معاداة المسلمين
صحيفة "دايلى بيست" الأمريكية سلطت الضوء على مساعى هاربر لتشتيت الكنديين عن سجله السىء للغاية فى الاقتصاد بمعاداة المسلمين، حيث يواجه الاقتصاد الكندى حاليا حالة من الركود والسبب فى ذلك يعود إلى حد كبير إلى تراجع أسعار النفط. ووصلت معدلات البطالة إلى 7%، وتراجعت قيمة الدولار الكندى أما نظيره الأمريكى، الأمر الذى انعكس بدوره على الأسعار.
صحيفة: معاداة المسلمين "إلهاء سياسى"
وتقول "دايلى بيست" إن أى سياسى يواجه تلك الظروف الاقتصادية ويسعى إلى إعادة انتخابه، فإن أفضل حل له هو الإلهاء، وجعل الناخبين ينسون إخفاقاته بإثارة فزعهم من قضية أخرى، وهى المسلمون فى هذه الحالة.
واستغل "هاربر" حكم محكمة صادر مؤخرا يتعلق بمهاجرة مسلمة من باكستان أرادت أن تؤدى يمين القسم كمواطنة كندية وهى ترتدى النقاب.
وكان وزير الهجرة فى حكومة هاربر قد أصدر فى عام 2011 قرارا فيدراليا يحظر على النساء ارتداء الحجاب أثناء أداء قسم المواطنة. فقامت السيدة الباكستانية بإقامة دعوى قضائية تقوم فيها إنها حُرمت من حريتها الدينية بإجبارها على نزع النقاب وسط حشد من الرجال والنساء.
وفى فبراير الماضى،أقرت امحكمة بأن القرار ينتهك الحرية الدينية الممنوحة لمن يدلون بقسم المواطنة. إلا أن هاربر الأمر إلى قضية سياسية، مستفيدا من أن أكثر من 72% من الكنديين يدعمون حظر النقاب، وأشعل تلك القضية بإعلان نيته الاستئناف ضد القرار أمام المحكمة الفيدرالية العليا، بل وتعهد بأن يدرس حظر ارتداء النقاب بين الموظفين العموميين.
الموقف من اللاجئين
ومن القضايا الأخرى التى أشعلت الحملات الانتخابية موقف حكومة "هاربر" من اللاجئين السوريين وقراره بعدم استقبال المزيد منهم فى كندا، وكانت الحكومة قد أعلنت عن وقف طلبات اللجوء من قبل بعض السوريين لأسباب أمنية وهى الخطوة التى أثارت انتقادات شديدة من قبل المعارضة.
ويأمل "هاربر" فى الفوز بفترة رابعة بعد عشر سنوات قضاها فى منصبه كرئيس للوزراء وذلك بشيطنة النساء اللاتى يرتدين النقاب والكثير من مسلمى البلاد، ففى إحدى الرسائل الموجهة للناخبين قال الحزب المحافظ إن انتخاب أحد معارضى هاربر سيدخل البلاد إلى واقع مرير من الضرائب المرتفعة والبطالة ومراسم المواطنة التى تعج بوجوه المسلمات المغطاة وهن يتعهدن بالولاء للملكة.
المسلمون كبش فداء
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إن حزب المحافظين استخدم المسلمين ككبش فداء حتى قبل الحملات الانتخابية التى استمرت قرابة ثلاثة أشهر وتعد الأطول فى الذاكرة الحديثة لكندا. ففى عام 2011 حظرت الحكومة ارتداء النقاب فى مراسم المواطنة.
ورغم أن رهان "هاربر" على معاداة النقاب قد حقق بعض النجاح الأولى، إلا أن هناك مؤشرات على أنها لن تكون إستراتيجية ناجحة فى نهاية الأمر.
استطلاع رأى : الليبراليين متفوقين على المحافظين لأول مرة فى الانتخابات
وكانت أحدث استطلاعات الرأى قد أشارت إلى أن الليبراليين متفوقين على المحافظين لأول مرة فى الانتخابات، وكان حزب الكيبيكيين الانفصالى قد أثار مخاوف مماثلة فى انتخابيات كيبيك العام الماضى، إلا أن الأمر فشل بشدة.
زيادة جرائم الكراهية
لكن الخطاب المعادى للنقاب أدى على زيادة فى جرائم الكراهية ضد المسلمين فى كندا. فنصف جرائم الكراهية التى تم الإبلاغ عنها فى عام 2015 حدثت الشهر الماضى وهو نفس الوقت الذى صعد فيه هارير من حملته ضد النقاب. ويعارض الحزبان المنافسان لهاربر، وهما الحزب الليبرالى برئاسى جاستن ترودو، والحزب الديمقراطى الجديد برئاية توماس مولكير، ويعتبرون أن ارتدائه حرية دينية يجب أن تحظى بالحماية.
موضوعات متعلقة..
- ارتفاع نبرة العداء للمسلمين فى الحملات الانتخابية بكندا