فى حفل توقيع "حكايتى فى تل أبيب".. رفعت الأنصارى: لم أكن جاسوسا والإعلام الإسرائيلى كتب عنى 60 مقالة.. ومصطفى الفقى: الكتاب يوضح وطنية "الأنصارى" وخارطة إسرائيل الكبرى وهم

الخميس، 22 يناير 2015 11:22 ص
فى حفل توقيع "حكايتى فى تل أبيب".. رفعت الأنصارى: لم أكن جاسوسا والإعلام الإسرائيلى كتب عنى 60 مقالة.. ومصطفى الفقى: الكتاب يوضح وطنية "الأنصارى" وخارطة إسرائيل الكبرى وهم مصطفى الفقى
كتب شريف إبراهيم تصوير كريم عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقبل النادى الدبلوماسى بوسط البلد، مساء أمس، حفل توقيع كتاب "حكايتى فى تل أبيب.. أسرار دبلوماسى مصرى" للسفير "رفعت الأنصارى" والكتاب صادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، وقدم الحفل الدكتور "مصطفى الفقى" وحضره العديد من الشخصيات المهمة منهم السفير البريطانى، وسفير الاتحاد الأوروبى، والدكتور "حسام بدراوى".

وبدأ الدكتور "مصطفى الفقى" حديثه مؤكداً أن الكتاب غير عادى على الإطلاق ومثير جدا ولولا أنى أعلم أن كل كلمة فيه صادقة لانتابتنى دهشة شديدة جداً، وكم كنت أتمنى لو كان متواجد معنا الراحلين "سعد مرتضى" و"محمد بسيونى" وأعتقد أن وجود "بسيونى" كان سيدعم "الأنصارى" كثيرا، حيث إنه فى كل بنود الكتاب كان بالنسبة إليه مثل الأب الذى يلجأ إليه فيعطيه النصيحة بسبب خبراته الطويلة الأكثر من كل المسئولين فى هذا الوقت عن العلاقات مع إسرائيل والعرب فى إسرائيل، والكتاب يستهوى أى قارئ، ومع ذلك فأنا أنصح أى دبلوماسى شاب بعدم تقليده على الإطلاق لأن "الأنصارى" يختلف عن أى أحد وساعدته صلابته ومعدنه القوى على التعامل مع هذه الظروف فقد مر بمواقف عصيبة إذا ما أصابت أحد لتسببت له بانهيار عصبى.

وأضاف الفقى أن الكتاب يلقى الضوء على دور "الأنصارى" الوطنى وهذا ما أقرته الأجهزة المعنية فقد أدى دورا عظيما كما أن الناشر "محمد رشاد" صياد زكى للكتب المهمة والموضوعات المحورية، وهذا ما جعله لا يتردد فى نشر هذا الكتاب القيم، والأمر الذى أثار تساؤلى أنه كيف تمكن من تذكر هذه الأحداث بعد أكثر من عشرين عاماً وهذا ما رد عليه فى كتابه حيث سأله والده بعد عودته من تل أبيب هل يتذكر الأحداث التى مر بها فى إسرائيل وأجابه "الأنصارى" بنعم، فطلب منه والده الذى كان أستاذا جامعيا أن يقوم بتسجيل ملخص للأحداث التى مر بها على شرائط كاسيت، وهذا ما فعله ولولا ذلك ما تمكن من إعداد هذا العمل العظيم، وأنا أرى أن هذا الكتاب من أهم كتب مواجهة الجاسوسية والعمل السرى، والغريب أن من قام به شخص لم يتم إعداده لذلك، فهو ليس برجل مخابراتى يمتلك قدرات خاصة أو تم تدريبه بشكل خاص فهو رجل عادى جدا، ومع ذلك فقد أقدم على هذه التجارب بكل جسارة وقوة وأصدر لنا ذلك الكتاب الشيق، الذى لا أستطيع أن أحكى ما فيه لأنه ملىء بالتفاصيل وبالقدرة الواعية والخطيرة على ما قام به، وهو يشدد على دعم مصر له وكيف استقبله الدكتور "أسامة الباز" استقبالا حافلا فى إشارة إلى الإسرائيلين وغيرهم بأن هذا الشاب المصرى مرضى عنه فى بلاده وأنهم يستحسنون ما فعل، وجاء ذلك بعد ما انكشف دوره فى العلاقة مع الدبلوماسية البريطانية التى تم سحبها ليلاً ورافقتها سكرتيرة السفارة طول الليل حتى لا تذهب إلى أى مكان آخر، ثم جرى إرسالها إلى بلادها فى اليوم التالى ومحاكماتها، ولم يتعرض رفعت إلى عقوبات فى تاريخ عمله وأمضى حياته سفيرا فى أكثر من بلد وحصل على الدكتوراه، ولا أستطيع أن أقول أن هذه المسيره عادية أو فى إمكان أى دبلوماسى آخر.
وأضاف "الفقى" والكتاب يدخل ضمن عدة تصنيفات مثل أدب الرحلات، والتراجم الشخصية، ومكافحة الجاسوسية، ومقاومة العمل السرى، فهو كتاب متعدد الجوانب يستحق صاحبه التهنئة، وأنأ أتقدم له كصديق وزميل وباسم كل زملائه فى الخارجية بالتحية والتقدير على هذا العمل الذى لم يكن ليقدم عليه إلا شخص رابط الجأش، قوى الشكيمة وقادر على التعامل مع الأحداث.

