هى الآن غزة
لا تحتمى بسواها
ولا تقرأ الصحف البالية
هى الآن تكتب من دم أبنائها العاشقين
نشيدا جديدا
وترسم خارطة عالية
هى الآن تختصر الزمن العربى
وتحمل أسماءنا كلها
مزنّرة بالرصاص
ومحروسة بنشيج القلوب
وتمنحنا بعد طول انتظار
صراط الكرامة
فى اللحظة الدامية
هى الآن غزة
فوق البلاد جميعا
وأول باب إلى جنة الله
واللهفة الحانية
خذوا ما يليق بأسمائكم
من غناء
ومن أوسمة
خذوا فرح العائدين القدامى
خذوا لهفتي
كى أظل هنا
أو أظل هناك
رسولا يبشر بالنصر
حين تنام السماء
على كتف امرأة فى حقول الندى
تمنح الأرض أطفالها
فتبكى السماء
ويختصر البحر ليل المخيم
فى رحلة ثانية
غزة الآن
واحدة من بنات دمى
غزة الآن
أيقونة الروح
شمس البلاد التى لن تغيب
ورايتها الواحدة
حين يغدو المخيم
أقرب من نبض أمى
وأفصح ما قال أهلى من الشعر
أجمل ما رسمته بنات المدارس
فى دفتر الحلم
أعلى من الغيم
أنبل من ذكريات أبى
فى مساء البلاد البعيدة
غزة الآن
بنت الرياح
وبنت الصباح
وبنت الكلام المباح
ووارثة الحلم
إذ بايعتها خيول القبيلة
والسرو
والحجر المستفز
وسرب العصافير
والحالمون بكل فلسطين
من لحظة الوهم
حتى انتصاب الحقيقة
فوق صفيح المخيم
والقرية النائية
هشام عودة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة