شهد العام الماضى ارتفاعا نسبيا لنسب الطلاق عن العام الذى قبله، ما يلقى الضوء لدراسة هذه النسب والخروج بحلول تعالج المشاكل التى أدت إلى الطلاق وما يترتب عليه من أمور تخص الأسرة المصرية، فلم يعد الزواج هو لقاء بين طرفين ينتهى بالسكن، لكن خبراء العلاقات الزوجية أكدوا ضرورة وجود برامج إرشاد زوجية توفرها مراكز متخصصة تؤهل المقبلين على الزواج لاكتساب مهارات الحياة المستقرة، وحل المشكلات الأسرية.
هذه البرامج تقدم أيضا خدمة اختيار شريك الحياة المناسب لكل طرف فى العلاقة الزوجية، ووفق منهج مدروس كى تستمر العلاقة وتقل نسب الوقوع فى خطأ الاختيار والانفصال المبكر فطبقا للنشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق لعام 2014 الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد إشهارات الطلاق خلال عام الإحصاء بلغ 180 ألفا و344 بزيادة قدرها 10.9% وأظهر الإحصاء أن أعلى نسبة طلاق فى عمر 30 – 35.
المجتمع المصرى يحتاج لمثل هذه البرامج والمراكز التى تقدم فيها الخدمة، وتقوم على اختبارات علمية للمقبلين على الزواج وتدون نتائج هذه الاختبارات فى بطاقة تسمى - فى الخارج - "الهوية النفسية"، ويتم على إثرها معرفة جميع أبعاد الشخصية على مدار تاريخها الذى يبدأ من المدرسة الابتدائية، البطاقة هى طوق النجاة لكل المتقدمين للزواج لأنها تبين مدى التوافق مع الشريك المتقدم لطلب الزواج.
هذه البطاقة غير موجودة فى مصر لكن وجودها سيقدم خدمة جليلة للمقبلين على الزواج، وفيها يتم تدوين كل ما يطرأ على شخصية الولد والبنت فى كل المراحل الدراسية - وهى بدورها تقوم محل طبيب الأسرة الذى فشل تطبيقه فى مصر أيضا - ويستطيع أى شخص من خلال هذه المعلومات المدونة التعرف على سمات شخصية صاحب البطاقة وبالتالى يسهل للمحيطين معرفة مفاتيح شخصيته ومدى توافقها مع الآخرين سواء شريكة الحياة أو العائلة أو الأصدقاء ويمكنها أن تغير شكل العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع سيختلف، فالنقطة الأساسية لهذه البرامج ترتكز على مدى تواصل الشخص مع الآخر ومع المجتمع ككل.
والتعارف فى حالات الزواج بدأ عن طريق الخاطبة فى بداية القرن الماضى حتى منتصفه وبعد أن تضاءل دورها حلت محلها الأندية الاجتماعية والجامعات التى مثلت مناخا جيدا للتعارف، ولم تكن هناك مشكلة فى زواج أبناء المنطقة الواحدة - بنت الحتة أو بنت الجيران - وهى النموذج لعلاقات الزواج الناجحة والمستمرة، صعوبة الارتباط والاختيار بدأت عندما خرج الشباب للعمل والانتقال إلى أحياء راقية وتغيرت قيمة الزواج وأصبح العريس المطلوب هو القادر على تكاليف الزواج وساعد على ذلك ارتفاع نسب تعليم البنات، وتحول الجميع إلى غرباء يسكنون كتلا أسمنتية لا يعرف ساكنوها بعضهم، لهذا بحث علماء الاجتماع والنفس إيجاد طرق اختيار الشريك تعتمد على اختيار إنسان لإنسان فى بحث حر متبادل طبقا لمواصفات مناسبة لكلا الطرفين، تدعم ببرامج إرشاد زواجى يعلى فيه قيمة العقل والمشاعر معا فى حل المشكلات وبناء أسرة سعيدة مع برامج تنمية المهارات الزوجية على التعامل الصحيح فى مواجهة الصعاب وضغوطات الحياة اليومية.
تفعيل بطاقة الهوية النفسية يعطى الفرصة لصاحبها لاكتشاف ميوله ورغباته بدراسة مواد معينة خلال مرحلة الدراسة، والالتحاق بالتخصص المناسب لإمكانياته، علاوة على طبيعة الوظائف التى يتقدم لها أيضا، وتأتى الأهمية القصوى لهذه الهوية فى اختيار الشريك المناسب لتقليل نسب الطلاق التى ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضى.
بعد ارتفاع نسب الطلاق..مراكز متخصصة لتأهيل المقبلين على الزواج وبرامج إرشادية تقدم خدمة جليلة للطرفين.. بطاقة هوية نفسية تحل المشكلة وتدون كل ما يطرأ على شخصية الولد والبنت وتحدد درجة التقارب والتنافر
الجمعة، 16 أكتوبر 2015 01:54 ص
كوشة زفاف – صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة