أكرم القصاص

الرابح الأكبر من «داعش» والخوف والحرب

الجمعة، 16 أكتوبر 2015 07:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أتعرف من سيرث الأرض؟.. إنهم تجار السلاح لأن الناس دائمًا سيحتاجون أن يقتلوا بعضهم».. جملة الختام التى أطلقها يورى أورلوف، بطل فيلم «Lord Of War» أو «سيد الحرب»، قصة تاجر سلاح مارس تجارته بكل إخلاص من أجل توصيل القتل إلى زبائنه.

وفى كل صراع وكل حرب هناك فائز واحد مؤكد، بصرف النظر عن النتائج، وطبعًا هناك خاسرون ورابحون من الحرب فى اليمن وليبيا وسوريا، هذا على المستوى السياسى والإقليمى والنفوذ، كيف سيدير كل طرف اللعبة؟، وما الأوراق الظاهرة والخفية ومن يفوز؟، ومستقبل العلاقة بين موسكو وواشنطن، ومصير أوباما وبوتين، وموقع الأسد وأردوغان، ومصائر أنظمة ودول مع الإرهاب و«داعش» و«النصرة».

كل هذا يخضع للاحتمالات، لكن المؤكد أن طرفًا واحدًا يفوز مع كل الاحتمالات.. تجار السلاح، دولًا وشركات وأفرادًا ومجاميع، قبضوا ثمن ما وردوه من تجارة الخوف والصراع.

الإحصائيات تشير إلى أن استهلاك دول المنطقة من السلاح تضاعف عشرات المرات منذ 2003 بعد غزو وإسقاط العراق، وأن «داعش» وإخوانه ضاعفوا من الخوف واستهلاك السلاح، وبالتالى فإن الاعتقاد بإمكانية أن يحل السلام فى العالم، أو تحل القضايا الكبرى، هو اعتقاد نظرى، يتناقض من مصالح الرعاة الرسميين للحروب والصراعات، ليس فقط التجارة المعلنة، إنما الخفية التى يقوم بها ممثلون سريون للحكومات والأنظمة، وهى قصة «سيد الحرب».

«أنا شرير مطلوب».. جملة يورى أورلوف، بطل «Lord Of War».. «يورى» هاجر من أوكرانيا إلى أمريكا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى 1992، وانخرط فى تجارة السلاح بين الأطراف المتقاتلة.. قتل خاله ومنافسه، وترك شقيقه يُقتل أمام عينه، ورأى كيف كانت أسلحتهم تستخدم فى حروب أهلية، وقتل الأطفال.. كان يبيع لمن يدفع، لخصوم ومتصارعين.

الصفقات غير المشروعة للسلاح تتجاوز التجارة المشروعة بمرات، تمارسها الدول بشكل سرى من خلال هؤلاء الوسطاء الذين يجدون حماية الأنظمة والأجهزة.

يورى أورلوف يجنى ملايين، ويلفت انتباه جاك فالنتين، ضابط الإنتربول، الذى يؤمن بأن أورلوف يخالف القوانين، ويسعى خلفه بحثًا عن مصادر أمواله، ويقبض عليه فعلًا، لكن يورى أورلوف يقول للضابط إنه معجب به، لكنه سوف يخرج لأن هناك دولًا وأنظمة تحميه، ليس لشخصه، إنما لأنه «شرير ضرورى».. وبالفعل يخرج ليقول «سيرث الأرض تجار السلاح لأن الناس دائمًا سيحتاجون أن يقتلوا بعضهم».

«سيد الحرب»، تاجر السلاح ومثله مئات، ينقلون السلاح والذخيرة لزبائنهم فى كل مكان، ويحصلون على الثمن مقدمًا من رعاة الخوف والموت، ممن سيرثون الأرض ويربحون من الموت فى سوريا والعراق واليمن وغيرها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة