يغرق التعليم الأساسى من مرحلة رياض الأطفال وحتى الشهادة الإعدادية فى الكثير من الأزمات والمشكلات التى عجز الوزراء الذين تولوا حقيبة وزارة التربية والتعليم منذ سنوات على حلها وكأن أحد الكهنة صنع لها عملاً، أو بمثابة نظرية معقدة تحتاج إلى من يضع لها قواعد لحلها والقضاء عليها.
وتكشف الدكتورة رانده شاهين، رئيس الإدارة المركزية الأساسى بوزارة التربية والتعليم المصرية، عن 3 أزمات يعانى منها التعليم الأساسى ومرحلة رياض الأطفال على رأسها "نسبة الطلاب الذين لا يجيدون القراءة والكتابة وقوائم الانتظار لطلاب رياض الأطفال بالمدارس الرسمية"، والكثافات المرتفعة داخل الفصول.
وبالنسبة لما يتعلق بالأزمة الأولى قالت رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسى، إن نسبة الطلاب بالمرحلة الابتدائية والذين لا يجيدون القراءة والكتابة وصلت إلى 30% من إجمالى عدد الطلاب بالمرحلة، موضحة أن نسبة الـ"70% المتبقية تجيدها بشكل مقبول للغاية، بالإضافة إلى وضع وضع برنامج تشخيصى لطلاب المرحلة الإعدادية.
وأضافت رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسى أن وزارة التربية والتعليم وضعت حلولا للقضاء على تلك النسبة، على رأسها برنامج القرائية الذى حقق نجاحا ملموسا بعد تطبيقها على طلاب التعليم الأساسى بعدد من المدارس، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج الاختبار التشخيصى على طلاب المرحلة، موضحة أن برنامج القرائية هو أمل إصلاح منظومة التعليم الأساسى خلال الفترة المقبلة، بجانب برامج أخرى طبقا للخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم.
وأوضحت رانده شاهين، أن عدد طلاب المرحلة الابتدائية بالمدارس الحكومية، والرسمية "التجريبيات سابقا" وصل إلى 10 ملايين و552 ألفا و97 تلميذا، بـ17 ألفا و847 مدرسة فى 231 ألفا و789 فصلا، كما وصلت أعداد طلاب مرحلة رياض الأطفال إلى 117 ألفا و676 طفلا، موزعين على 33023 قاعة لرياض الأطفال، لافتة إلى أن طلاب المرحلة الإعدادية وصلوا إلى 4 ملايين و523 ألفا و102 طالبا فى 11 ألفا و228 مدرسة و859 ألفا و107 فصول.
أما فيما يتعلق بأزمة سن القبول بالمدارس الرسمية "التجريبيات سابقا" والكثافات العالية بالمدارس الحكومية، قالت رئيس الإدارة المركزية، إن عدد الطلاب ببعض المدارس ذات الكثافات السكانية المرتفعة وصلت إلى أعداد مرتفعة، كما وصلت الأعداد فى المدارس الرسمية إلى60 طالبا فى بعض المدارس و20 فى البعض الآخر، قائلة: كثافات العام الماضى داخل الفصول هى نفس الكثافات خلال العام الحالى، مشيرة إلى أن هناك بعض الجهات الأجنبية التى وقعت معها وزارة التربية والتعليم برتوكولات مثل هيئة إنقاذ الطفولة تقدم الدعم بإنشاء قاعات أطفال ببعض المدارس كحل للتوسع فى القاعات المطلوبة وتقليل الكثافات.
وأوضحت رانده شاهين أن الوزارة تدرس تعميم تجربة المدارس المهنية على المرحلة الابتدائية، قائلة: إن التجربة توجد بها بعض المشكلات ونسعى إلى تعديل وضعها القائم، كما أن مدارس التعليم المهنى تخدم فئة معينة من طلاب المدارس وتحتاج إليها، موضحة أن هناك اتجاها للاهتمام بالتعليم المهنى والفنى على وجه الخصوص.
واستطردت، سيتم دراسة إنشاء أو تحويل مدارس بالمناطق الفقيرة إلى تعليم مهنى لتعليم التلاميذ حرف معينة بجانب تعليمية القراءة والكتابة منها منشية ناصر والدويقة، موضحة أنه فى حالة تطبيق التجربة سيتم تدريب الطلاب ومنحهم مقابل مادى نظير الإنتاج.
وشددت رئيس الإدارة المركزية للتعليم الأساسى، على أن المدارس التى يتم تحويلها إلى تعليم مهنى فى حالة نجاحها سيتم تغيير نظرة المجتمع وولى الأمر للتعليم المهنى، على أن يتم اختيار مدرسة من كل إدارة تسمى بمدرسة التعليم الابتدائى المهنى كمنوذج تدريب، قائلة الهدف من دراسة تطبيق الفكرة هو الرقى بنظرة المجتمع للتعليم المهنى.
وقالت رئيس الإدارة المركزية، إنه سيتم وضع دراسة لتطبيق الفكرة على المدارس التى يتم اختيارها.
أما عن قوائم الانتظار الخاصة بطلاب مرحلة رياض الأطفال بالمدارس الرسمية "التجريبيات سابقا" قالت رئيس الإدارة المركزية، إن الأعداد الموجودة على قوائم الانتظار بجميع المحافظات لم تلتحق بمرحلة رياض الأطفال وصلت لأعداد مهولة، قائلة: "حدث ولا حرج ومفيش داعى نتحدث عن ذلك" فعلى سبيل المثال محافظة القاهرة بها قائمة انتظار وصلت إلى 10 الآف طفل لم يلتحقوا بمرحلة رياض الأطفال، وبررت رأنده ارتفاع أعداد قوائم الانتظار إلى أنه خلال الفترة الماضية كان يتم عقد اختبار لولى الأمر قبل إلحاق ابنه بالمدرسة وحصوله على مؤهل عال أو متوسط، وأُلغيت هذه الشروط بعد رفع أحد أولياء الأمور دعوى قضائية.
وذكرت رانده شاهين، أن وزارة التربية والتعليم تعمل الآن على تفعيل ما يسمى بنظام المتابعة والتقييم على مرحلة رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، لافتة إلى أنها ستعمم على 10 محافظات، على أن يتم عقد اجتماع مع مديرى المديريات ومسئولى التعليم بالمديريات لتحسين مستويات التعليم، والعمل على تحسين محاور التعليم سواء المعلم أو المتعلم أو المدرسة.
وكشفت رانده شاهين أن هناك مشكلة أخرى تواجه مرحلة التعليم الأساسى ورياض الأطفال تمثلت فى نسب العجز فى تخصصات المعلمين، لافتة إلى أن العجز فى معلمات رياض الأطفال وصل إلى 13 ألفا على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن وزارة التربية، بالإضافة إلى العجز الملحوظ فى معلمى الأنشطة والأخصائى النفسى، وتسعى الوزارة إلى حل المشكلات عن طريق تعيين الـ"30 ألف معلم" وإعادة توزيع المعلمين، وأيضا عودة التعاقد الذى كان يتم بالإدارات والمديريات والمدارس.
من جانبه قال هانى كمال، المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، إن مشكلة عدم تمكن بعض الطلاب فى المرحلة الابتدائية من إجادة القراءة والكتابة ليست وليدة اليوم، ولكنها موجودة منذ وقت سابق ومنذ سنوات عدة، لافتا إلى أن الوزارة طبقت برنامج القرائية والتى تعد هى المنوذج الأمثل للقضاء على مشكلتى القراءة والكتابة، موضحا أن قرابة الـ"7 ملايين تلميذ يستفيد من تطبيق برنامج القرائية من الصف الأول الابتدائى وحتى الشهادة الابتدائية على مستوى الجمهورية.
وبدوره يقول الدكتور أشرف محرم، أستاذ أصول التربية والسياسة التعليمية بكلية التربية جامعة عين شمس، إن المشكلة الرئيسية فى ظاهرة عدم إجادة الطلاب للقراءة والكتابة هى المناهج والكثافات المرتفعة فى الفصول، بالإضافة إلى أنواع التعليم الموجودة، لافتا إلى أن هناك بعض المدارس تصل فيها نسبة الكثافات إلى 100 طالب داخل الفصل، موضحا أن على الدولة أن تحسن أنواع التعليم المختلفة ومسمياته حتى ينعكس ذلك على ولى الأمر والطالب والمنظومة بأكملها لتحسين جودة التعليم.
موضوعات متعلقة..
"التعليم" تبدأ محطتها الأولى فى قطار امتحانات الثانوية.. 500 ألف طالب يسجلون الاستمارات إلكترونيا.. وإرسال أسماء أعضاء اللجان الفنية للأمن.. ولأول مرة توقيع الطالب على إقرار عدم اصطحاب محمول باللجنة
3 أزمات تواجه التعليم الأساسى.. 30% من طلاب الابتدائية لا يجيدون القراءة.. الكثافات المرتفعة وعدم القدرة على استيعاب أطفال الروضة مشكلة استعصت على الوزراء.. ودراسة تطبيق التعليم المهنى على الابتدائية
الثلاثاء، 20 يناير 2015 02:00 م
الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة