هدى علاء الجمل تكتب: ليلة مظلمة

الإثنين، 12 أكتوبر 2015 08:01 م
هدى علاء الجمل تكتب: ليلة مظلمة انقطاع الكهرباء - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منظر بهيج تناغمت تفاصيله فى أنشودة عذبة، فالعصافير ذات الألوان البديعة ترفرف فى السماء معلنة بدء يوم مشرق ملىء بالطاقة والحيوية. كلٍ ذاهب إلى صلاة العيد، حيث يتجمع ويتقابل الناس مع بعضهم البعض. فالأطفال يرتدون ملابس العيد الجديدة مبتهجين بقدوم العيد والحصول على" العيدية ".

تناول وجبة الإفطار مع عائلتى من أساسيات أول أيام العيد، كذلك أيضاً احتساء القهوة من صنع والدتى. الذهاب مع الأصدقاء إلى الميناء القديم بالقرب من البحر كان له مذاق آخر، فدائما نذهب لنلعب كرة القدم مع نسمات البحر المنعشة، فتمنحنا شعوراً بالصفاء والنقاء.

بدأنا فى اللعب حتى بدأت أشعة الشمس تنسحب رويدا رويداً على استحياء، لكن فجـأة حدث شىء عجيب، نور منبعث من المخزن القديم فى ذلك الميناء العتيق. بعد مناوشات ومناقشات مع الأصدقاء، اتجهنا نحو المبنى القديم فى ريبة من أمرنا. فكان معروفاً أن ذلك المخزن مهجورا ولم يكن يتردد عليه أحد بعد أن قتل فيه شخص ذات مرة.

الخوف يتسلسل إلى قلوبنا، فكلنا خائفين من دخول هذا المخزن. صوت صرير الباب، الباب موارب، لا يظهر إلا القليل جداً من الداخل، إنه ينفتح بهدوء، صوته بطىء مرعب، بلعت ريقى بصعوبة كبيرة، تصببت عرقاً فى هذه اللحظات فما كان أحد منا يعلم أو يستطيع التنبؤ بما سنلقاه فى هذا المكان المخيف. وما أن خطونا خطواتنا الأولى داخل المكان، لم نكن نستطيع تحمل عبق التراب فكان يملأ المكان الغبار وخيوط العناكب التى كانت تسكن المكان بعد حادث القتل.

وبدون سابق إنذار انطفأت الأنوار ما هذا ؟! لقد انقطع التيار الكهربائى، ساد الهدوء المكان لبضعة دقائق، رسم كل فرد فينا صورة خيالية لما سيحدث لنا من عواقب دخولنا تلك المنطقة المحظورة التى يخشى الجميع الاقتراب منها، لكننا تخطينا كل الحواجز ولم نستأذن كل "المخلوقات" القاطنة فى "بيت الأشباح" هذا من دخولنا مملكتهم الخاصة. خيل إلينا أجسام معتمة، تحدث ضجيجاً هائلاً، ترسم بأجسامها أشباحاً تتراقص وسمعنا أصوات خطى تجرى مبتعدة. ظللنا نفتش عن مفتاح الكهرباء لكن باءت جميع محاولاتنا بالفشل الذريع.

نادينا على بعضنا البعض وعزمنا أن لا يترك بعضنا الاخر حتى نستطلع جلية الأمر الغير مألوف لنا. فاقترحت طلب المساعدة وتساءل الآخرون من سيمد لنا يد العون هل سيتم اللجوء إلى الأهل أم الشرطة أم من أحد الأقرباء؟ وتبارى كلٍ منا فى استخدام هاتفه المحمول، لكن فى الحقيقة كنا نستعرض الأنواع الجديدة من هواتفنا المحمولة التى قام الأهل بشرائها لنا.

بشكل مفاجئ سمعنا همهمات وضحكات عالية، فكان الأمر ما هو إلا دعابة من أصدقائنا. تملكنا شعورا بالثورة والغضب، ولكنه سرعان ما انقلب هذا الشعور بشعور مختلف بالضحك والسعادة فرحةً بالعيد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود ماضى

بالتوفيق

أتمنى لك التوفيق الدائم

عدد الردود 0

بواسطة:

علا الغندور

اسلوب جميل وراقي

قصة قصيرة ممتعة واسلوبها شيق وجذاب,, ننتظر المزيد

عدد الردود 0

بواسطة:

علا الغندور

اسلوب جميل وراقي

قصة قصيرة ممتعة واسلوبها شيق وجذاب,, ننتظر المزيد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة