بدأت اليوم بفندق سيتى سيزن بمسقط العمانية أعمال الندوة الإقليمية حول تحديد الأطر المفهومية والقانونية لصون التراث الثقافى غير المادى التى تنظمها وزارة التراث والثقافة لمدة ثلاثة أيام، فى إطار الحرص على تنفيذ القرار الصادر عن المؤتمر الثامن عشر للوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية فى الوطن العربي.
رعت حفل افتتاح الندوة الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم بحضور السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة.
وأكدت الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم أن إقامة هذه الندوة تأتى فى إطار اهتمام السلطنة بصون التراث الثقافى بشقيه المادى وغير المادى، مشيرة إلى أن السلطنة تعتبر من أوائل الدول التى صادقت على اتفاقية صون التراث غير المادى وكذلك من أوائل الدول التى سجلت رموزها فى قوائم التراث العالمية.
وأشارت إلى التوصيات الصادرة عن المؤتمر الثامن عشر للوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية فى الوطن العربى مبينة أن من تلك التوصيات تكليف منظمة الالسكو بالتعاون مع اليونسكو على عمل برامج تدريبية من أجل بناء قدرات الشباب فى الوطن العربى فى هذا الجانب.
وتناقش الندوة عدة محاور منها إعداد قانون نموذجى للتراث الثقافى غير المادى فى الدول العربية ودور المنظمات والمجتمع المدنى فى صون التراث الثقافى غير المادى إضافة إلى توحيد المفاهيم والمصطلحات فى الدول العربية فى ضوء الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافى غير المادى .. كما سيتم طرح أوراق العمل المحددة فى المحور ومن ثم سيتم تناول الموضوع فى هيئة تدريب عملى واستعراض تجارب الدول العربية وذلك بمشاركة جميع الحضور.
وتهدف الندوة إلى العمل على وضع قانون استرشادى للتراث الثقافى غير المادى فى الدول العربية تشترك فى صياغته جميع الدول العربية وقراءة واقع التراث غير المادى وعلاقته بالتنمية المستدامة فى الدول العربية ووضع برنامج يتوافق والمجتمعات العربية فى تنمية هذا القطاع وربطه بخطط التنمية فى كل دولة إضافة إلى وضع منهاج متكامل لصون هذا القطاع تشترك فيه المنظمات الإقليمية والدولية بجانب المؤسسات الوطنية فى كل دولة.
كما تهدف الندوة إلى العمل على رفع مستوى الوعى بأهمية هذا الإرث بصفته الهوية الثقافية وعنصر الوجود للمجتمعات والأفراد الحاملين للعنصر ودراسة متطلبات العمل الدولى وفق الاتفاقية الدولية لصون التراث غير المادى من أجل زيادة فاعلية الدول العربية وحضورها فى الاتفاقية.
وقالت الدكتورة حياة قطاط القرمازى مديرة إدارة الثقافة وبرنامج حماة التراث بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فى كلمة المنظمة أن سلسلة تحديات بناء القدرات العربية فى مجال التراث الثقافى غير المادى تندرج فى إطار ما توليه المنظمة من حرص دؤوب على تعزيز مكانة التراث وإيلائه المكانة التى يستحقها فيما ترسمه استراتيجيات عمل باعتباره رمز الذات فى منظومة التنمية المستدامة.
وأضافت أن الظروف الخاصة التى ألمت مؤخرا بمنطقتنا العربية تفرض علينا الوقوف بكل حزم للتصدى لكل ما من شأنه أن يقوض أسس وحدتنا الثقافية وتماسك شعوبنا مؤكدة على أن الالتفاف حول مورثنا الثقافى المشترك هو الذى يحول دون ذلك.
إن كل ما نعيشه اليوم من تحديات فى كنف ما حققه الإنسان من تقدم علمى وما أنتجته البحوث العلمية من تكنولوجيا سهلت حياة الإنسان وذللت صعوباتها يقوى إيماننا الراسخ بأهمية تنفيذ اتفاقية صون التراث الثقافى غير المادى لعام 2003م فى منظمتنا العربية.
من جانبه ألقى السيد سعيد بن سلطان البوسعيدى مدير دائرة الفنون الشعبية بوزارة التراث والثقافة رئيس اللجنة المنظمة للندوة فى كلمة لوزارة التراث والثقافة أوضح من خلالها أن هذه الندوة تأتى استكمالا لحلقات العمل التى نظمت فى كل من دولة قطر ودولة الكويت بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بهدف وضع أطر متكاملة لصون وحماية التراث الثقافى غير المادى من خلال إجراءات مدروسة ومنظمة تسهم بواقعية فى تحقيق الأهداف العامة فى مجالات التراث الثقافيغير المادى وتلبى طموحات المجتمع المدنى والممارسين والمحافظين على هذا الإرث الثقافى .
وأوضح أن السلطنة ماضية فى وضع البرامج والتشريعات المتعلقة بالتراث الثقافى غير المادى امتثالا للتوجيهات السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم / حفظه الله ورعاه/ المتعلقة بربط الحاضر بالماضى وجعل التراث الفكرى والثقافى للمجتمع العمانى قاعدة أساسية للانطلاق فى بناء دولة عصرية.
من جانبه أكد محمد بن سليم اليعقوبى أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم فى كلمة اللجنة انعقاد هذه الندوة يأتى ضمن سلسلة برامج تقوم بتنفيذها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حرصا منها على أهمية إبراز هذا التراث العربى الأصيل وضرورة المحافظة عليه وصونه وضمان ديمومته واستمراريته جيلا بعد جيل والحرص على أهمية تدريب العاملين فى هذا القطاع.
وأضاف أن السلطنة تعتبر من أوائل الدول العربية التى بادرت بالتصديق على اتفاقية التراث الثقافى غير المادى لدى منظمة اليونسكو فى عام 2008 مما مكنها من تسجيل عدد من رموزها التراثية فى القائمة الدولية لصون التراث الثقافى غير المادى الأمر الذى جعلها فى طليعة قائمة التسجيل بين دول المجموعة العربية ومكن ابناءها العاملين على تسجيل هذا التراث من اكتساب الخبرة والمهارة فى اعداد الملفات وفق المعايير المطلوبة للتسجيل بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والوفد الدائم للسلطنة لدى منظمة اليونسكو.
بدء أعمال الندوة الإقليمية حول صون التراث الثقافى بعمان
الإثنين، 08 سبتمبر 2014 07:54 م