منتصر القفاش: حاولت الكتابة عن الثورة فلم أستطع والسجن يمتد فى حياتنا

الثلاثاء، 27 يناير 2015 03:09 م
منتصر القفاش: حاولت الكتابة عن الثورة فلم أستطع والسجن يمتد فى حياتنا محرر اليوم السابع مع الكاتب منتصر القفاش
حوار بلال رمضان - تصوير خالد كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مجموعته القصصية "فى مستوى النظر" يسرد منتصر القفاش حكايات عن الدور الأرضى الذى يراه جزءًا من البيت ومن الشارع نفسه، وكيف يؤثر سكان هذا الدور فى حياة العابرين إذا قرروا فتح شباكهم، أو أن يعطون بموقعهم فرصة لخيال مراهق يسكن فى دور علوى مقابل أن ينمو بالتلصص عليهم.

حول حكايات هذا الدور، الذى فاز بجائزة ساويرس الثقافية فرع القصة القصيرة لكبار الكتاب، كان لـ"اليوم السابع" هذا الحوار..

بداية... كيف اختارك الدور الأولى للكتابة عنه؟
لم تكن "فى مستوى النظر" هى المشروع الذى أعمل عليه، كان لدى أربع قصص كتبتها فى أوقات متفرقة، وفكرت فى بناء مجموعة تتماشى معهم، وفجأة ظهر نص "اللعب"، وأدهشنى كثيرًا، وخاصة أنه لا يوجد له موقع بين القصص التى سبق وكتبتها، أو أفكر فى كتابتها، فوجدته أشبه بجملة اعتراضية، وفضلت وقتها أن أتركه بمفرده حتى انتهى من المشروع الذى بدأت فيه، وإذ فجأة كان "اللعب" هو كلمة السر التى فتحت لىَّ مغارة الدور الأرضى، ووجدت القصص تتوالى، وكنت مندهشًا من هذا العالم الذى أكد لى أن الكتابة رحلة، ما أن يبدأها الكاتب، حتى تتكشف ملامحها، وكان اسم المجموعة فى البداية الدور الأرضى، ووجدت أن هناك ارتباطا بالمكان والواقع، ما يجعل من القصص غير مرتبطة فقط بالدور الأرضى، وهى أن هناك العديد من الأشياء التى تتواجد أمام مستوى نظرنا ولا نلتفت إليها، وهو ما جعلنى أفكر فى أن يكون هذا عنوان المجموعة.

وهل لاسم المجموعة بعد سياسى بالفئة المطحونة؟
الدور الأرضى علاقته بما يحدث فى الشارع تكاد تكون حميمة جدًا، حتى أنه فى أحد القصص رآه البعض أنه غرفة ملحقة، وهذا القرب الشديد ساعد على إزالة الحواجز بين الشارع والعابرين فيه وبين ساكنى الدور الأرضى، وتلك العلاقة هى التى تكشف كثير من ملامح المجتمع، وساعدنى الدور الأرضى كثيرًا فى اكتشاف العلاقات.

ولماذا لم نر حكاية واحدة عن الدور الأرضى والثورة؟
المجموعة تكاد تكون قد انتهت فى عام 2010، وفيما بعد ذلك كان محاولة لمراجعتها، وأتت الثورة، ولم اقترب حتى منتصف 2012، من المجموعة، بسبب معايشتنا لأحداث نادرة فى المجتمع المصرى، وكان من الصعب جدًا أن يكون هناك "روقان بال" لأكتب، ولم يحدث من قبل أننى تركت كتابًا هذه الفترة الطويلة بعدما انتهيت منه، وبالفعل طرحت هذا السؤال على نفسى، ولكننى رفضت والكتابة نفسها أبت أن أرفض على الدور الأرضى أحداث مع سبق الإصرار فإنه سيقع.

هل لقصة "السجن" علاقة بالأحداث السياسية وخاصة أن هناك مقولة أن عدد المساجين أكبر من سكان المنطقة المحيطة به؟
توقعت هذا التفسير أيضًا، وهذه المنطقة دائمًا ما أمر عليها يوميًا، وكنت أتسأل دائمًا عن نظرة سكان هذه المنطقة ومجاورتهم للسجن، وكان من الملفت للنظر، هو الكم الهائل للبشر فى يوم الزيارة، يدفعك للإحساس بأن عدد المساجين أكبر من سكان المنطقة، ولكن هذه الجملة مرتبطة بالرجل العجوز، حينما سخر من احتمالية نقل السجن، بأن عدد المساجين أكبر من سكان المنطقة، وبالتأكيد كان هناك رمز، بأن هناك حالة سجن كبير، للرجل، أو للمجتمع بشكل عام، وكأن امتداد السجن فى حياتنا كثيرة.

وهل لقصة "الكوبرى" وكشفه لحيوات الآخرين علاقة بعهد "مبارك" وخاصة أن زمنه وصف بـ"الكبارى"؟
لم يخطر ببالى هذا التفسير، لككنى كنت أفكر فى الحدود التى نظنها راسخة، وهى فى الحقيقة وهمية، فالخارج وتطوراته اخترقت تلك الأسوار الوهمية، وهو ملمح ركزت عليه فى قصص المجموعة أيضًا.

ما هو مفهومك للاصطدام فى قصة "المشى"؟
فى الحقيقة أنا منشغل جدًا بتفاصيل حياتية يومية، أرى أنها مليئة بالغرائبية، وكان فعل المشى هنا، هو إشارة إلى أن هناك بعض الأشياء التى نظن أنها طوع أيدينا، يمكنها أن تفاجئنا، وكيف أصبح خروجه من البيت إلى الشارع يمثل له عائق وصدمة لم يكن يتوقعها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة