هناك مرضان لهما دور كبير فى وقوع الشخص فى فخ التنظيمات الإرهابية، مرضان ينشآن من مقارنة النفس بغيرها فى العبادة والتدين، وهما: أولا الغرور الدينى والعُجب بالطاعات والتفاخر بالعبادات وتفضيل النفس على غيرها من أهل معاصى الشهوات الظاهرة وقلة الطاعات الواضحة، تفضيلاً يدعو إلى احتقارهم وانتقاصهم وقهر حريتهم الخاصة إن أمكن ذلك، بالجهاد المسلح للمخالفين من غير الأعداء المعتدين المحاربين، وحسبة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر باليد لأهل المعصية فى حق الله، الذين لم يأتوا جُرمًا فى حق العباد، وكذلك أكل حقوقهم واستحلال حُرماتهم إن أمكن ذلك، ذلك بأنهم قالوا ليس علينا فى أهل المعصية سبيل.
أما ثانى الأمراض فهو فقد الثقة بأنفسهم وعقولهم عند سادتهم وكبرائهم لإعجابهم بسحر كلامهم، فيكون الخضوع بأنفسهم وعقولهم خضوعًا تامًا لهم، والتذلل والتبعية لأمرهم وحلالهم وحرامهم سمعًا وطاعة (كتحريم منتجات أمريكا وإسرائيل حين يخشون على مصالحهم الخاصة لديهم، ثم يبيحونها حين يتصالحون معهم لأنفسهم ولمصالحهم الخاصة، وكتحريم الصلاة فى المسجد الأقصى لغير أهله وسكانه حتى لا يكون اعترافًا بشرعية الاحتلال بزعمهم، وهو ما لم يقل به عالم دين مسلم فى زمن احتلال الصليبين له قبل أن يخرجهم صلاح الدين الأيوبى منه)، والتضحية بأموالهم وأنفسهم فى سبيل نُصرة زعمائهم، والثقة يقيناً والتصديق إيماناً بالدجل الدينى وسرابه والوهم الفكرى وضلاله، وبما يشاع بينهم من شائعات التعظيم والتفخيم والتلميع لقادتهم وشائعات التسفيه والتحقير والتشنيع لمخالفيهم أو لمنافسيهم، وانهيار ثقتهم بأنفسهم وعقولهم أمام سلطان قادتهم.
وأكثرهم بعد ذلك كاره للحكام عدو لهم جهراً متودد إليهم خِفية، متبغض للنساء علنًا متلذذا بهن سراً، فهم فى ازدواجية متناقضة تناقضاً واسعاً ، متباينة بوناً شاسعاً بين ظاهرهم وباطنهم . ويستحلون قهر حرية الإرادة فى الاختيار ، والغدر بالعهود والعقود عند الاضطرار . فضلاً عن الحقد الاجتماعى الطبقى ، أكثره من أهل الريف يزاحمون أهل المدن زينة الحياة ، فلا هم أبقوا على أصالة الريف وعاداته وتقاليده ، ولا هم صاروا كراما كرم أهل المال والشبع من أهل المدينة.
أحمد صلاح أبو هاشم يكتب: كيف نهرب من فخ الإرهاب
السبت، 17 أكتوبر 2015 12:15 م
عمليات إرهابية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة