بالصور.. عاطل يقتل صاحب محل عاتبه على سرقة علبة سجائر ببولاق الدكرور

3 أيام فقط كانت فاصلة بين الحياة والموت، بين إعلان صاحب محل عطور بمنطقة بولاق الدكرور خطبته على حبيبته وانتهاء حياته على يد عاطل من أرباب السوابق.

الضحية توجه قبل الأيام الثلاثة وبصحبته والدته وأشقائه إلى منزل الفتاة التى طالما حلم بالارتباط بها، ليعلن خطبتها أمام الجميع، ويتسابق الجميع لتقديم التهانى له، واضعا أمام عينيه حياة ومستقبل ملىء بالحب، لم يكن بمخيلته أن ينتهى مشواره فى الحياة بعد أيام معدودة.

"عبد الرحمن محمد" وشهرته "مانا" يمتلك محلا صغيرا لتركيب وبيع العطور ببولاق الدكرور، مسكنه فى نهاية شارع صغير هادئ يقضى يومه فى المحل بصحبة أصدقائه الذين يترددون عليه، إلا أن الأمور لم تسلم مما يعكر صفوها، أحد جيرانه "أحمد.ى" سمعته معروفة بين أبناء الحى ألقى القبض عليه وحكم عليه بالسجن وعقب انتهاء مدة العقوبة عاد مرة أخرى محاولا فرض سطوته وممارسة البلطجة التى اعتاد عليها على جيرانه.

المشهد الرئيسى فى الجريمة بدأ أثناء تواجد "عبد الرحمن" فى المحل الخاص به على ناصية الشارع وبصحبته اثنين من أصدقائه "عبدالله" وعبد الرحمن" يتسامرون متجاذبين أطراف الحديث، قصة من هنا وأخرى من هناك ويتبادلون الضحكاتبعد عناء يوم طويل من العمل.

ظهر "أحمد" المتهم وغافل "عبد الرحمن" واستولى منه على علبة السجائر الخاصة به أثناء وضعها على "فاترينة المحل" وانصرف.. لحظات واكتشف "عبد الرحمن تعرضه للسرقة، وعاد المتهم "أحمد" مرة أخرى ليقابله "عبد الرحمن" بالعتاب ويتهمه بالسرقة.. "أحمد" أنكر، وأكد أن علبة السجائر التى بحوزته اشتراها من محل قريب، وخلال المشادة قرر "أحمد" إظهار سطوته فأشهر سلاحا أبيض "مطواة" من طيات ملابسه وهدده به قائلا "أنا مش هاقتلك بالمطواة، أنا هاموتك بحاجة تانية" ثم ترك المكان مسرعا إلى مسكنه عائدا وبحوزته "فرد خرطوش" ليصوبه تجاه المجنى عليه ويطلق الرصاص ويفر هاربا لتفشل محاولات الأهالى القبض عليه.

يسقط "عبد الرحمن" غارقا فى دمائه أمام المحل الخاص به ويفقد قواه يسرع صديقيه الى نقله الى إحدى العيادات الطبية القريبة من المكان فينصحهم الاطباء بنقله الى مسستشفى بولاق الدكرور، وعقب وصوله بدقائق تفارق روحه جسده مودعة الدنيا ومن فيها معلنة الرحيل.

العقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزه يتلقى بلاغا من إدارة المستشفى باستقبالها للمجنى عليه ووفاته نتيجة إصابته برش خرطوش بالبطن، فينتقل إلى مكان الحادث ويبدأ وبصحبته رجال المباحث فى إجراء التحريات وسؤال أقوال الشهود، تتوصل المعلومات إلى مكان هروب المتهم وينجح المقدم هانى الحسينى رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور من القبض على المتهم وبحوزته السلاح المستخدم فى الجريمة .

وأمام اللواء مجدى عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة يعترف المتهم بتفاصيل ارتكاب الحادث وإطلاقه الخرطوش على المجنى عليه، فيتم إخطار اللواء طارق نصر مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتهم وإحالته إلى النيابة لتأمر بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق وتشريح جثة المجنى عليه والتصريح بدفنها.

شقيق المجنى عليه الأكبر "إيهاب" ذكر لليوم السابع أن شقيقه المجنى عليه حاصل على دبلوم ويعمل فى مجال تركيب وبيع العطور، علاقته طيبة بكافة جيرانه، وكان يستعد للزواج حيث تقدم لخطبة إحدى الفتيات بمدينة دار السلام قبل وقوع الجريمة بثلاثة أيام، وتم الاتفاق على تقديم الشبكة لها فى شهر ديسمبر المقبل.

وأضاف "إيهاب" أنه يعمل بالسعودية بأحد المستشفيات وكان على تواصل دائم بشقيقه المجنى عليه، ويوم الحادث أثناء عمله بالمستشفى تلقى اتصالا من شقيقه إلا أنه لم يتمكن من التحدث معه، وبعد ما يقرب من ساعة أجرى اتصالا على شقيقه للاطمئنان عليه ففوجئ بزوج شقيقته يجيبه ويخبره أن "عبد الرحمن" تم إطلاق الرصاص عليه وفارق الحياة، فلم يتمالك نفسه وأغلق الهاتف وسارع لإنهاء إجراءات السفر وعاد إلى مصر مرة أخرى إلا أنه لم يتمكن من حضور الدفن، مطالبا بسرعة القصاص من القاتل.