الإمارات تنشئ محطتى كهرباء بالطاقة الشمسية فى توفالو وكيريباتى

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015 10:48 ص
الإمارات تنشئ محطتى كهرباء بالطاقة الشمسية فى توفالو وكيريباتى إحدى المحطات الجديدة لتوليد الكهرباء
كتب محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشهد هذا الأسبوع تدشين دولتين فى المحيط الهادئ لمشروعين لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية من تنفيذ "مصدر"، مبادرة أبو ظبى متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، وبتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة.

تم الأمس افتتاح محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 500 كيلوواط فى أرخبيل فونافوتى فى دولة توفالو، وسيتم خلال الأسبوع افتتاح محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية وحماية المياه الجوفية على أرخبيل جزر تاراوا فى جمهورية كريباتى، وكلا الدولتين تمتد على مجموعة جزر فى المحيط الهادئ، وتم تصميم المشروعين وتنفيذهما بالتعاون بين "مصدر" وحكومتى البلدين.

ويندرج المشروعان ضمن إطار الدعم الاقتصادى والاجتماعى المقدم من دولة الإمارات للمساعدة على تنمية الدول الواقعة على جزر المحيط الهادئ، وتهدف هذه المشاريع إلى خفض اعتماد هذه الدول على وقود الديزل المستورد، بما يساعدها على تحرير مواردها المالية ليتم تخصيصها لمشاريع تنموية أخرى، وفى ذات الوقت خفض الأضرار البيئية جراء استخدام الوقود التقليدى.

ويقع المشروع الأول على أرخبيل جزر فونافوتى التى تعد مجموعة الجزر الأكثر اكتظاظاً بالسكان فى دولة توفالو، وتم تمويله عبر صندوق أبوظبى للتنمية.

ويتميز المشروع بأن الهياكل التى تحمل الألواح الشمسية، والتى ترتفع إلى علو أربعة أمتار تشكل مساحات عامة مظللة، وهى نادرة على هذه الجزيرة، وتغطى المساحات المظللة 1840 متراً مربعاً يمكن أن يستفيد منها سكان الجزيرة.

ويتضمن المشروع أيضاً منشأة جديدة للتخزين وإقامة ورش العمل بمساحة 540 متراً مربعاً مع مساحة إضافية يمكن استخدامها لإنشاء المكاتب أو للأغراض الترفيهية.

وسوف يساهم هذا المشروع فى تأمين الطاقة الكهربائية لأكثر من 800 منزل عن طريق توليد 783 ألف كيلوواط ساعى من الطاقة سنوياً، وبالتالى الاستغناء عن 206 آلاف لتر من الديزل سنوياً وتوفير ما يصل إلى 280 ألف دولار وخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 570 طن سنوياً.

وشهد افتتاح المحطة فى توفالو كل من، الدكتور محمد الكبيسى، مدير قسم شؤون الطاقة فى إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ بوزارة الخارجية الإماراتية؛ ومعالى إينيل سوبواجا، رئيس وزراء توفالو؛ والمحافظ العام أوتينيلو تاوسى.

وقال الدكتور أحمد عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذى لشركة مصدر، متحدثاً من أبوظبى: "يعكس هذان المشروعان التزام دولة الإمارات وشركة مصدر بدعم دول المحيط الهادئ فى مجال تطبيق حلول الطاقة المتجددة والمستدامة التى تلعب دوراً هاماً ومحورياً فى دفع وتيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية لسكان توفالو وكيريباتى، وهما أيضاً يسلطان الضوء على جهودنا المتواصلة للتصدى للتغير المناخى من خلال مشاريعنا فى قطاع الطاقة المتجددة".

وأشار بالهول إلى أن تسريع وتيرة تبنى مصادر الطاقة المتجددة وخفض نسبة التلوث يمثلان ضرورة حتمية فى إطار تعزيز جهود التخفيف من آثار تغير المناخ، منوّهاً بأن تنويع مزيج الطاقة من خلال تسخير مصادر الطاقة المتجددة يعتبر أمراً هاماً لتحقيق هذا الهدف.

وقال الدكتور بالهول فى هذا الصدد: "كوننا داعماً قوياً لمؤتمر الدول الأطراف المشاركة فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 21) وأهداف التنمية المستدامة الخاصة بالطاقة والتى تبنتها منظمة الأمم المتحدة، تظهر جهود شركة مصدر واضحة للعيان فى مجال التخفيف من آثار التغير المناخى والتزامنا بتوسعة فرص وصول أعداد أكبر من الناس إلى مصادر الطاقة النظيفة، وذلك بفضل تنفيذنا مشاريع الطاقة الشمسية فى كل من توفالو وكيريباتي".

وقال إينيل سوبواجا، رئيس وزراء توفالو: "تأتى هذه المحطة فى وقت مثالى لا سيما مع ارتفاع أسعار الوقود فى السنوات الأخيرة، فهذا المشروع سيساهم فى تأمين نحو 40% من الطلب على الكهرباء فى أوقات الذروة فى توفالو، وبالتالى الاستغناء عن أكثر من 200 ألف لتر من وقود الديزل سنوياً، أى حوالى 8% من الاستهلاك السنوى للوقود فى محطة كهرباء فوجافيل، كما سيساهم المشروع بنسبة 22% من إجمالى القدرة الإنتاجية الحالية للطاقة والبالغة 1.8 ميجاواط".

وفى ديسمبر من العام 2014، انطلقت الأعمال الإنشائية فى محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية وحماية المياه الجوفية بطاقة 500 كيلوواط فى تاراوا، كيريباتى، والتى اكتمل إنشاؤها فى أغسطس من العام الحالى وسيتم افتتاحها رسمياً فى وقت لاحق الأسبوع الجارى.

ويشار إلى أن كيريباتى تقع فى وسط المحيط الهادئ وتضم 33 جزيرة مرجانية يسكنها أكثر من 100 ألف نسمة، نصفهم يعيشون على جزيرة تاراوا حيث تقع العاصمة، جنوب تاراوا.

وتهدف هذه المحطة إلى حماية طبقة المياه الجوفية الوحيدة فى الجزيرة والتى كانت مهددة بالتلوث جراء تنامى أعداد المهاجرين إلى تلك المنطقة بسبب محدودية المساحات الملائمة للعيش.

وتم تجهيز المحطة بأحدث تقنيات مراقبة الإنتاج الذى من المتوقع أن يبلغ 855 ألف كيلوواط سنوياً مما سيوفر الطاقة الكهربائية لـ 860 منزل، وسوف تساهم المحطة فى خفض الاعتماد على وقود الديزل بأكثر 227 ألف لتر، ومنع انبعاث 627 طناً من غاز ثانى أوكسيد الكربون سنوياً، وبالتالى توفير نحو 265 ألف دولار يمكن الاستفادة منها فى مجالات تنموية أخرى.

وقال معالى ويسانج كومكى، وزير الأشغال العامة والمرافق فى كيريباتى: "تعد الطاقة المستدامة مطلباً أساسياً للتطور والتنمية الاقتصادية فى كافة المجتمعات، وسوف تساهم الطاقة المتجددة التى سيتم إنتاجها عبر محطة الطاقة الشمسية وحماية المياه الجوفية فى تاراوا فى مساعدة بلدنا على مواجهة التحديات التى تفرضها محدودية مصادر الوقود الطبيعية، وكذلك ضمان حصول عدد أكبر من السكان على إمدادات مستدامة من الطاقة الكهربائية".

وتم بالفعل إنجاز عدد من المشاريع التى يجرى العمل عليها من خلال صندوق الشراكة بين الإمارات ودول المحيط الهادئ، فى حين ما زال بعضها الآخر قيد التنفيذ.

وكان أول المشاريع المكتملة، محطة الطاقة الشمسية فى تونجا باستطاعة 512 كيلوواط، وأول محطة لإنتاج الطاقة من الرياح فى ساموا باستطاعة 550 كيلوواط، إضافةً إلى 3 محطات مصغرة للطاقة الشمسية فى فيجى تقوم بتزويد الطاقة النظيفة لعدد من الجزر النائية فى البلاد، فضلاً عن محطات أخرى للطاقة الشمسية فى توفالو وكيريباتى وفانواتو، ولا يزال العمل جارياً لتنفيذ محطات إضافية فى جزر مارشال وجزر سليمان وفى بالاو وناورو، كما سيتم توقيع اتفاقية لتنفيذ مشروع مماثل فى ولايات ميكرونيسيا المتحدة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة