"اليوم السابع" يرصد أبرز مشكلات القطاع وأسباب الأزمة الأخيرة ومقترحات التطوير.
يقول الدكتور أحمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للغزل والنسيج والقطن إحدى شركات وزارة الاستثمار، إن الأزمة الأخيرة الخاصة بتعثر شركات الغزل يعود لسببين الأول أن الشركات تعانى من عدم وجود سيولة دولارية أو محلية بمعنى أن البنوك ترفض إقراض الشركات، وفتح اعتمادات لها لشراء المادة الخام محليا أو من الخارج، باعتبار أن القطاع مصنف بنكيا على أنه عالى المخاطر، وكان فى فترات سابقة يتم الاقتراض والتسديد مثلا بعد 3 أشهر.
الأمر الثانى هو عدم توافر المادة الخام، خاصة أن القطن المصرى سعره عالى وأعلى من السعر العالمى بـ300 جنيه، وبالتالى لابد أن يتم تخفيض السعر لنحو 950 جنيها للقنطار بدلا من 1300 جنيه حاليا، ولذا يرى رئيس القابضة أن يتم دعم القطن، لافتا إلى أنه إذا نجحت الحكومة فى تلافى السببين ستنتهى الأزمة.
عمليات التهريب تدمر الصناعة
ويؤكد أحمد مصطفى أنه فى العموم فإن الصناعة تحارب بسبب الغزو الخارجى للغزول والأقمشة لأنه مدعوم من بلدهم، سعر الطن المستورد من باكستان أو الهند بـ22 ألفًا فى حين تكلفته عندنا 27 ألفًا، الفارق 5 آلاف.
أيضًا التهريب يدمر الصناعة ولابد للمالية أن تراقب ما يدخل من حاويات والتى تدخل تحت أى مسمى برسم الوارد أو المناطق الحرة وهى تضم بضاعة ظاهرة وأخرى باطنة وممنوعات، لذا التاجر يبيع متر القماش بـ10 جنيهات وتكلفته فقط 40 جنيهًا ولابد من توفير أجهزة أشعة لكشف الحاويات.
أزمة شركة مصر إيران
فى السياق نفسه لا تزال شركة مصر إيران للغزل والنسيج بالسويس تعمل بنصف طاقتها لعدم توفر المادة الخام ما دفع العمال للاعتصام أكثر من مرة للمطالبة بتوفير المادة الخام، لرفع الإنتاج وبالتالى زيادة المرتبات الخاصة بهم، والتى تقل كثيرا عن الحد الأدنى للأجور.
وتعد الشراكة شراكة بين الحكومة الإيرانية والمصرية وعدد من شركات القطاع الخاص.
وكشفت مصادر بوزارة الاستثمار أن خسائر شركة مصر إيران بلغت خلال 4 سنوات 165 مليون جنيه، وتمتلك وزارة الاستثمار فى الشركة 26.6%، ويملك فيها بنك الاستثمار القومى التابع لوزارة التخطيط 24.4% ويملك الجانب الإيرانى 49% من الشركة.
أسعار الطاقة والمنافسة العالمية
المهندس إبراهيم بدير، رئيس شركة غزل المحلة، يؤكد أن الصناعة بحاجة إلى آليات للمنافسة فى الداخل والخارج، باعتبارها صناعة مدعومة دوليا.
وأضاف بدير لـ"اليوم السابع" أن أغلب الدول تدعم الصناعة بداية من دعم القطن وبالتالى أسعار الغزل المستوردة تقل كثيرا عن المصرية بغض النظر عن كونها متوسطة الجودة عكس الغزل المصنوعة من القطن المصرى.
وأضاف أن صعوبة المنافسة ترجع إلى ارتفاع سعر المنتج النهائى فى ظل ارتفاع أسعار الغاز والوقود المحلى، لافتا إلى أهمية بيع القطن المصرى بنفس سعر المستورد لمساعدة الشركات المصرية على المنافسة القوية.
من جانبه يؤكد عادل عبيد، رئيس شركة ستيا للملابس بالإسكندرية، أنه لابد للبنوك من توفير سيولة دولارية للشركات للاستيراد دون معوقات، موضحا أن الشركات تعانى خاصة أنها تنتظر عملية واسعة للهيكلة الفترة القادمة.
وأضاف أنه فى ظل ارتفاع أسعار القطن المصرى ستكون المنافسة صعبة جدا فى الخارج نظرا لأن بعض الدول تدعم المنتجات بشكل كبير.
وقفات احتجاجية للشركات
كان عمال شركة مصر إيران للغزل والنسيج، بالسويس والشرقية قد تظاهروا أكثر من مرة بسبب تأخر الرواتب وضعفها، كما تظاهر أيضا عدد من العاملين بشركات أخرى خاصة الأيام الماضية منهم عمال شركة فيستا للملابس بالإسكندرية نظرا لتوقف الشركة عن العمل.