المعهد الملكى البريطانى للخدمات المتحدة: إيران والإخوان وراء تعميق الخلافات بين واشنطن والرياض..السعودية تخشى من اتفاق "يالطا" جديد يقسم المنطقة لصالح طهران.. مصر وتونس الجزء المشرق من الشرق الأوسط

الأحد، 18 أكتوبر 2015 02:05 ص
المعهد الملكى البريطانى للخدمات المتحدة: إيران والإخوان وراء تعميق الخلافات بين واشنطن والرياض..السعودية تخشى من اتفاق "يالطا" جديد يقسم المنطقة لصالح طهران.. مصر وتونس الجزء المشرق من الشرق الأوسط العاهل السعودى الملك سلمان والرئيس الأمريكى باراك أوباما فى لقاء سابق
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال تقرير للمعهد الملكى للخدمات المتحدة، البريطانى، إن مصر لم تكن وحدها التى بدأت تبحث عن بدائل للاعتماد على الولايات المتحدة، ولكن المملكة العربية السعودية أيضا بدأت فى البحث عن بدائل لواشنطن، مشيرا إلى أن الرياض تدعم توجه مصر نحو روسيا.

وتحدث مركز الأبحاث البريطانى البارز فى تقرير أصدره، الشهر الجارى، عن السياسات فى المنطقة ومكافحة تنظيم داعش، وحول ضرورة أن يجتمع كل الأطراف الإقليمية والعالمية حول طاولة المفاوضات، مع تنحية كل الخلافات الطائفية كخطوة مهمة نحو دحر داعش.

العلاقات الأمريكية السعودية



وركز التقرير بشكل كبير على العلاقات الأمريكية السعودية، قائلا إنه من الواضح أن دفع إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بالاتفاق النووى الدولى مع إيران تسبب فى هزة قوية للعلاقات التقليدية للولايات المتحدة مع الدول العربية وإسرائيل، وقال " رغم أن هذا العمل فريد من نوعه، لكن أوباما تجاهل القوى التقليدية المتنامية لإيران فى الشرق الأوسط، التى تشكل تهديدا للدول الرئيسية فى المنطقة مثلها مثل احتمال حصولها على قنبلة نووية"، لافتا إلى أن المخاوف تتعلق بأنه يمكن للولايات المتحدة أن تتعايش مع إيران، التى هى على أعتاب أن تكون قوى نووية، موضحا أن المنطقة معرضة بشدة لسباق تسلح مميت، حيث لن يكون للولايات المتحدة القدرة على ممارسة سيطرتها التقليدية.

أزمات بين الولايات المتحدة والسعودية



وقال التقرير إن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية تمثل أهمية خاصة لمستقبل المنطقة، لأن الخلاف الحالى بين الطرفين من شأنه أن يمزق الخريطة الاستراتيجية الموجودة، فعلى الرغم من تحالفهم الذى يدعم أغلب الترتيبات الأمنية الأخرى فى الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة والسعودية ليسوا بعيدين عن الأزمات، مشيرا إلى أن قيادة الرياض لإعلان حظر على توريد النفط للدول الغربية، خلال حرب أكتوبر احتجاجا على دعم الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية لإسرائيل، أسفر عن حرب بين الطرفين حيث كشفت وثائق سرية أوائل عام 2000 إلى أن كلا من الحكومتين الأمريكية والبريطانية كانتا تخططان للسيطرة على حقول النفط السعودية إذا ما استمر الحظر، وبعد ذلك، فإن تورط العديد من المواطنين السعوديين فى هجمات 11 سبتمبر 2001، أيضا تسببت فى تراجع العلاقات الثنائية.

وأضاف التقرير: "ومع ذلك، فإن الخلاف الأخير بين واشنطن والرياض هو عميق ومعقد، وينبع من تقييمات معارضة تماما بشأن إلى أين يتجه الشرق الأوسط، يصاحبها جنبا إلى جنب اعتقاد سعودى بأن التطورات فى المنطقة تهدد وجود المملكة ".


أمريكا المتقلبة


وبالنسبة للسعودية، يقول التقرير البريطانى، إن الانتفاضات التى اجتاحت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار السنوات القليلة الماضية لم تأتى فقط بالفوضى بدلا من الاستقرار، لكنها عملت أيضا على التذكير بمدى تقلب الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال، فإن الرئيس حسنى مبارك قضى 3 عقود يخدم المصالح الأمريكية، لكن سرعان ما لفظته واشنطن أمام الاحتجاجات الشعبية فى يناير 2011، وما هو أكثر إثارة للخوف لدى السعودية، موضحا أن واشنطن سرعان ما ذهبت لاحتضان الإخوان المسلمين بصفتهم القادة الجدد لمصر ليس لأنها تعرف الكثير عنهم، لكن لأنهم برزوا باعتبارهم القادة الجدد للشرق الأوسط، فمن غير المحتمل أن ينسى السعوديون أن الولايات المتحدة كانت على استعداد لوضع يدها فى أيادى حركة سياسية يعتمد وجودها على الإطاحة بالملكيات فى العالم العربى.

كما أن السعودية ليس من المحتمل أن تنسى ما كانت تعتبره سلسلة من الإذلالات فيما يتعلق بسوريا، فالسعوديين كانوا مترددين فى البداية حيال تقديم دعم عسكرى للمتمردين المناهضين للحكومة فى سوريا لأن وزير الداخلية، محمد بن نايف، كان يعتقد كما فعلت معظم الحكومات الغربية فى ذلك الوقت، أن الأموال والأسلحة قد تنتهى فى أيدى الجهاديين، الذين عملوا فيما بعد على زعزعة استقرار المنطقة كلها.

السعودية تدعم المعارضين السوريين نيابة عن واشنطن


ويقول التقرير إن السعودية بدأت فى ضخ كميات كبيرة من الأسلحة للمعارضين السوريين فى أواخر عام 2012، وقد فعلت ذلك إلى حد كبير نيابة عن الولايات المتحدة، التى أرادت التخلص من المأزق فى الحرب السورية وكانت قلقة من تدخل قطر، التى تدعم المتمردين الإسلاميين، ومرة أخرى، اكتشفت السعوديون أن العمل مع واشنطن ولحساب مصالحها لا يضمن أى تأثير على ما تختار بعد ذلك القيام به، فما تم الإشادة به فى واشنطن باعتباره انتصارا كبيرا للدبلوماسية شوهد فى المملكة العربية السعودية باعتباره تنازل من قبل رئيس أمريكى، مستعدة لتقبل أى حل وسط وإن كان يضر بحلفائها الإقليميين، طالما سيجنبه تورط عسكرى آخر.

وهذا هو أيضا الانطباع السعوديين عن المفاوضات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، الذين يشيرون إلى أن المناقشات ليس لها مضمون، وأن الإيرانيين يشاركون مباشرة فى العراق وسوريا، فحزب الله، وكيلهم فى لبنان، يقاتل علنا لصالح الأسد وإيران.

الولايات المتحدة ستقبل بتقسيم خاص بمناطق النفوذ مع إيران



ويرى السعوديون، وفقاً للتقرير، أن هناك خطرا آخر، ففى مقابل المساعجة فى هزيمة داعش والحد من العنف فى سوريا، فإن الولايات المتحدة ستقبل فى نهاية المطاف بتقسيم خاص بمناطق النفوذ مع إيران، والذى سيكون أقرب إلى اتفاق "يالطا" الذى قسم أوروبا إلى نصفين على مدى أربعة عقود من الحرب الباردة، ورغم أن هذه المخاوف مبالغ فيها، لكنها تسوق الخيارات السياسية الحالية، وقد ظلت الإدارة الأمريكية تبدى تصميما تجاه هذه الإحباطات السعودية، لكن تصر المملكة العربية على الاستماع إليها واستعادة هيمنتها فى الشرق الأوسط، ومن جانب آخر تحاول شخصيات بارزة فى الرياض الحد من الاعتماد على الولايات المتحدة، وبالفعل قاموا بتوقيع عقود دفاع مع فرنسا فى يونيو 2015.

الرياض تشجع مصر على إعادة الروابط مع روسيا



وأوضح التقريران الرياض تشجع مصر على إعادة النظر فى الروابط الاقتصادية مع روسيا، وتقوم السعودية بإعادة إصلاح علاقاتها مع تركيا، حيث تسعى البلدين لتنسيق سياساتهم تجاه سوريا دون استشارة واشنطن، وكل هذه التحركات كفيلة بتعقيد تعاملات الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط.

وبشكل عام أكد التقرير البريطانى على ضرورة أن يجتمع كل الأطراف الإقليمية والعالمية إلى طاولة المفاوضات، ففيما يتعلق سوريا، على وجه الخصوص، ومن المهم جدا بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا وإيران والمملكة العربية السعودية، وغيرهم من القوى، تجاوز الشلل الحالى حول مستقبل نظام الأسد والسعى إلى تسوية مستدامة، غير طائفية. وهذا من شأنه أن يشكل خطوة مهمة نحو دحر داعش.

مصر وتونس


ويقول التقرير إن الحكومات الأجنبية عليها أن تقبل أن منطقة الشرق الأوسط ستظل أرضا خصبة للإرهاب، حتى إذا تم القضاء على داعش، فإن المناطق غير المحكومة التى خرج منها هذا التنظيم الإجرامى، ستفرخ متشددين أخرين بالتأكيد، ومع ذلك فرغم أن هناك أجزاء من الشرق الأوسط تعانى فوضى شبه دائمة، الآن أن هناك أجزاء أخرى يمكنها مواجهة آفاق أكثر إشراقا، وهنا يشير إلى أن دعم كلا من مصر وتونس لتحقيق الحكم الرشيد لا يزال هدفا ممكنا تماما، وبالتالى يمكن تجنيب هذه الدول النهاية المؤسفة التى تعانى منها العراق وسوريا ولبنان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة