هل التسامح مع انتصار وسما المصرى يمنح مصر «نوبل للسلام»؟..تونس نالت أرفع وسام دولى بينما مصر ما زالت منقسمة حول قضايا تافهة

الأحد، 11 أكتوبر 2015 12:44 م
هل التسامح مع انتصار وسما المصرى يمنح مصر «نوبل للسلام»؟..تونس نالت أرفع وسام دولى بينما مصر ما زالت منقسمة حول قضايا تافهة إنتصار
تحليل تكتبه: علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



فى الوقت الذى انقسم فيه المصريون حول مدى أخلاقية وجدوى ما صرحت به «الفنانة» انتصار، بشأن وجوب مشاهدة الشباب لأفلام «البورنو» حتى «يصبروا نفسهم بيها»، حيث نادى البعض بضرورة محاكمة «الفنانة» بتهمة نشر «الرذيلة»، ودافع البعض الآخر عن حقها فى التعبير عن رأيها، فازت اللجنة الرباعية للحوار الوطنى فى تونس بجائزة نوبل للسلم «لإسهامها الحاسم فى بناء ديمقراطية تعددية بعد ثورة الياسمين عام 2011»، واحنا بنتكلم عن سما وانتصار وارتياد المواقع الإباحية، وكأن كل مشاكلنا «اتحلت».

أيضا فى الوقت الذى اشتعلت فيها الساحة السياسية المصرية، بخبر استبعاد «الراقصة» سما المصرى من سباق الانتخابات البرلمانية بقرار من المحكمة الإدارية العليا، بحجة «أن الراقصة لا تتمتع بالحياء وطيب الخصال» كما قالت المحكمة فى حيثيات حكمها، فاجأت اللجنة النرويجية المانحة لـ«نوبل» الجميع، ومنحت جائزة السلام للجنة الحوار التونسية التى جنبت بلدها مصير الوقوع فى دوامة العنف والاستقطاب السياسى.

وقالت اللجنة: «لقد بنوا مساراً سياسياً بديلاً وسلمياً، عندما كانت البلاد على شفا حرب أهلية، لذا كان دورها فعالاً فى تمكين تونس خلال بضعة أعوام من إقامة نظام دستورى للحكومة يكفل الحقوق الأساسية لجميع السكان، بغض النظر عن الجنس أو المعتقد السياسى أو المعتقد الدينى».

وقالت لجنة نوبل: «إنها تأمل أن تساهم الجائزة فى حماية الديمقراطية فى تونس، وأن تكون مصدر إلهام لجميع أولئك الذين يسعون إلى تعزيز السلام والديمقراطية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسائر أنحاء العالم».

نالت تونس أرفع وسام دولى، بينما مصر لا تزال منقسمة حول قضايا «تافهة» يتبارى فى تسويقها الجميع من وسائل الإعلام، لتحقيق نسب مشاهدة عالية، فى زمن توارت فيه القضايا الاجتماعية الحقيقية، لصالح توافه الأمور، فى ظل تغييب لمفهوم حقيقى عن التسامح والتعددية وقبول الآخر، سواء من جانب السلطة التى تحتكر الحديث باسم الوطن بدعوى «مكافحة الإرهاب»، أو من جانب المتطرفين الذين يحتكرون الحديث باسم الدين ويبررون أفعال القتل، باعتباره جهادا فى سبيل الله.

هل المطلوب من مصر والمصريين أن يتفرغوا لقضية «الفنانة» و«الراقصة» وإعلام يبتذل كل المعانى والقضايا، ولا يقوم بأى دور حقيقى فى المجتمع، فى وقت تشتعل فيه البلاد بالعنف والعنف المضاد؟ أم المطلوب أن يعقد الجميع مصالحة مجتمعية، فى ظل بناء يقوم على احترام الدستور والقانون وحقوق الإنسان؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة