أعلن توماس دى ميزير، وزير الداخلية الألمانى، أن حكومة بلاده لا تقبل بظهور ما سمى بـ"شرطة الشريعة" وستتحرك ضدها، بعد ساعات من إعلان إسلاميين متطرفين تأسيسها، فى شوارع مدينة فوبرتال غرب ألمانيا.
وقال وزير منتمى إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحى الديمقراطى، فى مقابلة مع صحيفة "بيلد"، إنه "لا صبر على الشريعة على الأرض الألمانية، ولا يجوز لأحد أن يسمح لنفسه بإساءة استخدام الاسم الجيد للشرطة".
فيما قال وزير العدل الألمانى، هايكو ماس، إن ألمانيا دولة قانون "وهى فقط المسئولة عن تطبيق القانون وليس مجموعة تطلق على نفسها شرطة الشريعة"، موضحًا أن بلاده لن تسمح بوجود نظام عدالة "موازٍ" للنظام القائم فى البلاد.
بينما أعلنت الشرطة الألمانية، أن أفرادًا من الإسلاميين المتطرفين ظهروا مرارًا فى شوارع مدينة فوبرتال غرب ألمانيا، باعتبارهم "شرطة الشريعة"، مشيرة إلى أنهم ينظمون دوريات حراسة من جانبهم ليلا فى أرجاء المدينة لمراقبة السلوكيات فيها، وقالت متحدثة باسم الشرطة الألمانية أول أمس الجمعة فى فوبرتال بولاية شمال الراين ويستفاليا، إن هؤلاء السلفيين يرتدون سترات برتقالية اللون كتب عليها باللغة الإنجليزية "شرطة الشريعة".
أضافت المتحدثة، أنه تم تحريك دعوى قضائية ضد 11 شخصًا منهم بتهمة انتهاك قانون تنظيم التجمعات، وتم التثبت من هوياتهم الشخصية، موضحة أن هؤلاء تتراوح أعمارهم بين التاسعة عشرة والثالثة والثلاثين لم يقبض عليهم - كما أنه لم يبد هناك مبرر قانونى للسلطات لضبط السترات التى كانوا يرتدونها.
وكثفت الشرطة، من تواجدها وسط المدينة كما طلبت من المواطنين الاتصال بها حال الارتياب فى شخص ما على رقم مخصص للشرطة، كما أعلنت رئيسة شرطة فوبرتال بيرجيتا رادرماخر بوضوح "السلطة الوحيدة المخولة بحفظ النظام والأمن هى الدولة، ولن تسمح الدولة بممارسة أعمال من شأنها الترهيب أو البلبلة أو الاستفزاز".
وقال ممثل للادعاء العام فى فوبرتال: "هذه السترات سنعتبرها نوعا من الزى"، مشيرًا إلى أنه حال وجه مرتدوها إلى الشباب أمرًا بعدم التوجه إلى مرقص ديسكو مثلاً، فسوف ينظر فيما إذا كان قد صاحب ذلك نوع من الإجبار.
وقال ممثل الادعاء العام، إن "مجرد تقديم نصح دينى لا يعتبر فعلاً مجرمًا يعاقب عليه القانون فى ألمانيا".
كان حراس الأخلاق الذين يطلقون على أنفسهم هذا الوصف ادعوا من خلال منشورات صفراء، الحق فى "منطقة تحكمها الشريعة"، حيث ثبت أنهم أرادوا بذلك تطبيق القواعد السلوكية للمسلمين، والتى تتمثل فى منع المشروبات الكحولية، ومنع القمار والميسر، ومنع الموسيقى والحفلات الموسيقية، بالإضافة إلى منع الصور العارية والدعارة وتعاطى المخدرات.
وكان السلفيون بثوا على شبكة الإنترنت شريط فيديو من عدة دقائق يبين مطالبهم، ووصفته الشرطة بأنه محاولة دعائية لتجنيد أنصار.
أخبار متعلقة:
ألمانيا تعلن اعتزامها التحرك ضد "شرطة الشريعة"
التطرف يصل قلب أوروبا.. ألمانيا تعلن الحرب على "شرطة الشريعة".. والداخلية: لن نقبل بظهورها وسنتحرك ضدها.. ووزير العدل: الدولة مسئولة عن تطبيق القانون وليس المتطرفون.. ولن نسمح بوجود نظام عدالة "موازٍ"
الأحد، 07 سبتمبر 2014 01:40 ص