قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن الصراع على السلطة بين الحكومة اليمنية، المدعومة من الولايات المتحدة، والمتمردين "الحوثيين"، يهدد بتقويض جهود محاربة تنظيم القاعدة فى البلاد، الذى زعم مسئوليته عن الاعتداء على مجلة شارلى إبدو الفرنسية، هذا الشهر.
الاشتباكات التى وقعت، الاثنين، بين القوات الحكومية والمتمردين والتى أسفرت عن سيطرة الطرف الأخير على القصر الرئاسى والمنطقة العسكرية المحيطة، فضلا عن التليفزيون اليمنى، تشكل التحدى الأكبر للرئيس عبد ربه منصور هادى، حيث وصف أحد مسئولى حكومته تحرك الحوثيين بأنه خطوة باتجاه "انقلاب".
وتقول الوكالة الأمريكية، إن تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، الذى تعتبره واشنطن أخطر أفرع التنظيم الإرهابى، حظى بازدهار جراء تطلعات الحوثيين التوسعية فى وسط اليمن، حيث تسود القبائل السنية. وتشير إلى أن الاضطرابات تتخذ نغمة طائفية حادة وتعمل على تأليب السنة ضد الشيعة لصالح تنظيم القاعدة السنى.
ويزعم وجود القاعدة فى 16 من أصل 21 محافظة فى اليمن. لكن مع الصعود التدريجى للحوثيين إلى السلطة وانحسار نفوذ هادى، فإن الولايات المتحدة تخاطر بخسارة نفوذ شريكها المخلص وحليفها فى الحملة ضد تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب، ما من شأنه أن يضر بجهود مكافحة الإرهاب.
وبدأت حركة الحوثيين نشاطها فى اليمن كجماعة دينية تدعى "الشباب المؤمن"، التى سعت لإحياء الزيدية وهى طائفة شيعية تضم نحو 30% من الشعب اليمنى، خاصة فى الشمال. وتسبب الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، فى تغذية المشاعر المعادية للأمريكان فى المنطقة، وقد استغل حسين الحوثى مشاعر الغضب العام لشن ثورة مسلحة ضد الرئيس على عبد الله صالح، حليف أمريكا فى ذلك الوقت.
وقتلت القوات الحكومية الحوثى فى 2004، لكن أتباعه واصلوا التمرد الذى بدأه ضد صالح، الذى أطيح به من السلطة بموجب اتفاق بوساطة أمريكية عام 2012. ويتمتع الحوثيون بتأييد واسع بين رجال القبائل الذين عانوا من الحملات العسكرية لنظام صالح.
وواصل الحوثيون سعيهم للسيطرة من معقلهم فى صعدة بالشمال إلى الجنوب، ووجهوا ضربات للحكومة وعدوهم القديم "اتحاد حاشد القبلى". وسيطر الحوثيون فى سبتمبر 2014، على العاصمة صنعاء بعد محاصرتها طيلة أسابيع تحت ذريعة أنهم يرغبون بحكومة جديدة وإعادة دعم الوقود. ومنذ ذلك الحين، تحكم المجموعة ما لا يقل عن 8 محافظات بما فى ذلك الحديدة، التى تضم أكبر ثانى ميناء فى البلاد. ولأسابيع، قامت بنشر مقاتليها فى المحافظة الشرقية "مأرب"، الغنية بالنفط والغاز الطبيعى. ومع ذلك، فإن وجود قبائل محلية قوية فى مأرب منع الاستحواذ الكامل عليها.
الأسوشيتدبرس: الصراع على السلطة فى اليمن يهدد جهود مكافحة الإرهاب
الثلاثاء، 20 يناير 2015 04:37 م