سحر فوزى تكتب: الزوجة المنكوبة

الخميس، 04 سبتمبر 2014 12:01 ص
سحر فوزى تكتب: الزوجة المنكوبة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
(أتوسل إليكم أن تدعو لزوجتى بالشفاء... فهى عمرى ولاحياة لى بدونها).

قرأت الزوجة المنكوبة كلماته على موقع التواصل الاجتماعى وتوجهت بالدعاء لهذا الزوج المخلص الوفى، الذى تذكر زوجته بكل خير، واعترف بفضلها عليه وعلى أولاده، حسدتها لأن عمرها وصحتها لم يذهبا هباء، بل إن حب زوجها لها واعترافه على الملأ بفضلها عليه وعلى أبنائه وعرفانه بجميلها كانوا بمثابة شهادة تقدير ووسام يكفياها للانتقال من جنة الزوجية إلى جنة الخلد مع مرتبة الشرف.

استمرت تفكر فى هذا الزوج المخلص الوفى لزوجته وفى هذه الزوجة التى نالت هذا التكريم، فتملكها الشعور بالغيرة والفضول اللذان دفعاها دون تردد لسؤاله عن سر دعواته وحزنه على مرضها.. فأجاب على رسالتها مستنكرا سؤالها: وهل ما أفعله بالأمر الغريب؟ كيف لا أحزن عليها وهى عشرة عمرى ورفيقة حياتى بحلوها ومرها، فبعد مرور هذه الأعوام صارت لى الأم والأخت والصديقة، وبفقدانها أكون قد فقدت حياتى بأكملها.

اندهشت من كلماته القليلة المعبرة عن عمر جميل، والتى كانت دليلا على منتهى الوفاء، والإخلاص والحب، والتى ذكرتها بزوجها الذى لم يحتمل مرضها وراح يلهث وراء من تعيد إليه شبابه، متناسيا تضحياتها ورعايتها له ولأسرتها التى استنفذت كل مالديها من صحة، لم تبخل بها يوما عليهم، وأنها عاشت تنتظر مكافأة نهاية خدمتها هى الأخرى، حتى ولو كانت قليلا من الحب والعطف والحنان، أو حتى كلمة شكر وعرفان بالجميل، فما كان منه إلا أن جعل منها مادة خصبة لسخرية غريمتها، وقدم حكاية مرضها قربانا لها علها ترضى، وكافأها فى نهاية مشوارها بفيض من الصفعات والإهانات التى دمرت كبرياءها وكرامتها، وأضحى مرضها الحجة التى ينفذ بها إلى عالمه الجديد الذى بات منتهى غايته فى الحياة، فباتت تشعر بأنه يتمنى موتها الذى سينقله من حالة الضيق والاختناق إلى عالم الحرية، والانطلاق وأن وجودها يمنعه من ممارسة حقه فى العيش بجانب من أحب، حتى وإن كانت امرأة سيئة السمعة... وتذكرت أنها حاولت جاهدة أن تحتفظ بشئ من معزته فى قلبها، يعينها على تحمله إذا ماأصابه مكروه، لكن جحوده، وسوء معاملته لها، وعبوسه الدائم فى وجهها، كانوا معولا لهدم كل ماتبقى لديها من معزة وحب.. وأنه لم يعد لديها حيلة سوى مناجاة ربها متضرعة وباكية: صدقت ياربى فى قولك الكريم (إن كل شىء خلقناه بقدر)... فهذه زوجته وهو قدرها وما أجمله، وهذا زوجى وقدرى ورغم عنى أتحمله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة