نصر القفاص

«المحللاتية» و«جنرالات الثقافة»!!

الخميس، 01 أكتوبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجأة وجدت نفسى على مسافة بعيدة جدا، من حضرات السادة «ضباط الثقافة» الذين يتحدثون على أنهم عليمو بواطن الأمور.. ويدهشنى أننى لم أعد أطيق سماع «المحللاتية» للأوضاع السياسية، سيما رؤيتهم لشكل البرلمان المقبل و«هلفطتهم» حول النسب المتوقعة للأحزاب والتيارات السياسية!!

عشت شهورا فى المطبخ مطلعا على الكثير من التفاصيل لصورة واقعنا السياسى.. عايشت الناس وحاولت إعادة قراءة المجتمع، ملتصقا بالمقدمات.. لا أدعى أننى توصلت للنتائج، لكننى أملك الجرأة على القول بأن ما تعلمته كان مثيرا ومدهشا.. ولا علاقة له بما يتحدث حوله «المحللاتية» وما يزعم «جنرالات الثقافة» أنهم يعلمونه أو يفهمونه!! فالناس فى بلادى يعيشون حياة، ويتابعون إعلاما يتكلم عن حياة أخرى.. آلام الناس فى بلادى تختلف عما يتاجر به «بهوات المدينة» لأنها أبسط بكثير من تقعيرهم وصراخهم، ثم احتفالاتهم بأنفسهم حين يسهرون مع بعضهم البعض!!
عرفت أن الرئيس «عبدالفتاح السيسى» يجيد لغة الشارع، والبسطاء يفهمون صعوبة ما يواجهه وخطورة الجراحة التى يجريها داخل الجسد المريض.. وبينهما من يلفظهم الشارع أو يبدى عدم رضاه عنهم فى الحد الأدنى، ومن كاد أن ينفد صبره عليهم لأنهم لا يستوعبون رسائله.. أو قل إنهم يتفننون فى ترجمتها خطأ بالجملة والتفصيل!!

«السادة المتفذلكون» أسهموا فى فبركة رئيس دولة، كما «فبركوا» منافسه خلال أول انتخابات رئاسية بعد ثورة يناير، وعندما شعروا بأنهم تجرعوا السم وأغروا الشعب على تناوله.. تواروا للخلف وراحوا يندبون حظهم ويشقون الجيوب مع لطم الخدود على الوطن الذى ضاع!! ولحظة أن شعروا بأن الأمة تقاوم وترفض الاستسلام، استخدموا سلاح «الصوت العالى» وقذفوا الرأى العام بذخيرة «الصراخ» فى لحظة كان الشعب يتأهب لاستعادة ما خسره على طريقته بإشعال نيران الثورة الشعبية الجادة التى اندلعت يوم 30 يونيو 2013.. وعند تلك اللحظة كانت القوات المسلحة التى تجيد قراءة نبض الشعب، جاهزة للحسم كما سبق أن فعلت فى حالة إعلان وفاة نظام «مبارك» حتى تم دفنه.. وكم كان غريبا أن الشعب تعلم من أخطائه، والقوات المسلحة مع الشرطة ضبطا بوصلتيهما على اتجاه الناس.. فوصلنا إلى الحد الأدنى من الأمل والطموح.. لكن «المحللاتية» و«ضباط الثقافة» يتكلمون عن الوضع الراهن والانتخابات البرلمانية كأنهم «سكارى» وما هم «بسكارى»!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة