د. مصطفى الفقى يكتب: السيسى يحرص على الحديث للشعب بكل شفافية.. كلمات الرئيس تصل لقلوب الناس دون وسطاء.. واحتمال انقطاع الكهرباء بسبب أعمال تخريبية غير مستبعد

عندما كنت أعمل فى مؤسسة الرئاسة سكرتيرًا سياسيًا للرئيس الأسبق «مبارك» اتصلت به فى الثالثة صباحًا ذات يوم حيث أبلغته بأنباء غزو «صدام» «للكويت» والوضع الخطير الناجم عن ذلك، ولقد رد علىَّ الرئيس يومها وهو يخرج من نومه بمزيج من المفاجأة والدهشة، ولكنه استقبل الخبر بما يليق به من أهمية وخطورة، وعندما ذهبت فى الصباح إلى عملى انتقد كبار المسؤولين فى الرئاسة إيقاظى للرئيس فى تلك الساعة المبكرة من الصباح على خبرٍ يمثل مفاجأة له، وقالوا إن ذلك كان يمكن أن ينال من سلامته الصحية، وعندما راجعت الرئيس الأسبق فى ذلك قال إن هذا عملك وتلك مسؤوليتك ولو لم تفعل ذلك لكلفك الأمر موقعك!

تذكرت ذلك وأنا أرقب على شاشات التلفزة الكلمة الصريحة والواضحة التى وجهها رئيس الجمهورية المشير «عبدالفتاح السيسى» للشعب فى مواجهةٍ أمينة تتسم بالشفافية حول أزمة «الكهرباء» وانقطاعها فى الفترة الأخيرة، وقد كان الرجل صادقًا ونقيًا فى كل ما قال، وأيضًا عندما عرج فى نهاية كلمته إلى ظروف استشهاد بعض أبناء الوطن، وقد ترك الرئيس الباب مفتوحًا أمام احتمال تأثر الكهرباء بأعمال تخريبية عندما دعا المواطنين إلى اليقظة فى حراسة محطات الكهرباء، إذ إن «مصر» مستهدفة كما لم يحدث فى تاريخها كله وليس هذا سرًا فالكل يدرك الآن ذلك، ولقد اختار «السيسى» طريق التواصل المباشر مع شعبه مخترقًا «الحجاب الحاجز» من المسؤولين وعناصر «النخبة» فى السياسة والإعلام، لذلك تصل أحاديثه إلى قلوب الناس دون وسطاء، وتلك فى ظنى هى واحدة من أبرز أدوات «السيسى» فى السياسة والحكم.