معهد بروكينجز: التدخل الروسى والأمريكى والإيرانى كارثة ثلاثية الجوانب فى سوريا.. موسكو لا ترغب فى وجود عسكرى للأبد بالشرق الأوسط.. وتحالفها مع طهران يجعل الدولة الشيعية المهيمنة على المنطقة

الإثنين، 19 أكتوبر 2015 03:01 ص
معهد بروكينجز: التدخل الروسى والأمريكى والإيرانى كارثة ثلاثية الجوانب فى سوريا.. موسكو لا ترغب فى وجود عسكرى للأبد بالشرق الأوسط.. وتحالفها مع طهران يجعل الدولة الشيعية المهيمنة على المنطقة تنظيم داعش
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال معهد بروكينجز الأمريكى إنه بعد مرور أكثر من أربع سنوات على القتال، لا تبدو الحرب الأهلية فى سوريا قريبة من نهايتها، فأى من القوى الرئيسية الثلاث، قوات بشار الأسد والمعارضة السورية وداعش ليسوا بقادرين على تحقيق نصر حاسم، ولم تؤد التدخلات الخارجية إلى تغير الظروف بشكل حاسم لأى طرف، فالضربات التى شنها التحالف الدولى بقادة أمريكا ضد داعش لم تسفر عن تغييرات جذرية، كما أن الإطلاق غير المتوقع لعمليات عسكرية روسية تدعم قوات الأسد زاد الأمور ارتباكا.

تحول الصراع إلى مواجهة سياسية



لكن المعهد يشير إلى أن هذا لا يعنى أن تلك التدخلات ليست مهمة، بل على العكس، فقد أدت العملية العسكرية السورية إلى تحويل الصراع إلى مواجهة جيوسياسية بين روسيا والولايات المتحدة، وفى تلك المرحلة، لا يسعنا سوى الأمل بألا يسمح قادة البلدين بتصعيد المواجهة إلى صراع مسلح مفتوح بينهما.

إيران طرف مهم فى المعادلة السورية



ويوضح المركز الأمريكى أنه سيكون من الخطأ قصر تحليل الوضع فى سوريا على مواجهة واحدة ممكنة بين القوتين العظمتين النوويتين، أو بمحاولة التنبؤ بآليات الصراع من خلال تلك العدسة وحدها، وهناك طرف ثالث خارجى على نفس الأهمية وهو إيران، فرغم ضعف جيشها مقارنة بروسيا وأمريكا، إلا أن إيران أنفقت موارد مالية كبيرة لتحقيق أهدافها فى سوريا، وبعد توقيعها الاتفاق النووى مع الغرب، فإن طهران ستسعى الآن إلى تعزيز موقفها فى المنطقة.

ويقول بروكينجز إنه بعيد عن الفصائل المتحاربة فى سوريا، هناك مثلث من القوى الخارجية العظمى فى الصراع السورى، وجدير بالذكر أن هناك أطرافا أخرى مهمة مثل تركيا والسعودية، إلا أن تلك الدولتين لن تلعبا دورا كبيرا على الأرجح دون وجود دعم أمريكى.

مصالح مشتركة بين القوى الخارجية



أما عن المصلحة المشتركة بين روسيا وإيران والولايات المتحدة فتتمثل فى القضاء على داعش، وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن مصلحتها التكتيكية تتحدد فى الإطاحة ببشار الأسد، أما سوريا فمصلحتها التكتيكية هى العكس، أى إبقاء الأسد فى السلطة إلى جانب اختبار الأسلحة الجديدة والحد من العزلة الدولية لروسيا.

وهناك مصالح استراتيجية لروسيا تتمثل فى الحفاظ على تماسك الدولة السورية والحفاظ على نظام صديق فى دمشق للاحتفاظ بقاعدتها البحرية وإمداد السلاح إلى جانب تأكيد مكانتها كقوة عالمية، أما إيران فمصلحتها الاستراتيجية تكمن فى ضمان بقاء سوريا فى دائرة نفوذها.

روسيا لا تنوى البقاء العسكرى فى المنطقة



ويذهب تقرير بروكينجز إلى القول بأنه على الرغم من أن روسيا لها مصالح استراتيجية فى روسيا إلا أنها لا تنوى الاحتفاظ بوجود عسكرى فى الشرق الأوسط للأبد، فالرئيس الروسى فلاديمير بوتين يرى بلاده كقوى عظمى عالمية تلعب دورا رئيسيا فى مفاوضات السلام فى المنطقة، لكن موسكو لا تستطيع تقديم أى دعم اقتصادى كبير لدول الشرق الأوسط وليس لديها القوى الناعمة للاحتفاظ بحلفاء دائمين.

التحالف الإيرانى الروسى



ويرى كاتب التقرير أن التحالف الروسى الإيرانى من شأنه أن يشجع طهران على شراء أسلحة روسية، وفى المقابل ستقبل روسيا برغبة إيران فى تأمين بقاء سوريا داخل مجال نفوذها، ومثل هذا التحالف من شأنه أن يجعل إيران بالتأكيد القوة المهمينة فى المنطقة، ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تمنع هذا السيناريو باستخدام القوة دون تغيير فى سياستها.

ورجح التقرير أن تتذوق روسيا قريبا فى سوريا ما ذاقه الاتحاد السوفيتى من قبل فى أفغانستان، فيما يتعلق بالاستخدام الواسع لصواريخ مضادة للطائرات، وفى تلك الحالة يمكن أن يزداد التدخل الروسى، لكنه لن يغير من المصالح الاستراتيجية لموسكو وطهران، وعلى نحو مشابه، فإن سياسة أمريكا المتمثلة فى الانتظار لن تساعد فى تشكيل مصالح استراتيجية واضحة وأهداف فى سوريا، فليس من الممكن صياغة استراتيجية لتحقيق هدف ليس موجودا.


موضوعات متعلقة..



روسيا: "داعش" و"جبهة النصرة" يدمران بعضهما من أجل السلطة والمال


قيادى بحزب الله: ضربات روسيا بسوريا فضحت زيف الحملة الأمريكية ضد الإرهاب



اليوم السابع -10 -2015






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة