علا بركات تكتب: علموا بناتكم

الخميس، 04 سبتمبر 2014 02:07 م
علا بركات تكتب: علموا بناتكم تجمع فتيات – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأجيال فى تغير مستمر.. ليس ما يصلح لجيل يصلح للجيل التالى.. التقدم التكنولوجى الهائل الذى يفصلنا عن أولادنا يجب أن يواكبه تغيير فى طريقه تربيتهم هكذا يجب أن نفعل خصوصا مع بناتنا لكن هل فعلا نربى أولادنا على ما لم نتربَ عليه؟.

لو استعرضنا أهم وأخطر الأحداث الحياتية التى نمر بها حاليا لوجدنا أن حتى التنظيمات الجهادية التى نسميها إرهابية اختلف دور المرأة فيها.. فأصبحت قائدة كتيبة من النساء وأصبح دورها أكبر بكثير من مجرد الجلوس فى المنزل وانتظار الزوج العائد من الحرب المقدسة وتربية الأولاد على الجرأة وحب القتال
وفى أحداث أقل خطورة سنجد البنات وقد امتلكن مفاتيح التكنولوجيا الحديثة من هواتف ذكية وحواسيب وإنترنت وغيرها.

لكن.. هل نعرف نحن أن نربى هؤلاء الفتيات كما ينبغى لهذا العصر؟
كم أم مازالت توحى لابنتها أن الزوج هو وسيلة تحقيق كل الأحلام؟
كم أب يدفع بابنته للزواج من أى شخص لمجرد أن يقول الناس عنه إنه قد زوج بناته؟
كم فتاة اقترن حلم الحرية أو السعادة أو تحقيق الذات لديها بالزواج؟
ما كمية المحرمات التى تعانى منها الفتاة فى بيت أبويها ويقال لها بصراحة إنها لن تجدها إلا فى بيت زوجها؟
وقد تكون تلك المحرمات أشياء تافهة بسيطة بريئة مثل لبس ملابس تكشف جزءا من ذراعيها للنوم فى غرفتها
أو الخروج فى فسحة مع صديقاتها
أو الذهاب إلى السينما مع بعض أفراد العائلة
أو الذهاب إلى المصيف
أو اقتناء حيوان أليف فى المنزل
كم مرة تسمع الفتاة أن الاجتهاد فى الدراسة سوف يضمن لها كلية محترمة تجعل منها عروسه لا تقاوم؟

باختصار.. كم أم وكم أب يضع فى ذهن البنت أن شهادتها الجامعية ماهى إلا جواز مرور لزواج مناسب؟
مازلنا ننظر للفتاة التى فاتها سن الزواج على أنها عورة ومصيبة وعار على العائلة ناهيك عن المطلقة ما قد يضطر الفتاة للزواج بأى شخص حتى لو كان غير مناسب فقط للهروب من تلك النظرة السطحية.

كم من الأسر تفضل الدراسة الجيدة للولد عن البنت لأن البنت فى نهاية المطاف سوف تتزوج وتصبح ربة منزل بدون عمل ولا أحلام ولا طموح ولا شخصية؟
ثم يشكو الرجل من زوجته لأنها تطلب منه الكثير وتتوقع منه الكثير مما لا يستطيع أن يعطيه لها.

فهى فى المنزل طوال اليوم لا تتحدث لأحد أو كل حديثها مع أولادها والذى هو عبارة عن أوامر وتربية وتعليم فتنتهز فرصة عودته لتمارس طقوس حياتها الطبيعية فى الحديث مع شخص ناضج يستطيع فهم ما تحتاجه وما تعانيه..على العكس من الزوج الذى يعود إلى المنزل طالبا للراحة والصمت والهدوء وطبعا معظم مشاكل البيوت نابعه من هذا التضاد.

إننا نعلم الفتاة أن زوجها هو الفارس الذى سيحقق لها كل أحلامها بينما الرجل لديه أحلام أخرى تختلف تماما عنها وبالتالى تصاب بالإحباط والكآبة وينعكس ذلك على العلاقة بالزوج والأولاد.

نعلم الفتاة أن تعتمد تماما على أبيها وأخيها ومن بعدهما زوجها بينما الرجل يريد فتاة لا تزيد من مسئولياته بصورة مبالغ فيها.

نعلم الفتاة كل ما حرمت منه فى بيت أبويها سوف تجده فى بيت زوجها بينما الرجل ليس لديه الوقت الكافى ليحقق لها ما تريد أو أن لديه أحلاما خاصة به يريد منها تحقيقها له.

نعلم الفتاة دائما أنها ناقصة بذاتها حتى يأتى الرجل ليكمل لها هذا النقص
إن نظرة الرجل الآن للفتاة فى سن الزواج قد تغيرت. فهو لم يعد تستهويه البنت المعتمدة عليه كليا والتى لا تستطيع فعل شىء بدون مشورته.. لأن أكل العيش ربما يضطره للسفر بعيدا عنها بالسنوات وبهذا فإنه يريد سيدة يستطيع هو الاعتماد عليها فى تربية أولادهما وربما مراعاة والديه أيضا.

كما أن الحياة حاليا تستدعى عمل المرأة والرجل فى الأسرة لملاحقة الارتفاع الهائل فى المصاريف ومتطلبات الأسرة.

إذا علمنا بناتنا أنهن كاملات بأنفسهن وأن عليهن أن يحققن أحلامهن وأن يتعلمن كيف يعتمدن على أنفسهن ولا تنتظر الفتاة رجلا لتضع فوق كتفيه أحلامها المؤجلة ليحققها لها فإننا بذلك لن نكون فى حاجة لفتوى من الأزهر تقول إن الشات بين البنت والشاب حرام وغير جائزة لأن الفتاة ستكون هنا قادرة على صد أى عدوان لفظى أو تحرش أو محاولة للتسلل إلى قلبها عبر شاشة ولوحة مفاتيح
لن نكون فى حاجة لمراقبة بناتنا خوفا من أن يقعن فى الغلط نتيجة التفكير الخاطئ بانتظار الفارس الذى سوف ينتشلها من كل إحباط مرت به يوما
سوف نخرج للمجتمع فتاة صحيحة نفسيا لا تتوقع الكثير من الشاب المطحون أصلا فى إيجاد لقمة العيش بل ستكون عونه وسنده فى تحقيق أحلام مشتركة يصنعونها مسبقا لأنها قد اكتفت من تحقيق أحلامها التافهة البسيطة البريئة
سوف نخرج للمجتمع أما تستطيع تحقيق أحلام أسرتها وتربية بناتها وأولادها على الاستقلالية والمسئولية والمشاركة والإنتاج.

علموا بناتكم أن مستقبلها ومستقبل أسرتها بين يديها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام

اللله يفتح عليكي

سوف نخرج للمجتمع فتاة صحيحة نفسيا، صح لسانك

عدد الردود 0

بواسطة:

eman samy

بارك الله فيكى

عين العقل بس مين يقرا ومين يفهم

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر

وليه جايبا صور بنات من بلاد برة ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

meraali

كيف نجعل هؤلاء يغيرون عادتهم المتخلفة

عدد الردود 0

بواسطة:

Eng.Ahmed Gaber

ناقص حاجة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة