يوسف شاهين.. وجه واحد للحق وألف وجه للجمال

الأحد، 25 يناير 2015 02:54 م
يوسف شاهين.. وجه واحد للحق وألف وجه للجمال يوسف شاهين
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
موعودة مصر دائما بأبنائها الذين يحبونها كما ينبغى، ومن حسن حظها أن هؤلاء الأبناء مفطورون على حب الجمال، وعلى السعى للبحث عن هذا الجمال بين ركام الفوضى.

ويظل المخرج الكبير يوسف شاهين بتاريخه ووعيه وثقافته واختياراته وبأعماله يحدد المنطقة التى يقف فيها ثابت الخطى لا يحيد عن الحق الذى يراه، يظل مفعما بالحيوية والنشاط بحبه للرقص حتى فى حركته خلف الكاميرا، له خط مميز وواضح فى تاريخ السينما والفن والجمال والإبداع.

المنتمى
فى عام 2001 قامت الحكومة بنزع ملكية أرض جزيرتى الوراق والدهب من السكان والعاملين والمزارعين الذين قضوا كل حياتهم فيها، وشردوا 60 ألف مواطن، حينها فاجأ يوسف شاهين الجميع وذهب إلى الجزيرة معلنا تضامنه مع المواطنين.. إذا يوسف شاهين لا يجلس وراء كاميرته لينظِّر لنا ويكتفى بالهتاف والتنظير بل يثبت أنه جزء من هذا الشعب الفقير المطحون وأنه ينتمى إليه.

الاستثنائى
يوسف شاهين رجل يحمل وجها واحدا للحق وألف وجه للجمال، فتاريخ مصر السينمائى حافل بأسماء تاريخية عظيمة استطاعت تشكيل موسوعة جمالية لأزمنة متتالية، لكن يظل يوسف شاهين مخرجا بطعم مختلف، فمن عام 1950 وحتى 2007 تاريخ استثنائى فى حياة مصر فى كل شىء فى ثوراتها وحروبها وهزيمتها ونصرها، وكذلك فى حياة يوسف شاهين، الذى كان يملك قدرة عجيبة على صناعة الأفلام الجماهيرية والأفلام النخبوية، فحين تسأل العامة فى المقاهى سيحدثونك عن يوسف شاهين، ويذكرون لك أفلام "باب الحديد، وانت حبيبى، والناصر صلاح الدين"، وعندما تسأل النخبة المثقفة سيحدثونك عن "إسكندرية ليه، والمصير، والآخر"، وفى كلا الحالتين لم يكن هذا الاستثنائى مدَّعيا، إنها الموهبة والوعى هما اللتان تحركان فنه وتصنع منه مبدعا مختلفا.

الجمالى
تنساب الصورة فى أفلام يوسف شاهين لتصنع لوحة جميلة، ثم تتجاوز ذلك لتصنع إطارا للجمال يقاس عليه، فالفيلم الغنائى والرومانسى "انت حبيبى" أصبح تيمة لصناعة الفيلم بهذه الكيفية، جانب آخر لجمال أعمال يوسف تميز فى اختيار بطلاته، فاتن حمامة فى "صراع فى الوادى"، وسعاد حسنى فى "الاختيار" كانت لهما نكهة مختلفة فى الوقوف أما كاميرا يوسف شاهين.

كما أن مفهوم الجمال عند يوسف شاهين عادة ما يكون له بعد آخر لا ندركه بسهولة مثل اختيار " داليدا فى فيلم "اليوم السادس" ربما كان الأمر يحتوى على جمال لم ندركه بسهولة، كما أن يوسف شاهين كانت لديه رؤية جمالية لأداء القدير محمود المليجى فى العديد من الأفلام التى على رأسها "الأرض".

ويظل المخرج العالمى الكبير يوسف شاهين، بتاريخه الكبير وبأفكاره المميزة، وقبل كل ذلك بأفلامه التى لا يخطئ أحد جمالها وأفكارها ينتمى لكل ما يؤكد الهوية المصرية، وينتصر دائما للحريات والأفكار بمعناها الحقيقى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة