رجال الحماية المدنية، أو الإطفاء، هم رجال إنقاذ مدربون تدريباً كبيراً على إخماد الحرائق الخطرة التى تهدد السكان وممتلكاتهم، وإنقاذ الناس من حوادث السيارات، وانهيارات المبانى واحتراقها وغيرها من الحالات.
يعد رجل الحماية المدنية جنديا فى ساحة مختلفة فى نوعها وأشد خطراً عن ساحات المعارك والتى تشهد نزالاً بين البشر وبعضهم البعض، ولكن مهمة هذا الجندى أصعب بمراحل لأن عدوه ليس إنساناً وإنما نيران أو قنابل أو مبان مهدمة يجب أن ينقذ أرواحاً كثيرة من أسفلها.
وتضم الحماية المدنية عدة أقسام وهى، وحدة إنقاذ برى فى حوادث الطرق، ومهمتها إنقاذ ضحايا الطرق وإخراج ضحايا هذه الحوادث من المركبات المتهشمة والتى يصعب على المواطنين العاديين القيام بها، كما تتعامل مع انهيار العقارات وإخراج كل ما يدب فيه النفس من تحت الأنقاض سواء كان إنسانا أو حيوانا، بالإضافة إلى وحدة الإنقاذ النهرى وهم غطاسون يتدخلون فى إنقاذ حالات الغرق، وقسم المفرقعات والذى تكون مهمته التقليل من الآثار الناجمة عن انفجار القنابل ومواجهتها".
ويكشف الرائد شريف الهوارى، رجل إطفاء بنقطة إطفاء الموسكى، عن حياة رجل الإطفاء اليومية، قائلاً "تبلغ معدل ساعات إستعداد رجل الإطفاء 24 ساعة، ويحصل مقابلها على إجازة 48 ساعة من العمل"، لافتاً إلى أن دررجة استعداده تظل القصوى باستمرار، فيما تبلغ مدة تجهيز سيارة الإطفاء إلى 60 ثانية كحد أقصى من وقت انطلاق الجرس والذى يبعث برسالة لهم بأن هناك من يطلب نجدتهم، حتى تخرج من نقطة الإطفاء.
وعن بداية يوم رجل الإطفاء، يوضح الهوارى لـ"اليوم السابع"، "يبدأ يومنا بمجرد وصولنا للنقطة التابعين لها، ثم نقوم بالتأكد من مدى جاهزية المعدات والسيارات ومدى جاهزيتها من حيث المياه الموجودة بها، ثم يحضر طابور يومى للتمرن على المعدات الخاصة بالإطفاء، والذى يبدأ فى العاشرة من صباح كل يوم".
وعن المخاطر التى تواجه رجال الإطفاء فى عملهم، قال "الدخان هو أخطر ما يواجه رجال الإطفاء، فعندما يتعرض لغاز أول أكسيد الكربون وهو أحد الغازات السامة والقاتلة لأنه فى حالة التعرض لهذا الغاز قد يؤدى إلى الوفاة، لذلك عندما يحاول المطفئ إطفاء النيران يتعامل معها مستخدماً جهازاً للتنفس، وهو عبارة عن أنبوبة أكسجين يحملها على ظهره حتى لا يستنشق الغاز السام"، لافتاً إلى أن أكثر ما يعيق رجل الإطفاء فى الوصول إلى النيران هو الدخان.
وعن درجات الحرائق ومدى خطورتها، يكشف الهوارى "الحرائق جميعها خطر، ولكن تختلف درجة خطورتها على حسب المادة المشتعلة، فمثلا إذا كانت هناك مادة بترولية مشتعلة فتكون درجة الحرارة ضخمة، ومشكلتنا ليست فى خطورة الحريق، ولكن فى صعوبة الوصول للحريق نفسه، وهذه أحد أكبر المعوقات التى تواجهنا بسبب العشوائية فى التخطيط للطرق والمعمارى وجود المحلات التجارية، بالإضافة إلى الاختناقات المرورية وانتشار الباعة الجائلين على جنبات الطرق مما يعيق حركتنا بشكل كبير وخاصة فى ساعات الذروة".
وأضاف "ضخامة سيارات الإطفاء تزيد صعوبة الوصول إلى النيران وإخمادها، لأنه على السيارة اجتياز شوارع العشوائيات الضيقة للوصول إلى الحريق، ولذلك نبتكر حلولاً أخرى، فمثلاً نقوم بفرد الخراطيم لأمتار طويلة قد تصل لمئات الأمتار، حسب بعد الحريق عن السيارة للوصول إليه وإطفائه فى أسرع وقت ممكن، ولكن ذلك يستنفذ مننا وقتاً طويلاً".
وعن اتهامات المواطنين للإطفاء بأنها دائما ما تأتى متأخرة عن مواعيدها، قال الهوارى "أى بلاغ حريق المواطن يرى الثانية تمر عليه وكأنها عام كامل، فالشخص الذى يواجه الحريق بنفسه فى شقته مثلا، يصاب بصدمة ولا يستطيع التصرف على الفور والإبلاغ، ومن يخطرنا غالبا ما يكون أحد جيرانه أو شخصا مارا بالشارع وليس صاحب البلاغ نفسه، ويأخذ وقتا فى الإبلاغ وهى تقريبا 15 دقيقة لسنا مسئولين عنها بين الحريق والإبلاغ عنه".
وعن حلمه للمهنة، قال "حلمى أن نستطيع أن تصل سيارة الإطفاء لأبعد مكان فى القاهرة خلال 4 دقائق كما حدث فى محافظة الأقصر".
الرائد أحمد صبحى، أحد كبار رجال الإطفاء بالوحدة، يحكى عن يومه قائلاً "أول ما أقوم به منذ اللحظة التى تطأ قدمى خارج المنزل هو قراءة الشهادة، لأننى لا أعلم إن كنت سأعود إلى منزلى مرة أخرى أم لا".
ولفت صبحى إلى ضرورة وجود ترابط قوى بين أفراد النقطة، قائلاً "نحن نؤدى عملنا كأسرة واحدة لأننا نتعامل مع خطر واحد، وأهم شىء بالنسبة لى كضابط مسئول عن الأفراد أن يعود أفرادى سالمين"، مضيفاً "نجد أنفسنا دائماً وسط النيران، وعندما تذهب لإنقاذ شخص ما يكون لوجه الله، فأنت لا تعلم إن كنت ستنقذ ابن وزير أو فقير أو شخصا عاديا".
فيما قال العقيد المحمدى الباشا، رئيس غرفة عمليات الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، "إن أى مواطن قادر على استدعاء المطافئ عن طريق طلب رقم الطوارئ 180، ونقوم بتسجيل اسمه ورقم تليفونه حتى يتم التواصل معه عندما تصل المطافئ".
وأضاف الباشا لـ"اليوم السابع"، "إن الإدارة تتلقى 6500 بلاغ حريق فى السنة، و950 بلاغ مفرقعات منها 200 إيجابى و750 بلاغا سلبيا"، مضيفاً "نتلقى 1600 مكالمة معاكسة فى 8 ساعات، بمعدل 200 معاكسة كل ساعة تقريبا"، لافتاً إلى أن هذه المكالمات تهدر وقت الإدارة وتحرم من يريد أن يبلغ عن حريق خطير من أن يصل إلينا باكراً"، ويصف المحمدى رجل الإطفاء بـ"صديق النيران" لأنه يحب أن يرى النيران ليخمدها، لأنها تمثل تحديا جديدا، بالإضافة إلى أنه ينقذ أرواحا كثيرة.
رئيس عمليات الحماية المدنية يتلقى البلاغات
غرفة عمليات الحماية المدنية
فرد الحماية المدنية يتلقى البلاغات بالحرائق
أفراد الحماية المدنية يسجلون البلاغات ويبلغو نبها
ضابط بالحماية المدنية يسجل بعض البلاغات
إطلاق جرس إنذار تحرك سيارات الإطفاء
نزول أفراد الحماية المدنية للسيارات
رجل مطافئ يستخدم أنبوبة الأكسجين لمواجهة الدخان
استعداد رجال الإطفاء للانطلاق داخل سيارة الإطفاء
لحظة انطلاق سيارة الإطفاء من نقطة الحماية المدنية
ضابط مطافئ يبلغ نقطة المطافئ بتحركه للعنوان المطلوب
كاميرا اليوم السابع أعلى سيارة الحماية المدنية
الرائد شريف الهوارى يشرح الأجهزة المستخدمة داخل سيارة الإطفاء
رجال الإطفاء بعد عودتهم من مهمتهم
نقطة الحماية المدنية بمنطقة الموسكى
رجال تخشاهم النيران.. وحوش الحماية المدنية
الثلاثاء، 20 يناير 2015 10:01 ص
رجال الحماية المدنية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة