجهة أزمة وجود أحد المزلقانات فى هذه النقطة، إلا أن بعد إقامة الكوبرى العلوى، أصبحت المنطقة فى حالة اختناق مرورى دائم بسبب عدم الدقة فى التنفيذ.. فخلت الأزمة الأولى أزمة جديدة.

الدكتور مجدى صلاح، أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة، أكد أن الحديث عن إصلاح أحوال المعابر الشرعية أو غلق المعابر غير الشرعية يجب أن يكون وفقا لدراسة يعتقد فى وجودها فى وزارة النقل، مؤكدًا أن التنفيذ الخاطئ أحيانا يسبب مشاكل أعمق، لاسيما أن التراجع يُصبح صعبا فى ظل التكلفة العالية للإنشاءات الهندسية لمثل هذه الأمور.

إغلاق المعابر الشرعية


عن دور وزارة النقل الحالية، أوضح إبراهيم أحمد، المتحدث الرسمى باسم وزارة النقل أن الوزارة لا تتوانى فى إغلاق المعابر غير الشرعية التى تم تقدير عددها بـ 3000 معبر فى أنحاء الجمهورية، مضيفًا: أن العمل على إصلاح أحوال المعابر الشرعية التى يكثر بها الحوادث على رأس أولويات الوزارة، خاصة أن الأمور مكلفة للغاية فعلى سبيل المثال تكلفة إنشاء الكبرى العلوى تبلغ من 50 أو 60 مليون جنيه، إضافة إلى أنه لا تُناسب كل المناطق فى كثير من الأحيان لذا يتم إلى الحلول البديلة عن طريق تطويرها، وإدخال سبيل التكنولوجيا الحديثة.

ممارسات خاطئة


فيما ذهبت نجوى ألبير، المتحدث الرسمى باسم السكة الحديد، إلى منطقة جديدة، وهى ان الممارسات الخاطئة أحيانا لبعض الأفرد يتسبب فى كوارث، مؤكدة أن الوزارة بالتعاون مع أفراد الجيش والشرطة، نجحت فى إغلاق 2000 معبر بالتعاون مع رجال الجيش والشرطة، لكن المشكلة تكمن فى أن الأهالى فى كثير من الأحيان يعيدون فتحها مرة أخرى، مضيفة أن تطوير المزلقانات خطة تعمل عليها وزارة النقل منذ سبعة أشهر.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة