وأكد المستشار السياسى للرئيس أبو مازن فى تصريحات خاصة لـ " اليوم السابع " خلال زيارته القصيرة لمصر، أن عضوية مصر بمجلس الأمن سيكون عاملا مساعدا للشعب الفلسطينى وقضيته، موضحا أنه من المهم وجود عضو عربى فى مجلس الأمن، معربا عن سعادته لفوز مصر بمقعد العضوية عقب الأردن باعتبارهما دولتين عربيتين ملاصقتين لفلسطين، مشيرا إلى أن البلدين يعرفان المعاناة التى يعيشها الفلسطينيون، ولهما دور مميز.
وتابع حماد ، عندما طرح موضوع توسيع اللجنة الرباعية كان ترشيح مصر والأردن فى إطار الرباعية الدولية مع الأشقاء فى المملكة العربية السعودية.
عضوية مصر بمجلس الأمن فرصة لتفعيل لجنة الاتصال الدولية بشأن عملية السلام
وأوضح أن عضوية مصر بمجلس الأمن ستعطيها فرصة أكبر لتفعيل لجنة الاتصال الدولية بشأن عملية السلام ومراجعة الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على مدى عدم التزام أى من الطرفين بتلك الالتزامات.
وأوضح حماد أن لقاء الرئيس أبو مازن مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى غير مؤكد حتى اللحظة، مشيرا إلى أن كيرى أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس عباس قبل ستة أيام وكذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو فهو لم يطرح هذا الموضوع، لكن وزير الخارجية الأمريكى قال للرئيس إنه ربما يلتقى مع نتنياهو فى إحدى الدول الأوربية، وفقا لتعبيره.
العودة للمفاوضات مرهون بتنفيذ إسرائيل للالتزامات
وأكد أن العودة للمفاوضات أمر غير وارد إلا إذا نفذت إسرائيل الالتزامات المعروفة جيدا للمجتمع الدولى بأسره وللولايات المتحدة وأولها تجميد الاستيطان، مشيرا إلى أن إسرائيل تطرح العودة للمفاوضات وهو ما يقابله انتقاد أوروبى لنتنياهو لمطالبته الرئيس أبو مازن بالعودة للمفاوضات فى ظل استمراره فى بناء المستوطنات، على حد قوله.
وأوضح أن ما تقوم به إسرائيل فى مدينة القدس المحتلة هو أمر خطير للغاية فهى تقوم بتفريغ القدس من أهلها وتفرض الضرائب وتسحب الهويات من المسلمين والمسيحيين ظنا منهم أنه بتغيير السكان تتغير البلد، إضافة لمحاولة إسرائيل تهويد القدس ومحاولات التقسيم الزمانى والمكانى للمسجد الأقصى المبارك، مشيرا إلى أن الاستطيان بما يشمل القدس أيضا أمر يجب أن يكون أولوية سواء جاء كيرى أو لا.
الموقف الأمريكى متردد
وأكد أن الموقف الأمريكى متردد يحاول عدم القيام أى خطوة من شأنها إزعاج الإسرائيليين فهم من طالبوا بتأجيل مشروع القرار الفرنسى، موضحا أن واشنطن إذا أرادت إرسال رسالة تكون واضحة بإمكانهم بكل يسر إعلان تأييدهم للقرار الفرنسى، مؤكدا أن الفرنسيين طرحوا إمكانية طرح مشروع قرار حول الاستيطان لكن واشنطن لم تبدِ تأييدا وهذا لايعنى أنها موافقة.
وبسؤاله عن ماهية الحماية الدولية التى يريدها الرئيس أبو مازن لحماية الفلسطينيين رد قائلا: الحماية الدولية تعنى أنه إذا كان المجتمع الدولى جادًا فى التوصل لتسوية وحل يجب أن يغير الأمر الواقع الموجود على الأرض، فبقاء جيش الاحتلال والمستوطنين فى ظل السياسة التى تمارس من مصادرة أراضى وغيره، وبالإمكان أن يكون هناك تواجد دولى يحل محل الجيش الإسرائيلى نوع من ولاية الأمم المتحدة يتم خلالها تحديد جدول زمنى لإجراء مفاوضات بناء على الاتفاقيات الموقعة والالتزامات وهو ما يمكن أن يتيح الفرصة لإيجاد حل.
الحماية الدولية هى تأمين مرحلة يكون فيها الوضع هادىء
وأكد نمر حماد أن أى مفاوضات ستكون دون جدوى فقد دخل الطرف الفلسطينى فى كافة المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، مشيرا إلى أنها كانت بلا نتيجة بسبب ما هو مفروض على الأرض من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه.
وأوضح أن الحماية الدولية هى تأمين مرحلة يكون فيها الوضع هادئا ولا يوجد استيطان، ويعطى للجانبين إمكانية أن يبلورا رؤية بشأن الحدود، مؤكدا أن رؤية الإسرائيليين للعودة لحدود 4 يونيو 1967 غير واضحة بالنسبة لهم فهم يتحدثون عن شىء آخر، موضحا أن الإسرائيليين لا يعطون جوابا حول حدود الدولة.
موقف الجامعة العربية واضح وقوى
ووصف حماد موقف جامعة الدول العربية الذى تم اتخاذه بأنه "واضح وقوى"، موضحا أن المجتمع الدولى وبشكل خاص الولايات المتحدة هم من يستطيعون الضغط على إسرائيل، مشيرا إلى أن مجلس الأمن يحاول دائما وضع الجلاد والضحية على قدر المساواة، وهو ما يدفعنا لبذل كل الجهد لأن يكون هناك بيان قوى، على حد وصفه.
وأوضح أن دولة فلسطين تقدمت لمحكمة الجنايات الدولية بقضيتيين مهمتين أولهما الاستيطان والذى نعتبره مقتلا لعملية السلام، والعدوان الذى جرى على قطاع غزة والمرحلة الأخيرة التصعيد الإسرائيلى العنيف الذى جرى ضد الشعب الفلسطينى سواء فى القدس أو الضفة الغربية.
وكشف حماد عن قيام إسرائيل بشن حملة تحريضية شرسة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن منذ فترة، مؤكدا ان الرئيس ابو مازن عند حديثه للمجتمع الدولى يتطرق لثلاثة أمور أساسية أولها: أنه لا يمكن لشعب أن يظل تحت الاحتلال إلى الأبد، وأن هذا الوضع غير مقبول ولا يمكن أن يدوم ومن حق الشعب الفلسطينى أن يختار أسلوب نضالى يخدم قضيته وهو النضال السلمى والمقاومة الشعبية فى مواجهة الاحتلال.
وأوضح أن الرسالة التالية فى خطاب أبو مازن تكون موجهة للمجتمع الدولى وبذلك بدعوته لتحمل مسئولياته وألا يستمر فى اعتماد معيارين ومقياسين للقانون الدولى، وأنه قد آن الآوان بأن تخضع إسرائيل للمساءلة والمحاكمة، مؤكدا أن رسالة الرئيس أبو مازن للإسرائيليين تكون "بأننا نريد الحياة لنا ولكم ولكن الحياة التى تضمن لشعبنا كرامتنا وحريته وسيادته واستقلاله فالوضع القائم لايمكن أن يستمر، أمامكم حل الدولتين أو نحن متمسكون بالبقاء على أرضنا ستصل الأمور إلى مرحلة حل الدولة الواحدة حتى لو كانت على نمط جنوب أفريقيا ويفضل الإسرائيليون دائما الخطابات التى تحمل هجوما شرسا عليهم"، مشيرا إلى أن إسرائيل ترى أن أخطر قائد فلسطينى فى تاريخ الصراع معهم هو الرئيس محمود عباس أبو مازن.