وفى السنوات الأخيرة وبعد انتشار الفضائيات وتطور وسائل التكنولوجيا، ظهرت العديد من برامج المسابقات التى اعتمدت على فكرة "الاختيار" ويأتى على رأسها برنامج "أمير الشعراء" وعلى الرغم من كون هذه البرامج حققت شهرة واسعة ويتابعها العديد من المثقفين لكن بعد انتهاء هذه الأمسيات بفترة قصيرة لا نظل نتذكر اسم أمير الشعراء الذى تم تنصيبه على عرش القوافى، ويظل أحمد شوقى وحده أميرا للشعر العربى الحديث.
ولد أحمد شوقى بحى الحنفى بالقاهرة فى 16 أكتوبر 1868 لأب كردى وأم شركسية وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة فى قصر الخديو إسماعيل.
حفظ القرآن فى صغره والتحق بمدرسة المبتديان وأظهر فيها نوعا من النبوغ كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وهو فى الـ15 من عمره التحق بمدرسة الحقوق وانتسب إلى قسم الترجمة الذى أنشئ بها حديثا، سافر بعدها إلى فرنسا على نفقة الخديو، وقد حسمت تلك الرحلة الدراسية الأولى منطلقات شوقى الفكرية والإبداعية، وخلالها اشترك مع زملاء البعثة فى تكوين (جمعية التقدم المصري)، التى كانت أحد أشكال العمل الوطنى ضد الاحتلال الإنجليزى، عاد بعد ذلك إلى مصر لكن سرعان ما تم نفيه إلى إسبانيا عام 1915 اطلع خلالها على الأدب العربى والحضارة الأندلسية، عاد إلى مصر عام 1920، وفى عام 1927 بايع شعراء العرب كافة شوقى أميرا للشعر.
ألف شوقى ديواناً ضخماً عرف بديوان "الشوقيات"، وهو يقع فى أربعة أجزاء الأول ضم قصائد الشاعر فى القرن التاسع عشر والمقدمة وسيرة لحياته، وقد تمت إعادة طبعه عام 1925، واقتصر على السياسة والتاريخ والاجتماع والجزء الثانى طبعه عام 1930م، أى بعد خمس سنوات واشتملت قصائده على الوصف ومتفرقات فى التاريخ والسياسة والاجتماع، والجزء الثالث طُبع بعد وفاة الشاعر فى عام 1936، وضم الرثاء.
و ظهر الجزء الرابع عام 1943، ضم عدة أغراض وأبرزها التعليم، كما للشاعر روايات شعرية تمثيلية وضعت فى الفترة ما بين 1929، وحتى وفاته منها، خمس مآسٍ هى "مصرع كليوباترا، مجنون ليلى، قمبيز، على بك الكبير، عنترة، الست هدى".
كما لـ"شوقي" مطولة شعرية حواها كتاب "دول العرب وعظماء الإسلام"، تحتوى على فصلاً كاملاً عن السيرة النبوية العطرة وقد تم طبع المطولة بعد وفاة الشاعر، وأغلب هذه المطولة عبارة عن أراجيز تاريخية من تاريخ العهود الإسلامية الأولى وإلى عهد الدولة الفاطمية.
وله فى النثر ثلاث روايات هى "عذراء الهند" وصدرت عام 1897، وقد تناولت التاريخ المصرى القديم منذ عهد رمسيس الثاني، كما له العديد من المقالات الاجتماعية التى جمعت عام 1932، تحت عنوان "أسواق الذهب" من مواضيعها الوطن، الأهرامات، الحرية، الجندى المجهول، قناة السويس.
موضوعات متعلقة..
العيد فرحة.. عندما قال أحمد شوقى: "رمضان ولى هاتها يا ساقى".. ولم يكفره أحد