شعبان هدية

المصريون يحتفلون بالميلاد معاً.. كلنا واحد

الخميس، 08 يناير 2015 04:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت مفاجأة حضور الرئيس السيسى لقداس عيد الميلاد، تجسيدا لكثير من الخطوات تعلن فيها الدولة أنها مع المواطنة، قطع البابا تواضروس الصلاة ونزل لأرض القاعة لاستقبال الرئيس، وظن الحاضرون أنهم يحلمون، فلم يحضر على مدى تاريخ الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ 1965 رئيس جمهورية لقداس عيد الميلاد.

ارتفعت هتافات وصيحات ودموع من الحاضرين للقداس الذين تناسوا مع هذه اللحظة ما مر بهم طيلة أربع سنوات كاملة، وقبلها سنوات كانت هناك غصة، كانوا يواجهون الهجمات الطائفية ويشعرون بتجاهل شديد من القيادة السياسية، خاصة تحت حكم الإخوان ورئاسة مرسى، حيث لم يخف مرسى ضيقه من الأقباط ولم يكن رئيسا لكل المصريين، كما تعرضت الكنائس لهجمات إرهابية بعد تنحية مرسى فى أعقاب ثورة 30 يونيو عندما تحولت الكنائس إلى هدف، ورفض الأقباط اللجوء للخارج وأصروا على أن يواجهوا الأمر داخل البيت المصرى.

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكاتدرائية أكدت كونه رئيسا لكل المصريين وبعد أيام من احتفاله مع المسلمين بالمولد النبوى الذى تزامن مع ميلاد المسيح، فقد حرص الرئيس على زيارة الكنيسة وتوجيه كلمة يؤكد فيها المواطنة بقوله «إحنا المصريين»، وكانت فرحة المسلمين بالزيارة أكثر من فرحة إخوتهم الأقباط لأنهم شعروا بأن المواطنة تتحقق بالفعل.

مصر احتفلت بعيد الميلاد، وغطت أفراح الأعياد والتهانى الكنائس والشوارع، خاصة مع تزامن عيد الميلاد مع ذكرى المولد النبوى، وتبادل المصريون، مسلمين ومسيحيين، الزيارات والتهانى، أكل المسيحيون الحلوى وشارك المسلمون احتفالات الكنائس، كانت «كل سنة وأنت طيب» المقصد منها تهنئة بالعام الجديد أو بذكرى المولد النبوى، أو كان المقصد منها تهنئة بعيد الميلاد، خاصة أن هذه الليلة تعد ذروة «زمن الميلاد» الذى تتذكر فيه الكنائس الأحداث اللاحقة والسابقة لعيد الميلاد كبشارة مريم وميلاد يوحنا المعمدان ومولد يسوع، تزامن عيدا الميلاد والمولد النبوى هذا العام الذى لا يتكرر إلا كل 33 عاما ما هو إلا بشارة خير وبركة على مصر، واعتبرها المصريون إيذانا بعام بركة.

امتزجت مشاعر الوحدة الوطنية وتجسدت فى تكدس الكنائس بالمسلمين، المشاركين فى احتفالات إخوانهم المسيحيين، بعد أن غيبت الأحداث الإرهابية على مدى العامين الماضيين الإحساس بهذه الوحدة وهذا الترابط. وعكست احتفالات عيد الميلاد هذا العام أن مبادئ المواطنة لم تعد نصوصا تسطر فى الدستور والقوانين فقط، ولكنها أصبحت تجسيدا على أرض الواقع، ولعل أصدق تطبيق أن أول من ذهب للكنيسة لتهنئة البابا والأقباط كان وفد شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية ووزير الأوقاف. وكأن المصريين يعطون رسالة للجميع «كلنا واحد».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة