الأنباء حول "إغلاق الجزيرة" تسبب أزمة بين أمير قطر الشاب وأبيه.. "الشيخ حمد" يتحرك لدعم القناة ومنع الإقالات ويعتبرها من أهم إنجازاته.. واتهامات لعزمى بشارة بالسعى لتصفيتها لصالح "العربى الجديد"

أزمة كبرى تعيشها العائلة الحاكمة فى قطر؛ فلأول مرة منذ تولى الأمير تميم مقاليد الحكم تختصر مراسيم استقبال المهنئين فى العيد وتقتصر على بضع ساعات فقط غادر بعدها الأمير السابق فى جو مشحون وعلاقات متوترة غير مسبوقة بين الأب والابن.

وأرجعت مصادر مطلعة لليوم السابع، اليوم الخميس، ذلك الخلاف إلى تعاظم تأثير عضو الكنيست الإسرائيلى السابق عزمى بشارة على قرار تميم حتى أصبح البعض يظن أنه الحاكم الفعلى لدولة قطر منذ استلام الأمير الشاب.

وقالت المصادر انه عقب كشف "اليوم السابع" فى تقريره المنشور منتصف سبتمبر الماضى لمخطط المستشار الخاص لأمراء قطر والذى حمل عنوان "عزمى بشارة يدمر إمبراطورية الجزيرة" تم استدعاء عزمى بشارة من قبل الديوان الأميرى على عجل وخلال اجتماع ثنائى جمع بشارة وتميم اتهم الأخير عضو الكنيست بتسريب المعلومات الخاصة بقطر.

وأكدت المصادر أن الأمير تميم سأل عزمى بشارة عن حقيقة التقارير الاستخباراتية التى وصلت إلى مكتبه والتى تفيد بأنه يسىء للأمير السابق فى مجالسه الخاصة ويتهم عهده بالفساد والفوضى وأنه سيساعد الابن على التخلص من تركة أبيه.

وأوضحت المصادر أن عزمى بشارة يعد مقربا للأمير الشاب لدرجة أنه يراه يوميا وفى اجتماع ثابت لا تقل مدته عن نصف ساعة لمراجعة أمور الحكم والاتفاق على جدول عمل الأمير لليوم التالى، مؤكدة أن العديد من المصادر الدبلوماسية نقلت للأمير تميم حديث عزمى بشارة عن أن اجتماعات الأمير الشاب والتى تعد دبلوماسية ورسمية يشاهد تميم خلالها التلفاز ويجلس مسترخيا.

عزمى بشارة يدافع عن دوره فى تدمير الجزيرة بمقالة فى جريدته

وأكدت المصادر أن عزمى بشارة بدأ حملة مضادة للدفاع عن نفسه بكتابة مقال بنفسه نشرته الكاتبة ليال حداد فى صحيفته الصادرة فى لندن "العربى الجديد" بعنوان "لا تتركوا الجزيرة وحيدة" وهو المقال الذى أكد صحة ما نشرته اليوم السابع حول تدمير إمبراطورية قناة الجزيرة.

وبدأ بشارة يشيع فى مجالسه أن قرار الإقالات التعسفية من قناة الجزيرة كان خاطئا، وأنه برىء مما ينسب إليه فى أروقة الجزيرة من أنه صاحب مشروع تقليص الموازنات الذى قدم للأمير تميم؛ وأن القرار كان قطريا بامتياز، سببه أزمة اقتصادية تمر بها قطر وسبب سياسى وهو العداء التاريخى بين وزارة الخارجية القطرية وحمد بن ثامر المدير العام للشبكة الإعلامية الكبرى.

وتخشى الأوساط المقربة من تميم أن يزداد التوتر بين الأب والابن على خلفية ما سمى بفضيحة الجزيرة والتى تظهر الإمارة الغنية وكأنها مفلسة وتستسلم لخصومها خاصة وأن الأمير الأب يعتبر أن قناة الجزيرة واحدة من أهم إنجازاته واستهدافها والتشهير بها هو استهداف لمرحلة حكمه وطمس لمنجزاته بل استهداف شخصى غير مبرر له.

الأمير حمد يتدخل لمنع الإقالات فى الجزيرة

وذكرت المصادر أن الأمير السابق لقطر الشيخ حمد يتدخل لمنع الإقالات وتأمين عجز ميزانية الجزيرة البالغ 80 مليون دولار ولم تستطع "اليوم السابع" التأكد من مدى صحة هذه المعلومة.

المصادر ذكرت؛ أنه فور عودة حمد بن ثامر من عزاء آل مكتوم فى دبى اجتمع بوزير المالية القطرى فى محاولة لحل موضوع الموازنة لمنع اللمسات الأخيرة التى كانت مقررة بالقوائم وتصل إلى نحو 40% من العاملين.

وقدم حمد بن ثامر بعض المقترحات والتى قدمت فى الاجتماع منها تخفيض سقف التأمين الصحى وتخفيض سقف الرواتب وأصر فى اجتماعه مع وزير المالية أنه أيا كانت النتيجة فإنه يصر على تأجيل الاقالات حتى نهاية العام الدراسى حتى لا يتضرر أبناء المسرحين، وقال حرفيا "أنا مدير هذه المؤسسة لثمانى عشرة سنة، ولا أستطيع تشريد مئات الموظفين، وأنا أتحمل المسئولية المهنية والأخلاقية"

قتال أيمن جاب الله من أجل "الجزيرة مباشر "

وأفادت مصادر من قناة الجزيرة؛ أن الأزمة الكبرى التى لا تزال عالقة وهى "الجزيرة مباشر"، تلك المحطة التى ظلت محل استهداف عزمى بشارة وهذه المرة عن طريق ياسر أبو هلالة رجله الجديد، إذ يحرض على إغلاقها كاملة وتسريح كل من فيها بحجة عدم الحاجة لها وأنها قناة منافسة للإخبارية وتسيء للخط التحريرى وخارجة عن السيطرة مما أدى إلى اجتماع المصرى أيمن جاب الله مدير الجزيرة مباشر بكل العاملين وقال "الموقف الشجاع فى مثل هذه الظروف أن أستقيل احتجاجا، لكننى لن أفعل، سأقاتل من أجلكم حتى آخر لحظة".

عزمى بشارة فى مرمى نيران الجميع ووضاح يعود للمشهد الإعلامى

محاولة إغلاق قناة الجزيرة واللغط الدائر حولها أعادت إلى المشهد الإعلامى فى قطر صديق الأمس لعزمى بشارة وعدو اليوم وضاح خنفر والذى تنقل بصورة غير مسبوقة بين مجالس الأمير السابق والحالى لقطر وحمد بن ثامر فى محاولة لحماية الجزيرة من السقوط ولحماية القناة من براثن عزمى الذى نجح بإقصاء وضاح قبل سنوات عن إدارة الشبكة.

وأوضحت المصادر أن إلغاء دور الجزيرة يصب فى مصلحة مشروع عزمى الإعلامى المتمثل فى صحيفة العربى الجديد وقناة العربى التلفزيونية، ففى الوقت الذى تتم فيه التضحية بالأيقونة الذهبية لقطر "قناة الجزيرة"؛ تفتح لعزمى بشارة الموازنات دون حساب ولا رقيب؛ بالرغم من توالى التقارير أن مشروع عزمى بشارة فى لندن فاشل منذ بدايته وحوله شبهات فساد مالى، وأن نسبة مشاهدة القناة لا تتجاوز 2% فى العالم العربى؛ وعدم تجاوز عدد النسخ المباعة من صحيفته مئات الأعداد على أحسن تقدير.

وأكدت المصادر أن الفضائح الأخلاقية التى انتشرت فى الآونة الأخيرة بين العاملين فى مشاريع عزمى الإعلامية لا تسىء لعزمى بشارة فقط وإنما لقطر وسمعة أَهلها.

ويستدل رجال الأمير الأب على ذلك بأن بشير بكر القائم بأعمال رئيس تحرير العربى الجديد ورجل عزمى القوى فى لندن لفق تهمة جنسية لوائل قنديل رئيس التحرير السابق للتخلص منه لأنه كان مرشح حمد بن ثامر للعربى الجديد، ثم تلت هذه الفضيحة؛ قضية تحرش جديدة رفعت أمام المحاكم البريطانية ضد بشير بكر نفسه والمسئول الإدارى عبد الرحمن الشيال لقيامهما بالتحرش بزميلة عراقية لهما.