صرحت دكتورة إيناس شوقى لـ"اليوم السابع"، بأنها استعانت بدراستها للسينما والتلفزيون فى ورشة الدكتورة منى الصبان فى الإسكندرية لتعليم غير خريجى معهد السينما، فى مسرحية "البداية" لتقدمها كتجربة جديدة فى علاج الإدمان فى مرحلة التأهيل النفسى، وأن العمل يهدف إلى توعية الناس بحقيقة الإدمان، وأن علاجه لا يتم عن طريق العلاج الدوائى فقط ولكن يجب أن يعقبه التأهيل النفسى بعد أن يفيق ويتخلص جسم المريض من تأثير المادة المخدرة.
وتابعت أن العلاج التأهيل يتضمن ما يعرف بالعلاج المعرفى السلوكى، وأهم ما فى الأمر هو معرفة الدوافع التى جعلت المريض يعود مجددا لتعاطى المخدرات، وأنها اكتشفت من خلال متابعتها ورصدها لحالات الإدمان أن العلاج فى شكل جماعى هو الأفضل على الإطلاق بعد أن أثبت العلاج الفردى فشله، ويرجع ذلك إلى أن العلاج الجماعى يساعد على بث روح الأمل فى المرضى، وتحفيز بعضهم البعض على تحقيق الشفاء.
وقالت إنها اختارت أبطال العمل المسرحى من مجموعة مختلفة من مرضى الإدمان وسلوكياتهم متناقضة ومنهم الاندفاعى، والعقلانى، وآخر مصاب بالصدمة نتجية وفاة والدته، وكانت هناك بروفات مكثفة لمدة استمرت لأكثر من 3 شهور لتعليمهم وتدريبهم على كيفية أداء النص التمثيلى على خشبة المسرح، والذى تضمن بعض المواقف الكوميدية حتى تكون مقبولة وخفيفة على المشاهد وليست درامية بحتة، وأن آخر مشاهد العرض المسرحى كان تحول المريض لشخص عقلانى وطبيعى بعد أن تم شفاؤه، مشيرة إلى أن أبطال العمل لم يكن لديهم أى إحراج من تقديم العمل، وكانوا على استعداد تام ومتحمسين للفكرة حتى يثبتوا للمجتمع أنهم تخلصوا من كل مشاكلهم وأصبحوا أسوياء وقادرون على تقديم عمل جيد وهادف، ومؤهلين للانخراط فى المجتمع من جديد وأنهم ليسوا وصمة عار، بعدما كانوا يعانون من الرفض المجتمعى.
وأوضحت أن العرض تم تقديمه مؤخراً على خشبة مسرح مستشفى المعمورة بالإسكندرية بحضور عائلات أبطال العمل وبعض المرضى فى مرحلة التأهيل النفسى، وكان ذلك بناء على رغبة أبطال العمل، ليثبتوا لعائلتهم أنهم تخلصوا من مرضهم ومشاكلهم النفسية وأصبحوا نموذجا مشرفا، مشيرة إلى أن ردود الفعل حول العرض كانت إيجابية وحقق صدى كبيرا وكانت هناك فرحة غامرة من عائلاتهم.
وأكدت دكتور إيناس شوقى أنه بعد نجاح العلاج بالتمثيل فى تأهيل النفسى لمرضى الإدمان ستكرر التجربة بصفة دورية لحالات جديدة، وأنها ستقدم العرض الثانى للمسرحية بنفس أبطال العمل خلال الفترة المقبلة، وذلك على مسرح المستشفى.
وتابعت أنها ستبدأ الأسبوع المقبل فى تصوير فيلم وثائقى بعنوان "البداية" أيضا، من تأليفها وإخراجها، وتستعين من خلاله بمجموعة فنانين شباب لتعريف المجمتع بحقيقة المرض وكيفية التعامل معه، حتى تصل الفكرة للجميع من خلال عمل سينمائى بصورة أسرع وأشمل، مشيرة إلى أن مدة الفيلم 30 دقيقة ومن المقرر تصويره داخل المستشفى وبعض المشاهد الخارجية.
وأوضحت أن هدف العمل المسرحى والفيلم والثائقى هو التأكيد على أن العلاج الأسرى جزء مهم جد فى تأهيل حالات الإدمان، ولابد من أن تتفهم الأسرة لطبيعة المرض والتعامل معه حتى لا يعود أبناؤهم للإدمان من جديد، مشيرة إلى أن الترامدول والهيروين هما أكثر الحالات شيوعا فى مرضى الإدمان التى رصدتها، وأنهما متقاربان على المستوى النفسى، موضحه أن الهيروين يتسبب فى نقل "فيروس c والإيدز"، بسبب تبادل الحقن بين المتعاطين، أما الترامادول يتسبب فى تشنجات عنيفة بالجسم، وهو فى الأصل يستخدم لعلاج آلام العمود الفقرى والأورام السرطانية.
مشهد من مسرحية البداية
عرض البداية لحالات إدمان المخدرات
جانب من العرض
فريق العمل المسرحى
جانب من عرض البداية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة