مركز النمو يتكون من خلايا غضروفية تتكاثر ثم يتم ترسب الكالسيوم فى هذه الخلايا وحولها ثم تتحول إلى عظام، لينتج عنها زيادة فى طول العظام، وتوجد مراكز النمو فى أطراف العظام ويساهم تكاثر الخلايا فيها وتحولها إلى عظام، أن يزيد طول و سمك العظام بالتدريج.
ومن أكثر مراكز النمو التى تلعب دورا أساسياً فى طول الإنسان مراكز النمو حول الركبة، وهما مركزان أساسيان، واحد منهما فى الطرف السفلى من عظمة الفخذ والآخر فى الطرف العلوى من عظمة الساق، هما مسئولان عن زيادة طول الإنسان حوالى واحد ونصف الى 2 سنتيمتر فى العام الواحد.
وتستمر هذه الزيادة فى الطول إلى أن يصل الإنسان إلى سن البلوغ، وهو حوالى 14 الى 16 سنة فى البنات، و16 إلى 18 سنة فى الأولاد، بعدها يتحول مركز النمو إلى عظام بالكامل وتختفى الخلايا الغضروفية وتتوقف عن التكاثر.
ويمكن أن تتسبب إصابات مراكز النمو حول الركبة فى حدوث كسور حول الركبة أو التهابات صديدية فى هذا المكان أو بعض الجراحات بالطرق القديمة و جراحات الرباط الصليبى فى الأطفال، كما يمكن أن تكون هذه الإصابات نتيجة عيب خلقى أو عيب فى تطور هذه المراكز.
وهذه العيوب يمكن أن تظل غير واضحة لفترات طويلة ثم تظهر عند سن 10 سنوات أو 12 سنة مثل بعض أنواع مرض بلاونت وبعض أنواع التصاق الفخذين، ويجب تقييم هذه الحالات جيدا بعمل أشعات مقطعية لقياس زاوية الاعوجاج، حيث إن قياس الزاوية على الأشعات العادية لا يكون بالدقة الكافية، كما أن تقييم طول الساقين بالفحص الطبى لا يكون دقيقا بما فيه الكفاية، فيجب الاعتماد على الأشعات المقطعية فى هذه الحالات.
وتجدر الإشارة أيضاً أن التحاليل والأشعات الأخرى تكون مطلوبة، لتحديد السبب، وبالتالى وضع خطة العلاج الصحيحة وتحديد موعد العلاج، وتحتاج أغلب هذه الحالات إلى علاج جراحى لمنع تطور التشوه إلى خشونة مبكرة فى المفاصل أو لمنع تأثير هذا التشوه على طول الساق أو على ميكانيكية حركة المفصل.
والجراحات فى هذه الحالات قد تكون بجراحات بسيطة مثل جراحة تعديل سرعات النمو، وهى جراحة بسيطة تسمح للمريض بالرجوع لحياته الطبيعيه دون أى تعطيل وبجرح صغير جدا لا يتعدى السنتيمتر، ولكن هذه الجراحة يجب عملها فى أثناء مراحل النمو قبل البلوغ وهناك جراحات أخرى تستلزم عمل شق بالعظام لإصلاح الاعوجاج وتثبيته إما بشرائح ومسامير أو فى الحالات المتقدمة، يكون العلاج بالمثبتات الخارجية.
وعلى الرغم من أن المثبتات الخارجية قد تحمل معها بعض المعاناة للأهل والطفل، لكن فى بعض الحالات نضطر إلى استعمالها لتعويض القصر أو لإصلاح اعوجاج شديد، لكن بصورة عامة نسبة نجاح العلاج لهذه الحالات عالية، بشرط أن يتم العلاج الصحيح بالخطة الصحيحة فى العمر المناسب دون تأخير.
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
كسور مركز النمو فى الاطفال
د خالد عمارة استاذ جراحة العظام يكتب:كسور مركز النمو في الاطفال من الكسور التي تحتاج الى متابعة و عناية خاصة و أغلب الكسور في الأطفال لا تواجه مشكلة في إلتحام الكسر . لكن المشكلة التي قد يواجهها الطفل هي تأثر مركز النمو مما قد يؤدي الى تشوهات او قصر الععظام في المستقبل نتيجة النمو بطريقة غير طبيعية و اغلب حالات اصابات مركز النمو يتم تشخيصها بالمتابعة على المدى الطويل و يمكن علاجها بجراحات إصلاح التشوهات او الجراحة الميكروسكوبية لإزالة التكلسات التي تمنع مركز النمو من النمو بطريقة طبيعية و بعد ازالة التكلسات يتم زراعة مواد لمنع تكرار تكون هذه التكلسات و تقييم هذه الحالات يعتمد على الاشعات المقطعية و الرنين المغناطيسي و تختلف نسبة نجاح هذه الجراحات حسب شدة الاصابة و عمر الطفل