ناصر عراق

100 إنسان فى 10 أمتار

الأربعاء، 28 يناير 2015 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن أن يقيم مائة إنسان فى عشرة أمتارمربعة فقط؟ وإذا ما حدث ذلك.. ماذا تتوقع من هؤلاء المائة؟ هل يمكن أن يتسم سلوك أى واحد منهم بالرقى والتحضر، بينما يجاهد لينتزع قطعة فراغ يتحرك فيها جسده بقدر من الحرية؟ وبفرض أن هؤلاء المائة بينهم المتعلم والأمى والغنى والفقير.. والمثقف والجاهل..هل سيتغير السلوك؟ أم أن الكل مختنق تحت ضغط مهمول اسمه ضيق المكان؟ الأمر الذى يدفع كل امرئ من أولئك المكومين إلى الاستجابة الفورية لنداء الجسد وهى خطف أى مساحة ليتنفس فيها هذا الجسد بحرية. بكل أسف.. هذا هو حال مصر تقريبا الآن، فقد بلغ تعدادنا 95 مليون نسمة، ونعيش على %7 من مساحة مصر، أى على سبعين ألف كيلو متر مربعًا فقط، لأن مساحة مصر مليون كيلو متر مربع، وعليه صار المصريون كتلة بشرية ضخمة بألف ذراع وذراع تتخبط فى كل اتجاه، وتصارع فى كل لحظة، ولا وجود لأمل قريب!

إن أى حديث عن انتخابات أو حريات أو ديمقراطية أو حتى عدل اجتماعى يصبح ترفا إذا أصبح جسد الإنسان منتهكا داخل مساحة صغيرة للغاية، تذله وتدمر جهازه العصبى، وتعيده إلى سيرته الوحشية الأولى، وبالتالى.. حتى نغدو شعبًا يستحق الحرية والديمقراطية ويناضل من أجل العدل علينا فى البداية أن نوفر أكبر قدر من المساحة الفارغة لكل جسد إنسانى حتى يمكن له أن يفكر ويقرر ويختار. ليس عندى ذرة شك واحدة فى أن أنظمة السادات ومبارك تعمدا ألا يقدما الحلول الناجعة لمواجهة الزيادة السكانية، وأنهما قصدا أن يسجنا المصريين فى مساحات ضيقة جدًا ليشتبكوا مع بعضهم البعض تاركين السلطة ورجالها تنهب الخيرات وتدمر الأجيال المتتابعة!

انظر إلى أى بقعة فى مصر ستجدها بؤرة للخراب إلا من رحم ربى، وهو خراب يحتم على أى حكومة العمل بأقصى طاقة لتجاوزه، ولا أتصور أن تنجح أى سلطة فى عبور سلسلة التعاسة التى تخنقنا إلا بالشروع فورا بالعمل على اقتلاع ظاهرة التكدس البشرى من جذورها. لا تنسى.. لا أخلاق مع الزحام!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

علي عبد الحليم

100فـــتي 10 أمـــتــــار . وكــــثـــافــة جـــيـــوش الـــــتــــتـار

عدد الردود 0

بواسطة:

khaled Derbala PhD

مقال رائع ينقصه الارقام والاحصاءات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة