بالصور.. مستشفى طنطا الجامعى "مولد وصاحبه غايب".. سوق خضار أمام المبنى.. غياب جماعى للأطباء وقلة فى الإمكانيات.. مرافقو المرضى يفترشون الطرقات.. وإدارة المستشفى: نسعى لإصلاح المنظومة

يشهد مستشفى طنطا الجامعى بالغربية، ومستشفى الطوارئ التابعة له، حالة من الإهمال والأزمات المتتالية بسبب الزحام، والإقبال غير المسبوق، حيث إن المبنى مكتظ بالمرضى، والإمكانيات محدودة، وبعضها معدوم بالأساس.

تدنى الخدمات بسبب الزحام الشديد

وتأتى مستشفى جامعة طنطا بأقسامها المختلفة والطوارئ أيضا فى مرحلة متدنية من الخدمات، بسبب الزحام الشديد، وتحولت المستشفى لمولد كبير للغلابة، فى الوقت الذى لا توجد به نظافة إطلاقًا، ووصلت الحشرات والقطط حتى العناية المركزة.

مرافقو المرضى يملأون الطرقات

وتعانى دورات المياه من غرق مستمر وروائح كريهة، وزحام شديد فى الطرقات من مرافقى المرضى الذين يتجاوز عددهم 20 مرافقًا للمريض الواحد، ويتواجدون معه طوال الوقت لدرجة أنهم ينامون بجوار سرائر المرضى وفى الممرات والشرفات، ويتناولون الأطعمة والمشروبات، والتدخين داخل العنابر.

تدنى الخدمات الطبية

وأكد الأهالى أن سوء الخدمة الطبية مبالغ فيها والأسرّة بدون مراتب، وغير موجودة، والمريض لكى يتم حجزه يجب عليه الانتظار فى طابور طويل يعانى فيه حتى يخلو أحد الأسرّة، ويحصل على دوره فى العلاج، وأحيانا تموت بعض الحالات الحرجة قبل أن تصل لدورها فى حجز السرير، بخلاف رحلة البحث عن الأدوية والمستلزمات الطبية غير المتوافرة بالمرة فى المستشفى، وكله على حساب المريض من صيدليات ومعامل ومراكز أشعة يمتلكها كبار الأطباء.

أزمة بنك الدم وشرط التبرع قبل الحصول على كيس دم

ويقول محمد عبد الله، رفيق أحد المرضى: لا يستطيع أحد الحصول على أى من منتجات بنك الدم إلا بالواسطة فقط، بينما من لا واسطة له استحالة أن يجد الدم إلا بعد وجود 4 متبرعين حتى يحصل المريض على كيس واحد متسائلا أين تذهب باقى الأكياس؟

غياب جماعى للأطباء

وفجر عدد من العاملين بمستشفيات جامعة طنطا حقيقة الغياب الجماعى للأطباء، وتوقيع الأطباء بدلا منهم فى حال غيابهم، حيث وجدت شكاوى رسمية فى الشئون القانونية تتهم موظفين بالتوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف لأطباء امتياز، رغم عدم تواجدهم.

سوق خضار على باب المستشفى

ويتضرر المترددون على مستشفى طنطا الجامعى الزحام الشديد فى الشوارع الجانبية، وملحقات المستشفى، وتم رصد العديد من الصور تؤكد وجود سوق للخضار والفاكهة على باب مستشفى مبارك الجامعى ومستشفى الرمد الجامعى ومدخل مجمع الكليات، كما انتشر الباعة الجائلون للملابس وأدوات المطبخ والأدوات الكهربائية ونصبوا سرادقات فى الشارع الرئيسى لمدخل المستشفى ومجمع الكليات بشكل مبالغ فيه.

المشرف العام على مستشفيات الجامعة: القصور غير متعمد

من جانبه أكد الدكتور هشام توفيق، أستاذ جراحة الأورام المشرف العام على مستشفيات جامعة طنطا، أن القصور غير متعمد، ودورنا إصلاحه وتطوير المنظومة الطبية حسب تعليمات رئيس الجامعة.

ويضيف توفيق لـ"اليوم السابع" أنه منذ تولى مهام المشرف العام على مستشفيات الجامعة من 20 يوما، وبدأ العمل على إصلاح المنظومة الطبية بالتنسيق مع المسئولين، ووضع خريطة عامة للعمل وتجديد سياسة الثواب والعقاب.

وأوضح توفيق أنه تم العمل على إعادة وهيكلة شكل ومضمون الخدمة الطبية، ومخاطبة رؤساء الأقسام، لترشيح نائب ومدرس مساعد، ليكون همزة الوصل المباشرة فى خدمة المرضى، وبين الإدارة والمستشفيات، كما تمت مخاطبة رؤساء الأقسام بالتنبيه على جميع العاملين بالالتزام، بجدول الطوارئ المنوط بكل قسم، ويتم مرور يومى ودائم من قبل المشرف العام وتتم محاسبة الغائبين، كما تمت محاربة ومنع سماسرة المعامل الخاصة وطردهم خارج الجامعة وتشديد العقوبة على من يوجه المرضى داخل المستشفى.

12 ساعة عمل لخدمة المواطنين بدلا من 8 ساعات

وأكد المشرف العام على مستشفيات الجامعة أنه تم تغيير مواعيد العمل بمكتب خدمة المواطنين لتكون 12 ساعة بدلا من 8 ساعات كمرحلة أولى، لافتا إلى أن موازنة الدولة، والخطة التى طلبها رئيس الجامعة تسمح لتطوير وتحديث الخدمة الطبية المميزة، من خلال التطوير فى الأداء ونوع الخدمة.

كما أن رئيس الجامعة طلب خطة تطوير المستشفيات بما يتناسب مع المرحلة حتى عام 2025 حسب أولوية الأقسام وحاجة كل قسم، وسيتم عقد لقاء بعد غد يجمع بين الدكتور أمجد عبد الرءوف عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة طنطا، والدكتور هشام توفيق المشرف العام على مستشفيات جامعة طنطا، والدكتور محمد الشبينى مدير مستشفى الطوارئ، لمناقشة خطة تطوير الطوارئ وإعادة هيكلتها بما يحقق خدمة طبية ومميزة.

أزمة غياب الأطباء وانعدام الخدمات

ويقول "ع.ا" أحد العاملين بالأمن التابع للجامعة، نتعرض يوميا لمشاجرات مع المرضى بسبب غياب الأطباء وتأخرهم عن مواعيدهم الرسمية، وقلة الإمكانيات، كما أن المريض دائما يتشاجر مع هيئة التمريض ونتدخل لحل المشكلة.

وأضاف "ش.ع" أن الأمن التابع للجامعة يقوم بأكثر من عمله المنوط به من يوم انسحاب الحرس الجامعى، ومع ذلك ترفض إدارة الجامعة صرف زى موحد، كما تفعل شركات الأمن التى تكلف الجامعة ملايين الجنيهات، ورفض المشرف العام على مستشفيات الجامعة زيادة الرواتب وصرف المكافآت أسوة بالحرس الجامعى.