هذا الوضع السيئ للمطلقات فى مصر والمجتمعات العربية بشكل عام انعكس على السينما والدراما التى حاولت أن تنبه إلى ذلك الخلل فى الصورة تارة، واستخدمت الطلاق كعقدة درامية تارة أخرى. يكون هو أزمة إحدى الشخصيات أو "الماستر سين" فى حياتها التى لا تعود كما كانت أبدًا بعده، وهو ما جعل الأفلام تنضم إلى قائمة الفزاعات التى تجعل المرأة تفكر ألف مرة قبل أن تأخذ قرارًا بالطلاق.

من المستحيل أن نذكر السينما والطلاق أو حتى نذكر كلمة الطلاق وحدها دون أن يخطر ببالنا فيلم "أريد حلاً" للعملاقة "فاتن حمامة" التى جسدت من خلاله معاناة المرأة مع الطلاق فى شرائح عديدة من المجتمع فى إطار رحلتها الطويلة لطلب الطلاق التى استمرت أكثر من 4 سنوات، ولم تكلل بالنجاح لطلب الطلاق. هذا الفيلم الذى يجسد أكبر مخاوف المرأة حين تقرر طلب الطلاق وهو "حبال المحاكم الطويلة".
ورغم أنه ظل دائمًا نموذجًا مخيفًا أمام أعين المرأة إلا أنه سلط الضوء على قوانين الأحوال الشخصية المجحفة للمرأة وكان سببًا فى تغيير بعضها فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

نوع آخر من المخاوف جسده فيلم "لا عزاء للسيدات" الذى لم يكن يناقش الطلاق فى حد ذاته ولكنه استعرض نظرة المجتمع للمطلقة ومعاناتها من القيل والقال ونظرات الناس، وكيف يصدق الآخرون بسهولة أى طعنات فى سمعتها دون أى محاولة لاستيضاح الحقيقة منها.

وعلى وتر "الحرمان من الأبناء" الأكثر حساسية بالنسبة للأمهات، والذى يجعلهن يترددن كثيرًا قبل الطلاق عزفت العديد من الأفلام من بينها "نهر الحب" حين اختارت "فاتن حمامة" البطلة الانحياز لقلبها وطلبت الطلاق من "زكى رستم" عذبها مرة بالطلاق المعلق ومرة بحرمانها من ابنها بعد أن طلقها وفقدت حبيبها، وكذلك فيلم "ضاع العمر يا ولدى" الذى تدور قصته حول فتاة يغرر بها شاب سيئ السلوك يدخل السجن وتتزوج من طبيب مشهور وترزق منه بولد، وتستقر حياتها حتى يخرج ذلك الشاب من السجن ويبدأ فى ابتزازها فيطلقها زوجها وتنهار حياتها حيث تنحرف وتعمل راقصة وتنقطع صلتها بابنها تمامًا بعد أن أصبحت وصمة عار فى حياته وهو وكيل نيابة شاب.

أما فيلم "الشقة من حق الزوجة" فيتطرق إلى كابوس آخر بعيدًا عن الإطار الكوميدى له، وهو سكن الزوجية الذى تفقده المرأة إذا لم تنجب وقد تجد نفسها فى الشارع أو فى وضع غريب وغير طبيعى، وهو ما يجعل الكثير من النساء يتمسكن بعلاقة تنتهكهن وتستنزفهن لأنه ما من بديل إلا الشارع.

أما الأفلام الحديثة فتطرقت إلى العديد من القضايا الشائكة كان من أبرزها فيلم "واحد صحيح" الذى أثار قضية طلاق المسيحيات وأثار ضجة كبيرة، حيث عرض مشكلة سيدة مسيحية حصلت على الطلاق بالفعل ولكنها لم تنجح فى الحصول على تصريح بالزواج مرة أخرى.
وواجه الفيلم اتهامات بأنه يسىء إلى الديانة المسيحية وهو ما نفاه تمامًا صناع الفيلم مؤكدين على أنهم يعرضون مشكلة حقيقية ونموذج متكرر فى المجتمع.