محمد صبرى درويش يكتب: كيف نحمى البلاد العربية من خطر التقسيم؟

السبت، 06 سبتمبر 2014 12:04 م
محمد صبرى درويش يكتب: كيف نحمى البلاد العربية من خطر التقسيم؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يؤلمنا جميعاً ما يحدث من إرهاب حولنا فى بلاد عربية كانت يوماً مهد حضارةٍ وعلم، كانت تنبض بالنبض العربى وتمثل مراكز إشعاع وثقافة يقصدها مثقفو العرب، ناعمةً هى بأزهى عصور الاستقرار والأمن، ومحاطةً بدفء أبنائها باختلاف دياناتهم وألوانهم وتوجهاتهم الفكرية.

ننظر حولنا اليوم نجد بلاداً عربية يُرهب مواطنوها ويُزعزعُ أمنهم، ويَلقى بعضهم حدفه، ومن كان ذا حظ فهو يُشرد ويُنفى من أرضه، ننظر حولنا اليوم نجد عراقاً أسيراً يُقسم على أسس دينية حتى لا يعود إليه توحده يوماً ما، نجد ليبيا غارقة فى بحور من دماء أبنائها وسوريا مكلومة فى إرهابٍ دنس أرضها وعكر صفو سمائها، ويمنٍ تَقاتلَ أهلها فى نزعةٍ من تطرفٍ وتشددٍ ونظرةٍ براقةٍ لتكوين دويلات خُطط لها من الخارج وللأسف جاء بعض أبناء الوطن ليُنفذوا مخطط الخارج معتقدين أنهم يُسدون خدمة جليلة لدينهم وابتغاء وجه ربهم.

وأنا أريد أن أتحدث هنا من واقع واقعنا المرير، ولنضع الصراحة نصب الأعين، نحن الآن أمام بلاد بدأ تقسيمها بالفعل وبلاد أخرى على وشك التقسيم وبلاد تُعافر من أجل البقاء ليس أكثر، ولكن حتى لا نبكى على اللبن المسكوب يأتى السؤال المهم هنا وهو:
كيف نحمى البلاد العربية من خطر التقسيم؟

والإجابة بمنتهى البساطة هى توقيع اتفاقيات دفاع عربى مشترك من خلال مجلس أمن وسلم عربى يكون خاضعاً لجامعة الدول العربية، ويكون للاتفاقيات هدف أسمى وهو إزالة أى تهديد خارجى على أى دولة عربية (كالعدوان)، وإزالة أى تهديد داخلى فى أى دولة عربية (كالإرهاب) شريطة طلب الدولة المتضررة ذلك.

وأنا لستُ خبيراً عسكرياً أو استراتيجياً لأضع ملامح هذه الاتفاقيات، ولكن بقراءة التاريخ نجد أن العرب حينما يتحدون، فهم يُذيبون أعتى الحصون التى تقف عقبة أمامهم، والتاريخ الحديث ملىء باتحادات العرب التى كانت تمثل ضربات قاسية شكت منها أعتى قوى العالم فضلاً عن شكوة أعدائهم.

لو تم تطبيق سياسات الدفاع العربى المشترك من خلال قانون ولائحة تنفيذية لجامعة الدول العربية وبدأ هذا الدفاع بملف الإرهاب دولةً دولة، فأنا أعتقد أن التدخل العربى لوئد الإرهاب سيكون محفوفاً بالفوز والحظ الوفير، بل ومع أول تدخل فى أول دولة تُعانى مآسى الإرهاب، فسيُذيب هذا التدخل إرهاب دول كثيرة أخرى دون التدخل الفعلى فى محو إرهابها، فالإرهاب جبان يندثرُ وقتما يُرهب.

البلدان العربية كى تُحمى من خطر التقسيم يجب إزالة كل إرهاب عالقٍ بها ومحوه، عن طريق الدفاع العربى المشترك داخل إطاره الشرعى "جامعة الدول العربية"، ثم إحلال أنظمة حكم جديدة تستحوذ على وفاق وطنى من كل أبناء الدولة المتضررة، حتى تنطلق تلك الدول بسواعد كل أبنائها وهم مُصرون على أنه لا عودة لإرهاب جديد يُدنس أرضهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة