فى الذكرى الرابعة لـ25 يناير أين الفن ميدان والجرافيتى وموسيقى الشارع؟

الأحد، 25 يناير 2015 08:02 م
فى الذكرى الرابعة لـ25 يناير أين الفن ميدان والجرافيتى وموسيقى الشارع؟ صورة أرشيفية
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحدثت ثورة 25 يناير 2011، حالة فنية مختلفة، يمكن اعتبارها ثورة على نمطية الفن، إذ نقلته من القاعات المغلقة، ومن السينما والمسارح، إلى الشارع مباشرة، وظهر ما يعرف بفنون الشارع، كان من أبرزها مهرجانات "الفن ميدان"، وفرق "موسيقى الشارع"، التى خرجت إلى الميادين العامة تقيم احتفالاتها، وتثير حماسة المواطنين، فيتجمعون حولها بدون أن يكلفوا أنفسهم عناء شراء تذاكر، و"الجرافيتى"، الذى حول الحوائط المشوهة إلى معارض فنية تحاور المارة، تلفت انتباههم، فيتفاعلون معها.

وحين نتساءل الآن عن هذه الفنون التى عرفت النور بعد ثورة يناير، وحولت الشوارع من مجرد أماكن نمر بها، ونعيش فيها، وسط انتشار أفراد الأمن الذين يحتلونا، إلى شوارع تعيش بداخلنا، وجعلتنا نشعر لأول مرة بجمال قصيدة "الشارع لمين.. الشارع لنا"، للشاعر الكبير صلاح جاهين، نجد أن الإجابة غير مبهجة.

وإذا تحدثنا "الفن ميدان"، هذه الاحتفالية التى جاءت كأكبر وأنضج تعبير ثقافى عن الثورة، فى 2 أبريل 2011، وأصبحت ترمز إلى قدرة الفنانين والمثقفين المستقلين على الفعل الثقافى خارج الأطر الرسمية، وأقامت حتى الآن 40 مهرجانًا فى محافظة القاهرة فقط، بخلاف المحافظات الأخرى، استطاعت من خلالها رسم البهجة على وجوه كانت قد سكنتها "التكشيرة".

الفن ميدان الذى تفاعل مع أحداث الثورة وأصبح منصة لها، فنادى بإلغاء المحاكمات وعبر عن حزن الشعب المصرى على شهداء ماسبيرو، وتضامن مع الشعب السورى، وأحيا ذكرى محمد محمود، وشارك فى اعتصام التحرير، ودعم حملة تمرد على الإخوان، ويحاول المساهمة باستمرار فى التوعية السياسية والاجتماعية، وفى تحقيق أهداف ثورة يناير، تم إلغاؤه بقرارات غير واضحة، وغير مفهومة.

بدأت أولى محاولات منع إقامته فى شهر أغسطس 2014، بعد أن رفضت القوة الأمنية الأمنية المسئولة عن أمن ''قصر عابدين''، والتابعة لرئاسة الجمهورية، فتح ميدان ''عابدين'' أمام تجهيزات الاحتفالية'' مبررين ذلك بأن منظمى المهرجان حصلوا على تصريح إقامة الفعالية من محافظة القاهرة وليس من قسم ''شرطة عابدين''، علماً أن المنظمين يحصلون على التصريح بنفس الطريقة منذ ثلاث سنوات؛ إلا أن الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، تدخل فى الأمر، تواصل مع وزير الداخلية، حتى وافق الأخير على عقد المهرجان فى شهر سبتمبر 2014م.

وهنا يقول الشاعر زين العابدين فؤاد، أحد منظمى المهرجان، كانت هذه آخر مرة يقام الفن ميدان فى القاهرة، بسبب وزارة الداخلية، التى بدأت تضع أمامنا مشاكل الترخيص، فتارة يرفضون بحجة أن الميدان مهدد، وتارة أخرى يعرضون علينا مكانًا آخر فى الدقى خلف المتحف الزراعى، وبالرغم من موافقتنا على تغيير المكان، إلا أنهم لم يعطونا الترخيص، وكأنه نوع من أنواع التلاعب بنا، من قبل عقلية أمنية تدير البلاد، وترى أن الحجب والمنع أسهل طريقة.

وإذا تحدثنا عن فرق "موسيقى الشارع"، التى استطاعت أن تصنع البهجة والمتعة للمواطنين، ونذكر منهم فرقة إسكندريلا، التى شاع اسمها بين الجميع عقب ثورة يناير، بما كانت تقيمه من حفلات غنائية فى الشوارع والميادين، وكذلك المطرب الشاب مصطفى سعيد الذى غنى وقال "يامصر هانت وبانت"، وغيرهم الكثير، لا نكاد الآن نسمع لهم صوتًا فى الشوارع كما كانوا فى السابق، ولا يوجد إجابة مقنعة لاختفائهم.

نضيف إلى ذلك فن الجرافيتى، وهو من أكثر الفنون التى وثقت للثورة لحظة بلحظة، فأصبح كالمارد الذى خرج من القمقم، حول حوائط الشوارع إلى معارض فنية، تضم لوحات غاية فى الإبداع، صحيح أنها لم تكن جميعها لوحات سعيدة، إلا أنها تسجل كل الأحداث السياسية التى تمر بها مصر، وتعبر عن هموم المواطنين، وعن لحظات تاريخية فارقة فى عمر الوطن، فما مصيره الآن؟.

فى ذكرى أحداث محمد محمود الماضية، الشارع الذى شهد أوج فنون الجرافيتى، وكاد أن يكون متحفًا فنيًا مفتوحًا، لم نجد فيه سوى بعض الرسومات القليلة الناجية من جراء ما فعله أفراد الأمن، فى محاولة لمحوه، إذ تبق منه فقط بعض الرسومات عن الدعوة للعدالة الاجتماعية بلوحة كبيرة لطفل فقير يمسك على قطعة خبز، وبعد محو صور الشهداء لم يتبق سوى عبارة "المجد للمجهولين" التى تم رسمها فى ديسمبر من العام 2013، وبعض صور الشهداء منهم صورة للشهيد مصطفى حلمى السيد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة