يبدو أننا قد تعودنا على انتظار وقوع الكوارث دون محاولة التنبؤ واستخدام أساليب الوقاية، ولم نضع أسلوب الوقاية ضمن قواميسنا، فعلى الرغم من إعلان مديرية التربية والتعليم ببنى سويف الانتهاء من ترميم وصيانة 39 فصلا واستعدادات جميع مدارس المحافظة لانطلاق العام الدراسى الجديد إلا أن الوضع فى الطبيعة يختلف تماما، فهناك العديد من مدارس المحافظة متهالكة ومقاعدها أثرية والبعض الآخر أكلته مياه الصرف الصحى والمياه الجوفية.
اليوم السابع رصد تهالك وتصدع بعض المدارس بالمحافظة، ففى قرية تزمنت الشرقية التابعة لمركز بنى سويف والتى تسمى بقرية "العلم"، نظراً لارتفاع نسبة التعليم بها "قرية أحمد عابدين وزير التنمية المحلية الأسبق" توجد مدرسة تزمنت الابتدائية للبنات، والتى تضم أكثر من 500 طالبة من بنات القرية والتى يرجع تاريخها إلى عام 1962 فمشاكل المدرسة لا تعد ولا تحصى خاصة أن المدرسة لا يوجد بها دورات للمياه والتى هى بمثابة شىء مهم خاصة لطالبات المرحلة الابتدائية، ناهيك عن عدم وجود فناء للمدرسة والفناء الموجود خاص بمدرسة الناصر الإعدادية بنين، مما يؤدى لكثير من المشاكل بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور نتيجة الاختلاط بين الطالبات وطلاب الإعدادى كما أن أثاث المدرسة لا يستوعب عدد طلابها وكثافة الفصول عالية جدا.
ويقول محمود محسن ولى أمر إن تلميذات المدرسة تودعن أهليهن كل صباح بالقبلات ونطق الشهادة قبل الذهاب للمدرسة والتى يقع خمسة فصول ملحقة بها تابعة لمبنى أهالى من الأعيان من أيام الخمسينات وفصوله عبارة عن حجرات صغيرة لا تتعدى الـ3 أمتار فى 3 أمتار، مبنية بالطوب اللبن، حيث ينتشر بداخلها الثعابين والحشرات واصقفها مشققة مهيئة للسقوط فى أى لحظة، كما أن كثافة الفصول تزيد على 50 تلميذة فى الفصل الواحد.
ويضيف مدرسو المدرسة أنه لا يوجد أثاث للمدرسين الذين يتخذون من الحجارة والطوب الأسمنتى مقاعد لهم مؤكدين أنه تمت مخاطبة قسم الأبنية التعليمية بالإدارة مرات عديدة دون جدوى قائلين "توجهنا إلى هيئة الأبنية التعليمية ببنى سويف وأرسلنا بعض الشكاوى للمسئولين وكالعادة لم يتحرك أحد".
الطامة الثانية وهى موجودة فى قرية باروط التابعة لمركز بنى سويف ذات الكثافة السكانية المرتفعة، فهناك المدرسة المشتركة 2 والتى تغمرها المياه الجوفية مما أدى إلى تهالك الحوائط وسلالم المدرسة والفناء.
ويقول باسم على أحد أولياء الأمور إن السلالم المؤدية إلى الأدوار العليا متهالكة من كثرة تشعب المياه بداخلها ومديرية التربية والتعليم على دراية بذلك، مشيراً إلى أن السلالم تتساقط تحت أرجل الأطفال كل يوم وحديد التسليح أصبح ظاهرا كالشمس ويملأه الصدأ.
وفى قرية مهدى الأخرم التابعة لمركز الفشن جنوب المحافظة رصدت كاميرا اليوم السابع إزالة المدرسة الابتدائية والتى تم إنشاؤها عام 1995 بعد أن أصبحت آيلة للسقوط وإلحاق تلاميذ المدرسة بالمدرسة الإعدادية بالقرية لتعمل المدرسة على فترتين وأصبحت المدرسة الابتدائية مقلب للقمامة والبلطجية ومتعاطى المخدرات.
أما مدرسة الفشن للصم والبكم والذى سقط سقف الطابق الثانى والثالث بالمدرسة قبل دقائق من دخول الطلاب المدرسة فى الصباح منذ عامين وأنقذت العناية الإلهية أكثر من 200 طالب تم نقلهم لمدرسة النصر الابتدائية، إلا أن الوضع لم يتغير حتى الآن والمدرسة مازالت متهالكة.
وفى قرية منقريش بمركز بنى سويف يقول سعد محمود أحد أهالى القرية إن المدرسة الابتدائية والتى تضم 12 فصلا حيث تصدعت إبان زلزال 1992، وتمت مخاطبة المسئولين لإحلال وتجديد المدرسة منذ خمس سنوات ولا مجيب حتى إن دورات المياه بالمدرسة قد ألغيت تماما، بسبب عدم وجود صرف صحى.
أما قرية طما فيوم التابعة لمركز إهناسيا غرب المحافظة فأكد أهالى القرية تصدع المدرسة الإعدادية وأسوارها نتيجة أعمال الحفر التابعة لأحد شركات البترول منذ 10 سنوات بالعمل داخل وحول القرية، مشيرين إلى إغراق مدرسة الفصل الواحد بالمياه الجوفية والتى أدت إلى تهالك الحوائط والأرضيات.
من جانبه أكد المستشار مجدى البتيتى محافظ بنى سويف أهمية إيجاد حلول ابتكارية لأى مشاكل أو معوقات قد تعرقل سير العملية التعليمية وضرورة استعداد جميع المدارس لاستقبال الطلاب والاهتمام بنظافة المدرسة (الأبنية، الديسكات، دورات المياه، الأحواش) لتحسين صورتها فى نظر التلاميذ ومساعدتهم على الانتظام فى العملية التعليمية.
وأوضح المحافظ فى بيان إعلامى أن خطة الأبنية التعليمية للعام المالى 2014/2015 تتضمن إنشاء وتجديد 23 مدرسة فى مختلف المراحل التعليمية ابتدائى وإعدادى و ثانوى عام وفنى، وذلك ما بين إنشاء جديد وإحلال كلى وإحلال جزئى وتوسعة بمعدل 13 مدرسة إنشاء جديد ومدرستين إحلال كلى ومدرسة واحدة إحلال جزئى بالإضافة إلى توسعة 7 مدارس، وذلك فى إطار خطة الدولة للاهتمام بالعملية التعليمية.
المياه الجوفية تغرق الفصول
مستنقعات من المياه الملوثة داخل مدرسة باروط المشتركة
المدرسون مهددون بالعدوى من المياه الجوفية الناقلة للأمراض
تسرب المياه داخل الجدران يهدد بحدوث كارثة
جدران الفصول هشة وقابلة للانهيار فى أى لحظة
فناء المدرسة وترشيح المياه الداخلية به
المياه تعيق التلاميذ من دخول الفصول
دورات مياه المدارس مغلقة لعدم وجود الصرف الصحى
مدارس متهالكة وإهمال شديد
المنازل المجاورة بالمدرسة مهددة بالانهيار على التلاميذ
يافطة مدرسة مهدى الأخرم الدليل الوحيد على وجود مدرسة بالمكان
مدرسة مهدى الأخرم تتحول إلى مقلب قمامة
مدرسة الفصل الواحد بطما فيوم تغرق فى مياه الصرف
مدرسة الصم والبكم بالفشن والمصير المجهول
موضوعات متعلقة..
مديرة مدرسة ببنى سويف تبلغ الشرطة عن وجود مولوتوف بحوزة طلاب
مدارس بنى سويف فى انتظار المجهول.. تلاميذ مدرسة تزمنت الابتدائية يودعون أهاليهم بنطق الشهادتين.. المدرسون يستخدمون الحجارة مقاعد لهم.. المياه الجوفية أكلت سلالم وجدران الابتدائية المشتركة بباروط
السبت، 06 سبتمبر 2014 11:44 م
مدرسة الصم والبكم بالفشن والمصير المجهول
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة