شريف سعيد

قداس الدولة المصرية

الأحد، 11 يناير 2015 08:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعيدا عن زارعى عبوات الطاقة السلبية بدائية الصنع على مواقع التواصل الاجتماعى!! و بغض النظر عن الأبواق الإعلامية التى اعتادت أن تصف أى فعل لرئيس مصرى بأنه "تاريخى"!! إلا أن الزيارة المفاجئة للرئيس عبد الفتاح السيسى للكاتدرائية المرقسية وسط قداس عيد الميلاد تستحق فعلًا هذا التوصيف، ليس فقط لأنه أول رئيس مصرى يفعلها، ولكن لأن تلك الزيارة أيضا سيُستشهد بها فى التأريخ لرصد منحنى تطور حالة المواطنة المصرية، لذا تحتم كتابة بعض الهوامش بقليل من التأمل.

تغريد خارج السرب.. سواء بتحرره تماما من سقف "التوقعات"- زيارته للكاتدرائية جاءت متسقة مع ذات الثقافة التى دفعته لزيارة السيدة التى تم التحرش بها داخل ميدان التحرير- أو بتحرره من قيود "البروتوكول"- دخوله وسط القداس وارتقائه السلم لإلقاء كلمة من أمام الهيكل أشبه بصعوده سلم طائرة العاهل السعودى المريض فى مطار القاهرة- السيسى يُتقن فن خلط السياسة بالإنسانية من أجل الدولة المصرية.

حقن موضعى.. زيارة الكاتدرائية جاءت كمخدر سياسى عميق المدى لجرح أحداث ماسبيرو- الراسخة بالوجدان الجمعى- والتى يتجدد الحديث عنها بالحوارات الصحفية مع رؤوس الكنيسة قبل كل عيد، صرح البابا تواضروس قبيل عيد الميلاد بأن ماسبيرو "خدعة إخوانية" للشباب المسيحى ليزيد المشكلة بإثارة موجات عارمة من السخرية، وهذا هو الفارق بين تصريح رجل دين وفعل رجل الدولة.

توجيه حاسم.. لثقافة المصريين فى طريقها الطبيعى الصحيح، بعد التخبط الذى أصابها جراء حرب الفتاوى، بدءا من فتاوى السلفيين الذين حرموا تهنئة المسيحيين فى أعيادهم، وصولا لدار الإفتاء التى أجازت تهنئة غير المسلمين بألفاظ لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية، وسط كل هذا الضباب ظهر رئيس الدولة فجأة بالكاتدرائية ليقول: "أصل كان ضرورى يعنى إن أنا أجيلكم عشان أقول لكم كل سنة وانتو طيبين".

فى النهاية، بعيدا عن القيادى بالدعوة السلفية "سامح عبد الحميد" الذى استنكر زيارة الرئيس للكاتدارئية ونصحه بالتوبة إلى الله! وبعيدا عن "الأنبا بولا" رئيس المجلس الإكليريكى الذى قال عن ذات الزيارة: "فجأة رأينا المسيح داخل الكنيسة"!! بعيدا عن هذا أو ذاك، ولمن يريدون معرفة (لماذا) زار الرئيس الكاتدرائية؟؟ عليهم إدراك أن هذا القداس إن كان دينيا من أجل المسيح، فهو سياسى من أجل مفهوم الدولة، هذا الأمر سيتضح جليا بالرجوع إلى قداس عيد الميلاد فى 2012 حينما علا هتاف "يسقط حكم العسكر"، ومقارنته بهتاف قداس 2015: "إيد واحدة".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة