حمدى نصر يكتب: طلقة تحذيرية من السيسى للهرم الرابع

الإخوة العرب قبل 20 عامًا كانوا يعُدون الإعلام هو الهرم الرابع فى مصر.. يعتزون ويقتدون به ويحرصون على أن يكون بناة مؤسساتهم الإعلامية الجديدة مقروءة ومرئية ومسموعة على أكتاف كفاءات من الإعلاميين المصريين عندما كان عندنا إعلام يحترم مهنته ووطنه ونفسه ويسعى بصدق لمصلحة مجتمعه وخدمة أهله.

إعلام المصارف الفضائية أساء لنفسه ولمصر ولناسها وتقاليدها وقيمها منذ أن أصبح إعلام السبوبة، فتحول إلى إعلام انتصار والسبكى والدغيدى والبحيرى ويؤسفنى أن أقول: إنه إعلام المسجلين ضمن المطلوبين للقضاء!.

الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم 29 سبتمبر الماضى أطلق طلقة تحذيرية للإعلام الهابط خاصة إعلام المصارف الفضائية عندما قال للوفد الإعلامى الذى رافقه أثناء مشاركته باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى نيويورك: "الإعلام نقطة ضعف عندنا" وهى مصيبة كبرى فالإعلام بشكل عام باستثناء إعلامنا من المفترض أن يقود حركة التطوير والتقدم فى بلاده لكن إعلامنا يقود بلادنا ناحية "الدحديرة" التى ليس بعدها قيام!!، ففى الوقت الذى يشدد فيه فخامة الرئيس على دور الشباب فى بناء الوطن نجد إعلام المصارف الفضائية ينشر سمومه بينهم من انحلال خلقى وتطرف فكرى ولا مبالاة بقضايا الوطن وأهدافه ومسيرته فينسلخوا عنها ليتابعوا ما يقوله مَنْ ذكرتهم سابقاً وغيرهم من المتناحرين فكرياً فيتم تشويش وتهميش وتسطيح فكر وأفكار الشباب وضياعهم، وهى لا تكتفى بذلك وإنما تبث ما يهدم السلوك من أفلام سينمائية هابطة ومسلسلات ساقطة وبرامج رغى جوفاء تافهة واستضافتها لشخصيات معلوم مسبقاً توجهها لتقول كلاماً مثيراً متفق عليه قبل التسجيل أو البث غير عابئة بأن كلامهم يمزق نسيج المجتمع ويؤجج العصبية .. وشخصيات تصفهم بأنهم خبراء ليقولوا كلاما يسيئ لشرائح فى المجتمع أفراداً وجماعات دون دليل ودون وازع من ضمير ومهنية .

إن فخامة الرئيس السيسى عندما قال : " إن الإعلام نقطة ضعف عندنا " وهو الرجل الدبلوماسى الحكيم لم يقل ذلك إلا بعد أن فاض به الكيل وأصبح الأمر لا يطاق ولابد من علاجه .. وحتى تتم انتخابات البرلمان لإقرار قانون وشكل ومضمون المجلس الأعلى للإعلام لابد من معالجة التسريب الذى قد يهدم الهرم الرابع ويقوض المجتمع. بعد أن تحول إعلام المصارف الفضائية من البناء إلى الإلهاء والترويج للبغاء!.