"مشروع الملوخية"
ففى القاعة العلوية لصالون الشباب تجد فى إحدى زاوياتها "طبيلة" وعليها نبات الملوخية، تجلس خلفها الفنانة هبة الصالح، وتقوم بــ"خرط" الملوخية وفى الخلفية تأثيرات صوتية تدخلك فى حالة من الإعجاب والانبهار فى أن واحد.
وهبة صالح، فنانة مصرية، خريجة كلية تربية فنية، وحاصلة على ماجستير فى العلاج بالفن، تشارك فى الدورة السادسة والعشرين لصالون الشباب، بعمل فنى فى مجال البيرفورمانس، وهو عمل شديد الإثارة، إذ تقوم فكرته على الأداء الحركى، بحيث تكون الفنانة جزء من العمل.
وتتحدث هبة صالح عن فكرتها فتوضح إنها من وحى تجربتها الذاتية، وأن الفكرة تمثل الثقافة التى باتت ممزقة، فتقول:أعمل فى قطاع من قطاعات وزارة الثقافة، تتحكم فيه الوساطة والشللية، فى حين أن الكوادر الثقافية الحقيقية، يتم إنهاكها، واستنزاف طاقتها، حتى تصبح كنبات الملوخية تحت "المخرطة"، وتتحول لمجرد فتات، وهذا النموذج ينطبق على الحياة فى العموم التى صارت كطاجن الملوخية.
وتقول هبة صالح، أن "ملوخية" حسب أسطورة مصرية قديمة، هى كلمة مصرية تعنى النبات السام، وأنها استخدمت من قبل الهكسوس لتعذيب المصريين، بأن يطعموهم من هذا النبات ليقتلونهم، ولكن لم يمت المصريين وأصبحت الملوخية من أحلى الأكلات المصرية المتميزة، وتم الاهتمام بها وتعميمها على هيئات وقطاعات الدولة لرعايتها.
.jpg)
الفنانة هبة صالح تقوم بتقطيع الملوخية كجزء من عملها الفنى
وعبرت هبة صالح عن سعادتها بفوزها بمنحة لمدة أسبوعين فى الأكاديمية المصرية بروما، قائلة إنها أثناء تجهيز العمل الفنى الخاص بها، لم تكن تتوقع الفوز فى صالون الشباب، إلا أن هذه المنحة جاءت فتوجت فكرتها الفنية.
.jpg)
جانب من العمل الفنى لهبة صالح
"وجه عم هلال"
إذا ذهبت للجهة الأخرى من نفس الطابق العلوى لقصر الفنون، لابد أن يتوقفك عمل فنى أطلق عليه صاحبه "عم هلال"، ولابد أن تتسمر أمامه، مندهشًا بتفاصيله الحقيقية للغاية، وستجد بجوار "عم هلال"، شابًا فى بداية العشرينيات من عمره يقف سعيدًا، شفتيه منفرجات عن ابتسامة عريضة، تدلل على حجم سعادته الكبيرة بإعجاب الجمهور بعمله الفنى.
هذا العمل هو عبارة عن نحت تمثال لفلاح مصرى بسيط، تظهر فى ملامحه علامات الزمن، التى خلفت على وجهه تجاعيدًا قاسية، وتلمح فى نظرة عينيه مسكنة وغلب وانكسار، ناتجة ربما عن قسوة ما عاناه فى حياته، أو ربما تعكس الوجع الكبير الذى يعتمل فى صدره من ضيق الحال.
تتحدث إلى الفنان محمد مسعد، صاحب العمل، يخبرك إنه نحت لوجه فلاح مصرى بسيط، وأن عينيه ممتئلة بالمعاناة والحزن، لأن حال الفلاح فى مصر، ليس سعيدًا، ولا توفر له الدولة حياة كريمة، لذلك فتجد فى وجهه، ونظرة عينيه ما فعلته قسوة الحياة والأيام به.
.jpg)
جانب آخر من تقطيع هبة صالح للملوخية
وتابع الفنان محمد مسعد: أن العمل عبارة عن نحت، وقوالب سيلكون، وتلوين، وزرع شعر طبيعى، قام بشراءه من محل "كوافير" نساء، لونه أبيض بالفعل أى أنه لم يقم بصبغه، حتى يبدو أكثر طبيعة، وأن العمل استغرق منه خمسة شهور، وعن عيون "عم هلال" قال: إنها مصنوعة من السليكون، ومطلية بمزيل طلاء أظافر، حتى تصل للمشاهد نظرة الغلب فى عينيه.
وفى النهاية أكد محمد مسعد أنه رغم اعجاب الجميع بعمله الفنى، إلا أنه لم يصل بعد لما يريد تحقيقه، وأنه سيسعى فى الأيام المقبلة، وعبر مسيرته الفنية، لأن يكون فنانًا متميزًا دائمًا.
.jpg)
هبة صالح داخل عملها الفنى
.jpg)
حمدى أبو المعاطى وخالد زكى يلتقطان صورة مع هبة صالح داخل عملها الفنى
.jpg)
حائط العمل الفنى لهبة صالح
.jpg)
العمل الفنى عم هلال
.jpg)
الفنان محمد مسعد مع عمله الفنى
.jpg)
الزوار مندهشون بوجه عم هلال
.jpg)
جانب آخر لوجه عم هلال
.jpg)
جانب آخر للعمل الفنى عم هلال
.jpg)
أحد الزوار يلتقط صورة بجوار عم هلال
.jpg)
احد الجمهور يتأمل وجه عم هلال
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. فنانة مصرية "تـخرط" الملوخية فى تجربة جديدة بصالون الشباب