كنت أتمنى أن تكون هذه الدولة هى مصر أم الدنيا وتكون هذه الدولة هى دولة التاريخ، ولكن للآسف ضاع التاريخ أمام الإهمال وأكل الفساد الدولة، ولن اتحدث قبل أن أعرض عليكم وجهة نظرى وما هو مضمون عنوان المقال حتى يتعرف القارئ على ما وصلت إليه دولتنا وتبدأ الحكاية من سنوات قليلة جاء عرض من إحدى الشركات الإماراتية للحصول على قطعة أرض لتحويلها إلى منطقة مولات ومناطق ترفيهية، وطبعاً بحكم العادات المصرية توقع الكثيرون أن تكون هذه المنطقة فى وسط المناطق السكنية مثل مثيلاتها التى أغلقت جميع شوارع القاهرة وجعلت الجميع يختنق سواء سكان هذه المناطق أو زوارها الذين من المفترض انهم قادمون للتسوق والتنزه، ولكنه يُفاجأ بالونش يرفع سيارته أو مخالفة على زجاج سيارته أو لص يكسر الزجاج أو قائد سيارة يطيح له بالرفرف أو جانب السيارة وتتحول الفسحة إلى كارثة ولكن ما حدث من الشركة الإماراتية أن طلبت الأرض فى منطقة صحراوية بجوار التجمع الخامس وعلى الطريق الدائرى وكانت التساؤلات كثيرة والتخوفات واضحة فالكل يراهن على الفشل والبعض يتوقع الزوار من سكان التجمع فقط وبدأت المبانى تظهر على وجه الأرض فى منطقة صحراوية قاحلة تشتد فيها الحرارة صيفاً وشتاءً ولكننا فجأة نجد شركات زراعية تمد خطوط الرى بالمياه كيلومترات وعربات كبيرة تقوم بتحويل اجمل وافخم انواع الزهور أما النخيل الرائع نهاراً والرومانسى ليلاً بإضاءاته الشاعرية الملونة رائحة الزهور غيرت من فصول العام فأصبحنا نشم رائحة الربيع فى عز شهور الخريف اشجار وورود بكل الألوان البنفسجى والأحمر والبمبى ما هذه الروعة لا أعلم أما الأرصفة فهى بألوانها الزاهية الرائعة كل لون فى مكانة تنسيق الوان فى كل شئ اللون الآخضر إنتشر مكان كل ماهو اصفر بلون الرمال وتواجد نافورات المياه بإضاءات تملآها البهجة والسعادة فى النفوس وتتغير الوانها كل 5 ثوانى كل هذا شىء ومواقف السيارات شىء آخر أول شىء موجود هو موقف سيارات داخل المول وفى الدور السفلى على مساحة كبيرة ثم نشاهد موقف السيارات السطحى الذى يتسع لأضعاف اضعاف موقف السيارات الأرضى وهل توقفوا عند ذلك أبداً فهم ينظرون للمستقبل فهناك موقف سيارات إضافى خارج الموقف والمبنى الرئيسى المؤمن من إدارة الأمن للمولات يا لها من دراسة مستفيضة لكل شىء وكل الاحتمالات اما الناحية الأمنية فهى من شركة أمن خاصة دعموها بكل شىء أجهزة على أعلى مستوى كلاب حراسة يتم تبديلها كل ساعتين اشارات مرورية يفط إرشادية افراد امن بملابس مميزة رجال مرور منهم ايضاً بالجاكيت الفوسفورى والإشارة الضوئية فى يده لتمييزه لتوجيه السيارات ومنع دخول النقل والميكروباصات وسيارات لآفراد الآمن للمرور وسرعة الانتقال لحل اى مشكلة وكل هذا يتم غلقه ليلاً فى منظومة اكثر من رائعة ولا ننسى أن كل هذه المنظومة بمنتهى الآدب والاحترام والذوق فى التعامل مع كل الحسم فى الأداء ولا ننسى أن كل هذا مع تواجد محضر تنسيق فقط مع وزارة الداخلية وقسم شرطة القاهرة الجديدة أما سر هذه الأعمدة الكهربائية ونوع الإضاءة بألوانها الزرقاء والبيضاء التى تنير كل شىء دون تأثير على العيون والكارثة أننى لم أجد يوماً عامود واحد أو لمبة مضاءة نهاراً لأنها منظومة واحدة أما المطبات الصناعية فهى نموذج للمطب الصناعى الذى يضطرك للتهدئة دون إصابة سيارتك من الأسفل وكل المطبات شكل وارتفاع وعرض واحد اما فى داخل المول فلن اتحدث سوى عن شئ واحد وهو النافورة الراقصة وتعمل كل نصف ساعة والمكان المحيط بها والجلوس على الارض بمنتهى الشياكة والنظافة تجعل الجميع يحترم دولة الإمارات وشركاتها ويجعلنا نترحم على ايام مصر وليلها الساحر ونيلها العظيم وتاريخها الممتد صحيح افتقدنا التخطيط والنظام ولكننا إستعدنا مصر وسنستعيدهم بإذن الله ( ملحوظة صغيرة بالقرب من كايرو فيستفال كوبرى شارع التسعين لا يوجد حوله شجرة ولا نخلة ولا نجيلة ولا أى شىء أخضر رغم تكلفته بالملايين).
مصر - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة