- تصدير إجبارى لمنتج الكرة إلى دول "الاستعمار الكروى" يحقق كل المكاسب ويسقط حق الشعوب
يبدو أن حالة إعادة التقسيم التى تسعى إليها القوى العالمية لغرض سيطرتها على الكرة الأرضية وتحديداً الجزء الذى يطلق عليه الشرق الأوسط، وبتوسع أكثر دول العالم الثالث التى يجب أن تستنفذ ثرواته، لن تنجوا منها كرة القدم، التى أصبحت واحدة من الأنشطة الاقتصادية التى يطلق عليها "قاطرة" لأى اقتصاد، حال توافر المادة الخام لهذه الصناعة، وعلى رأسها وأهمها "البشر".. اللاعبون، وبالطبع مناجم هذه الدول تعج بهذه المادة الخام، وجيناتها تحوى الجلد والإبداع والقوة والذكاء الفطرى المعتمد على ندرة الإمكانيات بخلاف وفرتها فى أوروبا والست أمريكا.
أقول قولى هذا، بعدما نشاهد فى قارتنا السمراء إفريقيا.. وشرق أوسطنا، بما فيه عرب آسيا بالطبع.. ولعل هذا يفسر أن كل الدول التى نرصدها يوجد بها نجوم ممن تعشقهم الجماهير يعتنقون أفكاراً لكل التيارات المخربة، ليحدث حالة فرقة بين الجميع.
الربيع العربى أجهز.. أو كاد أن يجهز على الكرة التونسية، بسبب سيطرة الإخوان، ودون دخول فى تفاصيل رأينا نفس المشهد "معارك" فى الملاعب، على الفور اللعب بدون جمهور، عقب التجميد قليلاً، ثم سيطرة التفجير هنا وهناك، وما يتبع ذلك من قصور مادى يضطر النجوم إلى هجرة الملاعب.
المشهد نفسه سيطر على المحروسة، وها نحن نعيش ثلاثة مواسم سوداء، بدأ الأهلى والزمالك أثرياء اللعبة يشكون الفقر، وتكاد تغلق مصانعهم - ملاعبهم - البداية من مجزرة استاد بورسعيد، ثم وفاة مشجع وايت نايتس، ثم إشعال النار فى الملاعب، وإحراق الأتوبيسات، مروراً بالخرطوش، والسلاح الأبيض وكل الألوان.
يا سادة الفاعل فى كل الأحوال مجهول.. لكنه معلوم، ومعروف عايز إيه، وتذكروا اختراع "شارة رابعة"، ثم تصديرها للملاعب.. وآخرها محاولات ذرعها فى المغرب وتصدير صورة المشجع مع المعلم شحاتة رافعاً "رابعة".
الأمر نفسه حدث فى ليبيا عقب ثورتها التى فشلت هى الأخرى، والآن توجد مطالبات، ستتحول إلى أفعال لنقل كأس إفريقيا 2017، التى كان مقرر أن تقام فى الشقيقة ليبيا، لاحظوا أن قبلها لعب المنتخب اليبيى تصفيات المونديال خارج ملعبه.
لأن الربيع العربى والحمد لله لم تنتقل عدواه إلى الشقيقة الجزائر، جاء الدور للعب على هذه المساحة المتماسكة حتى الآن، التى كانت قد دفعت ثمن تجارة المتأسلمين لمدة 10 سنوات من دماء أهلها.
صعب اختراق الجزائر، فجاءت لحظة لاستغلال الموقف، حين افتعل مأجورين اندسوا فى وسط جماهير مباراة فى الدورى الجزائرى بين شبيبة القبائل واتحاد العاصمة، وألقى أحدهم آلة حادة، أو طوبة حادة، لتقتل لاعب كاميرونى اسمه "إيبوسى".. لم يوقف النشاط قارياً، لكن جمد الاتحاد الجزائرى المسابقة، وإذا عادت، من المؤكد أنها ستعود بدون جماهير.
لم يختلف الحال كثيراً فى العراق، والشام - سوريا - تحديداً بعد ظهور "داعش"، التى تستهدف كل شىء لكن لن ينجح هذا المخطط، على الأقل لأن أصحاب براءة الاختراع الأمريكى الأصل، نالهم من القتل جانب.. وتم ذبح الأمريكى الثانى هناك، لتصبح صناعة الكرة مهددة هى الأخرى، بل ويخرج "المنتج" - اللاعبين - و يغادرون إلى ملاعب أخرى سريعاً.
يحدث كل هذا حولنا، وكنا نظن أن العرب وحدهم مستهدفون، لتفتيت اتحادهم الذى كان أملاً دائماً، ونهب ثرواتهم، واستغلال ذكائهم، لكن يبدو أن الاستعمار قرر تمديد خطوط الملعب، لتصل إلى وسط وغرب قارتنا السمراء.
هناك فى نيجيريا حيث منظمة "بوكو حرام".. حرق وقتل وتنكيل.. والمعادلة المطلوبة، مزيد من هروب اللاعبين، ثم سرعة تفكيرهم فى التجنيس، لأن نجوم نيجيريا يحترفون فى الخارج منذ أواخر السبعينيات فى القرن الماضى، إنما آن أوان أن يصبح الخروج اضطراريا، وألا يحقق بيزنس الكرة أرباحاً لأصحاب مناجم المواهب وملاكها الأصليون.
قبل أن تنجح محاولات صد كل هذا العدوان.. تجد مفاجأة جديدة فى الانتظار.. هى فيرس "إيبولا" القاتل، الذى يجرى بأقصى سرعة فى غرب ووسط قارتنا السمراء ليهدد صناعة الكرة، بل ويحاصرهم هذه المرة.. فالوباء "إيبولا" حرم غينيا وليبيريا وسيراليون من اللعب فى ملاعبهم التى أصبحت موصومة بـ"إيبولا".. وبالتالى كل المواهب عليها المغادرة إلى أوروبا، حيث أسواق نخاسة النجوم السمر.. والبيض، مهما قيل عن حقوق الإنسان.. فهى حقوق الإنسان الأوروبى.
إذا وضعنا كل هذا جنباً إلى جنب مع الحروب الأهلية.. وتغذية الصراع القبلى أيضاً بين القبائل الكبرى مثل "التوتسى والهوتو" وخشية أن تنضم قبائل أخرى مثل "الآشانتى والزولو".. إلى حلقة الصراع، لا يمكن بالطبع أن نغفل ما حدث وتقسيم السودان، وهذه المناشدات الكبرى لتحصل جنوب السودان على دعم عالمى لبناء ملاعب وأندية، هذا قبل أن يصلها الدواء والغذاء.
إنها كرة القدم الصناعة التى يمكن أن تحكم العالم.. الثالث بالطبع، التى أفلح حكام كثر فى استغلالها للبقاء، كان آخرهم عائلة الرئيس الأسبق مبارك، وأيضاً هى صناعة تدر أرباحاً بالملايين، ولعل قوى الاستعمار العالمى الحديث لن تنسى كيف نهضت البرازيل بعد إفلاس لتصل للدخول ضمن الـ"ثمانية" اقتصاديات الكبرى عالمياً بمثلث قاعدته كرة القدم، وما تلى ذلك من نوبة حراك فى أمريكا اللاتينية أحدى مناطق العالم الثالث.
انتبهوا أيها السادة.. ألتراس كنتم أو نجوم أو مسئولين خطط التدمير للأوطان وصلت للملاعب.. المندسون كلمة سر التخريب والخسائر لن تكون نتائج مباريات، ولا كؤوس مفقودة، ولا بطولات يمكن تعويضها، هذه المرة يريدون السيطرة بكرة القدم، وخلق حزام من النار بدلاً من الخطوط البيضاء للملاعب الخضراء.
موضوعات متعلقة..
كوت ديفوار تتحدى سيراليون و"الإيبولا"
عصام شلتوت يكتب: انتبهوا أيها السادة.. الاستعمار يلعب كرة.. "الربيع العربى.. إيبولا.. بوكو حرام.. داعش" تستعين بجنرالات الملاعب.. استبدال الخطوط البيضاء فى المستطيل الأخضر بـ"خط للنار" يدمر الرياضة
السبت، 06 سبتمبر 2014 10:15 ص
محمد صلاح
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
شوقى غريب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
شوقى غريب