فتحت قيادات الدعوة السلفية النيران على تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق المعروف باسم "داعش"، واصفة زعيمه أبو بكر البغدادى بالشخص المجهول، مؤكدين أن تنظيم داعش شوّه الإسلام أكثر من أعداء الإسلام.
وقال الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية فى بيان حمل عنوان "الخلافة الإسلامية بين الحقيقة والخيال" :"تعرضت قضية الخلافة الإسلامية منذ إعلان إلغائها إلى عصرنا هذا، لخطرين كبيرين من اتجاهين متضادين غاية التضاد: فريق يرى أنها صارت دربًا من الخيال، وفى ذمة التاريخ كما يقولون (أى: ذهبت إلى غير رجعة)، والبعض يراها مشروعًا "إخوانيًا" أو "إرهابيًا" يستحق التجريم! ونسى هؤلاء أو تناسوا أن هذا الأمر جزء من الشريعة العظيمة التى جاء بها "محمد صلى الله عليه وسلم"، تعبر عن وحدة الأمة الإسلامية وكيانها، وأن هذا الاسم هو الذى سمى به رسول الله صلى الله عليه وسلم نظام الحكم الإسلامى من بعده، فى الحديث الصحيح قال: "تكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم تكون ملكًا عاضًا، ثم تكون ملكًا جبريًا، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة".
وقال "برهامى" :"أما الفريق الآخر، يجعل الاسم الشريف مصيدة للشباب المتحمس من أنحاء العالم الإسلامى، المتشوق إلى عزة الإسلام ووحدة المسلمين، لكن بلا بصيرة فى الشرع أو الواقع أو التاريخ أو حتى السياسة، وغاب عن هؤلاء أن شريعة الإسلام ليست مجرد الإعلانات أو ارتكاب المجازر باسم الشريعة أو سفك الدماء المعصومة باسم الجهاد فى سبيل الله، أو تقطيع الأيدى والأرجل والرؤوس باسم إقامة الحدود؛ والحقيقة أن الشريعة والجهاد والحدود الشرعية بريئة تمام البراءة منهم.
وانتقد "برهامى" أبو بكر البغدادى زعيم داعش قائلا :"ثم قُتل الزرقاوى، وترك خلفًا له "أبو حمزة المهاجر" الذى ترك الأمر "لأبى عمر البغدادى"، وقتل هذان أثناء اجتماع لهما مع القادة، ثم بأصابع خفية قُدم من سموه "أبو بكر البغدادى" الذى لم يعرف له تاريخ فى العلم حتى يُعرف منهجه، فى الدعوة حتى يُعرف اسمه ووعيه وكفاءته، أو تاريخه فى التربية والإصلاح حتى تعرف قدرته وورعه وزهده وعبادته ونشأته، وتاريخه فى الجهاد ليعرف فقهه وورعه وعمله وأمانته وعفته، بل شخص مجهول، فلا رصيد ولا تزكية من أحد موثوق به.
وأضاف:"فأى دولة إسلامية هذه؟! وأى إقامة للشرع ما حدث ويحدث؟! فضلًا عن أن تكون خلافة إسلامية، وهل تجد تشويهًا لصورة المسلمين والعمل الإسلامى أعظم من ذلك؟! لو بذل أعداء الإسلام جهودهم خمسين سنة ما أظن أن يصلوا إلى ما وصل إليه هؤلاء".
ومن جانبه قال المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمى للدعوة السلفية إن تنظيم "داعش" ينتمى إلى ما يعرف إعلاميا بالسلفية الجهادية، ورغم شرف الوصفين "السلفية" و"الجهاد" إلا أن بعض من ينتسب إلى هذا التيار يضر بهما معا حينما يغفل الشروط الواجب توافرها لكى يكون "القتال للجهاد، مشيرا إلى أن منهم فئات من غلاة التكفير ممن لديهم تعطش للدماء، وعندما تبنت القاعدة ضرب المصالح الغربية حتى فى بلاد المسلمين، انتمى لهذا التيار بعض من يقولون بتكفير حكام المسلمين قاطبة – دون التحقق من وقوع كل فرد فى عمل مكفر مع ثبوت الشروط وانتفاء الموانع -، بل ناصبوا السلفيين العداء لأنهم يطبقون القواعد الشرعية فى العذر بالجهل.
وأضاف فى بيان نشر على الموقع الرسمى للدعوة السلفية أنه شاعت فى كثير من طوائفهم متسلسلة التكفير، بالاستعمال المتعسف لقاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر، وبواسطتها كفر كثير منهم قوات الجيش والشرطة فى البلاد الإسلامية، وبعضهم يكتفى بهذا القدر، بينما يصل البعض الآخر بغلوه إلى درجة تكفير عموم المجتمعات الإسلامية، وعندما يصفهم أهل السنة بأنهم خوارج؛ ينبرون للدفاع عن أنفسهم وربما دافع البعض عنهم بأنهم لا يكفرون مرتكب الكبيرة، وربما يكون هذا صحيحا، ولكن من الذى حصر بدعة الخوارج فى تكفير مرتكب الكبيرة.
وأوضح الشحات أن بدعة الخوارج هى تكفير المسلم، سواء كان هذا عن طريق الغلو فى حكم مرتكب الكبيرة، أو من خلال الغلو فى معنى الولاء والبراء، أو فى معنى الحاكمية، ومن ثم تراهم يتعمدون الكلام المجمل على أهمية هاتين القضيتين – وهما من الأهمية بمكان ولا شك- ولكن يجب أن ندرك أن إدخال الناس فى الإسلام وإخراجهم منه ليس بالتشهى والهوى، وأن الموالاة مثلا منها ما هو موالاة كفرية، ومنها ما هو موالاة محرمة وإن لم تصل إلى حد الكفر، فضلا عن أن هناك أمورا ليست من الموالاة وربما اشتبهت بالموالاة على بعض من كان عنده شبهة أو هوى أو جمع بينهما، ومن البدع التى تنتشر فى هذه الاتجاهات: التكفير باللوازم، وقد بلغت داعش فى ذلك درجة من الغلو إلى حد تكفيرهم لكل من أسر لدى الأمريكان ثم أفرج عنه! بدعوى أنهم لا يفرجون عنه إلا لعمالته مع أن هذا ينطبق على زعيمهم أبو بكر البغدادى.
وأشار إلى أن غلو داعش فى التكفير قد تضاعف بعد إعلانهم عن دولتهم المزعومة، إذ زادت الأمور التى تستلزم الكفر عندهم لازما، وهو الامتناع عن بيعة دولتهم، إذ يرون أن مثل هذا الأمر لا يصدر إلا عن نفاق وزندقة.
موضوعات متعلقة..
صحيفة: مصر والسعودية والإمارات مستعدة لمواجهة داعش بعيدا عن أمريكا
بالفيديو.. داعش تعتدى على جندى ل4بنانى لنقل رسالتها لقائد الجيش اللبنانى
السلفيون يفتحون النيران على "داعش".. ياسر برهامى: شوّه الإسلام أكثر من أعدائه.. وأبو بكر البغدادى شخص مجهول.. والمتحدث باسم الدعوة السلفية: تنظيم الدولة الإسلامية متعطش للدماء
الإثنين، 08 سبتمبر 2014 05:29 م