وفى كلمتة قال السفير "رفعت الأنصارى" أتوجه بالتحية للأستاذ محمد رشاد، صاحب دار النشر المصرية اللبنانية على قبولها نشر هذا الكتاب، وقد مررت بمراحل طويلة من المفاوضات معه والحقيقة أننى اقتنعت بكل أساليبه، ومن هنا ظهر الكتاب، كما أشكر زميلى السفير القدير والسياسى المحنك والكاتب المثقف الدكتور "مصطفى الفقى" على كلماته الرقيقة وعلى صراحته المعهودة، وأريد أن أؤكد أن الجاسوسية مشروعة فى العلاقات الدبلوماسية ومقننة، وتوجد مفارقة هنا، حيث إن البلد التى تقوم بالتجسس يتم تهنئة العميل الذى يتجسس لجانبها، ونفس هذا العمل يتم تجريمه عند الدولة المتجسس عليها فهناك دائما ما نسميه بالمعايير المزدوجة للقوانين الدولية، وأريد أن أضيف أن الجاسوس ينتهى به المطاف إلى أمرين لا ثالث لهما، الأمر الأول هو أن ينجح فى المهمة فيعود إلى وطنه سالما ويحصل على الامتنان والعرفان من جانب دولته بشكل غير علنى وتنتهى المهمة وتدخل فى طى الكتمان وينتهى الرجل ويدخل فى دائرة النسيان، والأمر الآخر أن يفشل فى المهمة فتنكشف وتناقشها وسائل الإعلام فتقوم دولته بالتنصل من إعطائها أوامر خاصة بالتجسس ومن هنا كان الأمرين لا ثالث لهم.
وأكد رفعت، أنا لم أنتم أبدا إلى المخابرات المصرية ولكن ظل هذا الادعاء يلاحقنى لمدة 32 سنة وكتبت عنى أكثر من 100 مقالة منهم على الأقل 60 مقالة من الإعلام الإسرائيلى والبريطانى وذكر قصتى فى تل أبيب فى 11 كتاب متخصص فى أدب الجاسوسية والطريف فى الأمر أنه ذكر فى موسوعة الجاسوسية وموسوعة أخرى عن العمليات الجاسوسية، وأنا لم أكن جاسوسا بل كنت دبلوماسيا مصريا أقوم بواجبى فى هذا الموضوع وكانت مبادرة شخصية منى ولم أكلف بها من أى جهة مصرية فقد كنت أرى المعلومة وأتعقبها وأجمعها، وسيرى القارئ فى الكتاب أن المجتمع الإسرائيلى ليس بالمجتمع المستحيل ودائما ما قالوا لى بأنهم ليسوا بعباقرة بل منظمون، لذا فالمجتمع الإسرائيلى من الممكن الدخول فيه بأسلوب ما والحصول معلومات سرية دون اللجوء إلى العمل السياسى، الرحلة كانت طويلة وشاقة وقد تعرضت فيها للكثير، والمخابرات الإسرائيلية لم تعلم عن مصادر حصولى على المعلومات وقد كانت من مصادر إسرائيلية مائة فى المائة، وأنا أؤكد أن الكتاب يمثل عيون مصرية عاشت هناك وهو أول كتاب على حد علمى يتحدث عن المواقف الشخصية والقصص الحقيقية بداخل تل أبيب.

وفى ختام الحفل تم عرض بعض الأسئلة ومناقشة بعض المفارقات الساسية مع الضيوف، حيث قام الدكتور "محمد مدكور " أحد ضيوف الحفل بطرح سؤال على "الأنصارى" حول هل من توضيح أكبر للخط الرفيع الذى يفصل بين العمل الدبلوماسى بأبعاده من جمع معلومات والعمل على تحليلها وإعادتها للسلطات المعنية بالبلد وعمل المعلومات الفعلى من قبل الجهات المنوطة بتلك المسئولية من مختلف الدول؟.

وأجاب "الأنصارى" تطبيقيا على تجربتى أن هناك احتمالين لأى جاسوس إما أن ينهى عمليته ويعود وتدخل القصة فى طى الكتمان والنسيان، وإما أن يتعرف ويقبض عليه وتعلن القصة فى الإعلام، وأنا مزيج الاثنين المعكوس، بمعنى أن القصة لم تتدخل فى طى الكتمان والمهمة تم تأديتها بنجاح والإعلام كتب على ولم يقبض على وأنا أسرد القصة بتفاصيلها للمجتمع المصرى والعربى بل والمجتمع الإسرائيلى نفسه، وهناك فرق بين العمل المخابراتى السرى والعمل الدبلوماسى، ونحن نعلمه كسياسين ودبلوماسين وأعضاء جهاز المخابرات أيضا يعلمونه ونحن نتعاون فيه، ولاشك مثلا أن يأتى لأحد ضباط المخابرات الذى يعمل فى الخارج ما يسمى بطلب احتياج وهو أن يلجاء لبعض العاملين فى السفارة لكى يساعدوه فى هذا لو أتت إلى معلومة لا أجد مضمونها فى المجال السياسى أقوم بإرسالها للخارجية والتى تحيلها إلى جهات المخابرات العامة، وبالتالى التعاون كامل مائة بالمائة بين مؤسسة الخارجية ومؤسسات العمل السرى أو المخابرات فى مصر.

كما قام أحد الحضور بطرح سؤال على الأنصارى والفقى حول حقيقة خارطة إسرائيل الكبرى، وأجاب "الأنصارى" بأنه كان فى حفل استقبال فى دار السكن، حيث كان يقيم السفير "سعد مرتضى" وقال لى بأن موشيه ديان سيكون موجود فأنا فى الحقيقة أحببت أن أدخل من مدخل أقوم بسؤاله عن الخريطة الكبرى، ولكن هذا المدخل لن يثيره، فكان مدخلى له هو الحديث عن أحد أقربائه الذى يعتبر واحد من أهم علماء ا?ثار فى مصر و متخصص فى اللغة "الهيروغليفية" وبالتالى حينما حدثته عن ا?ثار أصبح كله أذان صاغية ومن هذا المنطق تحدثت معه على أنهم كانو يقولون أيام 67 أن حينما تقيم بعض أعمال التنقيب ووجدت آثار مصرية وقمت بالحصول على بعضها، وقال لى حينها لا لم يحدث، لكنى أذكر فى الكتاب أنه كذاب، ?نه بعد ما توفت عائلته باع بعض ا?ثار المصرية من بينها مومياء مصرية الى مبحث بريطانى، وقلت له أنا علمت وعلى يقين تماما أن هناك خارطة إسرائيل الكبرى موجوده فى الكنيست وأن هذه الخارطة من الفرات إلى النيل، فكيف يكون مثل هذه الخارطة موجودة وأنت فى عملية سلام مع مصر، فقال لى هذه الخارطة وهم وهى إشاعة وغير موجوده وأنا مستعد أن أصحبك إلى الكنيسيت لترى المكان المذكور، ولكنى فى الحقيقه لم أذهب و لكن الذى ذهب هو السفير "سعد مرتضى" وقد كان مواظبا على الذهاب وأخدنى آخر مرة معه، وكان فى لقاء مع رئيس الكنيست وأنا ذهبت معه لكى أرضى حب استطلاع عندى و قلت ربما تكون موجودة فى مدخل الموساد وربما موجودة فى المكتب الخاص برئيس الوزراء الذى لايقابل فيه الضيوف الأجانب.

وأضاف "الفقى" رداً على السؤال، إن أدبيات الحركة الصهيونية فى البداية فى عبارة "أرضك يا إسرائيل من النيل للفرات" لكن لم نتحقق من شىء مرسوم أو موجود مثلما يقال، لكن نحن دائما نزايد فى بعض الأوهام والقصص، بالتأكيد أطماع إسرائيل ليس لها حدود إنها تعبث بماء النيل وقريبة من الفرات لكن الحقيقة أن من يقرأ كتاب الدكتور رفعت الأنصارى سيجد حقيقة غريبة جدا أن إسرائيل مجتمع عادى جدا وليسوا بشرا مميزين وأنهم يخطئون وينحرفون وشأنهم شئننا تمام وأننا تفوقنا عليهم فى كثير من المواقف وليس عندهم الفراعنة مثلنا، وأن "رفعت الأنصارى" يستطيع التحدث مع "مناحم بيجين" و مع "بيريز" وهو دبلوماسى صغير فى السفارة المصرية، جائز سقوط الحواجز واحترام العقل هو السبب، وهذه الحقيقة هى التى ميزتهم، إن مجتمع إسرائيل فيه كل العيوب والمميزات لكن الذى خلق الأسطورة فشلنا المتكرر معهم فى توظيف القدرات بطريقة لا تسمح لنا بالتعامل بتصور حقيقى لشكل الحياة فى إسرائيل.

وأكد الدكتورحسام البدراوى أن كتاب "حكايتى فى تل أبيب" مهم جدا لأنه تجربة شخصية داخل مجتمع نحتاج أن نعرف حقائقه حتى نجيدالتعامل معه، وعلى الرغم من كونها تجربة فردية لكنها فى إطار دولة وأنا اعتقد أن الانطباع المصرى عن المجتمع الإسرائيلى مبنية على أفكار وهمية من الأفلام والمسلسلات قد لا تكون حقيقية، أنا لم أجد كتابا مثل هذا الكتاب عن المجتمع الإسرائيلى وأنه كتاب مهم كتبه سفير ودبلوماسى جرىء ومغامر ومجازف كما أن السفير "رفعت الأنصارى" يعد صديقا لى ووددت مشاركته فى هذا الحدث.


موضوعات متعلقة..

"حكاية الأنصارى فى تل أبيب" أخيرا فى كتاب










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة