أحمد الغرباوى يكتب: العاشقان

السبت، 17 أكتوبر 2015 03:18 ص
أحمد الغرباوى يكتب: العاشقان شخص وحبيبته – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيناكِ..
اسطورتان.. بلحيتان.. عسليتان.. غامضتان.. فوهتا اسرار.. تجذبان.. مخيفتان..
أتهيبهما..و..وفى يمِهما الدمع يتدفق.. يجرى.. ريان..
فى الأرض الخراب..
تفترش الدمعة الجدب.. تثمر الأرض نبت اللقا.. أعصر كرم النبت.. لا أرتوى ولا أسكر.. !!
,,,,
كفَــاك..
راحة أسفارى.. ولهفة لاحتوائى ببضهما.. وجود جنين..أول مهدى..
أرتخى.. أساند وخطوطهما.. أعبث.. تطبقين على.. تداعبين وجودى.. تفتحين كفك.. أرتعش.. أرتجف.. أتهيب.. أتهيب انقلاب اليد والسقوط..!
أطرد فكر الجن.. تهدهدين بضَ الجسد.. ألتمس دفء دوام الحضور فى بطن كفك.. أناجيه مهدى وقبرى..!
غمازتاك..
تحتوينى.. تلفينى.. وببطن تجويف الغمازة اليمنى تأوينى.. نبنى كوخنا.. تتهادى قطرات رموشك.. تتمايل فجراً.. تتبغدد صبحاً.. نسمة.. همسة.. تغريد قبلة على جبينى.. ونائم أنا فى حضن الغمازة اليسرى..!
تبتسمين.. شفتاك حادتان.. رفيعتان.. تنفرجان.. تتباعد رموشى عن الحلم الأبدى.. يترفق بالتحاف طيفك الساكن بين جفنى.. تتماس وزاوية انفراج الشفتين.. تحملنى والغمازتين بعيداً بعيداَ.. أحتار..؟
أحتار حبيبتى..
أحتار بين ايوائى فى غمازتيك وسفرى المجنون على حواف قوارب شفتيك.. و..
ومستحيلٌ أن أختار..!
,,,,
أعشق كل البحار..
يسامرنى موج.. يدفعنى قدر لأصادق الأصداف.. ترافق وحدتى جنية.. تتخذ من الأعماق إيواء غار.. وتؤم اللالىء والقواقع والأسماك.. ولاتغادر البحار..
فشلت فى احتضانى.. لاجدوى من انتظار غرقى.. لاجدوى من بقائى فى قلب اليم..!
سحبتنى إلى الشط.. وهمست فى أذنى: لاتصلح بعد للزهد..!
فى عينيك شوق لأميرة سمراء.. فى قلبك يعتكف طيف حورية حسناء..
ياولدى امرأتك ع الشط تتناغم وحبات الرمل.. تتراقص.. تتطاير والموج.. يمتد شعاعها.. يخترق التيار.. يبعثر ريح البحر.. وبين جفنيها سكون عذب الماء.. صفاء نهر..!
,,,,
أتلاطم والموج..
تحملنى.. تلتحف بى طوق نجاة..
تدفعنى (الجنية) للشط.. ينحسر المد.. يتلاشى الحذر.. يجف البحر.. و( الجنية ) والموج.. تتبعثر حبات الرمل.. تتهدم
القصور.. تدفن الجحور.. تمحو آثار أقدام صبية.. جمال نقش.. تغريد لحن.. ابداع تشكيل لون.. بصمات عذراء تتراقص وحبات الرمل.. يختفى الرمل.. و..
وأبحث عن أصابع عذراء لم تلتحف بخشونة الطرقات بعد.. !
بدون آثار قسوة فعل الأرض.. !
عذراء ع الشط تنتظر.. و..
وتحمل الأقدار الموج بعيداً.. تخفى صدرها بين ركبتيها.. تتستر بذاتها مناجية الاله قطرات غيث.. يلهبها القيظ..
عيناها تتستر بدموعها..!
ترتوى.. تغتسل.. تتطهر.. تتوضأ..
يعصرها الجوع.. يمتد شعاع العين.. يفترش الأثير بحثاً عن محطات عشق المحبوب.. تنهيدة قلب العاشق.. و.. وسلوى مناجاة الزوج..
ويلفها الليل..
تهرب من حمرة شفق البعاد.. ويأتيها نجم.. يساقط من نخل الرب.. تشرق.. تغرد.. تغرد أجنحتها من بلاد لبلاد..
وتتطاوح منها أشرعة القلب.. تهفو ليوم اللقا.. وعودة التائه.. والتماس رفقة دفء جوار المحبوب.. وبراءة لهو المولود..!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة