د.سمير البهواشى يكتب: خدعوك فقالوا سن اليأس!!

الخميس، 04 سبتمبر 2014 10:01 ص
د.سمير البهواشى يكتب: خدعوك فقالوا سن اليأس!! صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يصل الرجل منا أو المرأة إلى سن الأربعين فما فوقها تبدأ عمليات الهدم الفيسيولوجية فى الجسم فى التفوق على عمليات البناء وتأخذ إفرازات الغدد الجنسية فى النقصان كشأن جميع الغدد فى الجسم ويبدأ الإحساس بوهن الكبر يدب فى أوصال المرء فى الوقت الذى تحلو فيه الدنيا أكثر فى عيون الناظرين فتصبح العين بصيرة بكل ملاذ الحياة بينما تضحى وتمسى اليد قصيرة عن تناول أو نيل كل هذه المتع والملاذ.

ومع هذه التغيرات الفسيولوجية الطبيعية فى جسم الإنسان والتطورات المتنامية فى وسائل رفاهيته وراحته إضافة إلى عدم قدرته على نيل المزيد منها تبدأ أعراض ما يسمى بسن اليأس فى الظهور على الرجال والنساء على حد سواء فتتغير سلوكيات البعض من الوقار المفروض فى هذا العمر إلى حالة من التصابى قد تدفع إلى ممارسة أفعال المراهقين ونزواتهم فتتحطم بيوت وتهدم أسر وتكثر المشاجرات الزوجية، فالزوجة ترى "زوغان" عين الزوج فى كل نظرة أو ابتسامة ولو بريئة إلى فتاة غريبة والرجل يرى فى زوجته إهمالها له ولمظهرها واهتمامها بالأولاد أكثر من اهتمامها به بينما فى المقابل لو نظر كل منا إلى التغير الحقيقى والجوهرى الذى يطرأ على الإنسان فى هذا العمر إذ يرتفع رصيده من التجارب الحياتية والنضج الانفعالى والحكمة التى تقتضيه النظر والتفكر فيما بقى من العمر وتلافى كل الأخطاء التى حدثت فيما قبل لترسو سفينة حياة كل فرد منا على مرفأ الراحة الأبدية والرضا عن النفس من خلال إحساساتنا برضا الله عنا، إذن فهو ليس سناً لليأس بل هو سن النضج واكتمال المروءة نعم كلما تقدم بنا العمر حلت الدنيا فى أعيننا أكثر للدرجة التى نحس معها أننا لم نعش حياتنا كما ينبغى وقد تقودنا أوهامنا إلى الخطيئة التى نندم عليها بعد ذلك هذا إن كانت الدنيا هى أكبر همنا لأن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه يقول فى الحديث الشريف "من أصبح والدنيا كل همه جعل الله فقره بين عينيه وشتت عليه شمله ولم يأته منها إلا ما كتب له".

والفقر هو الحاجة على الإطلاق سواء إلى المال أو إلى المتعة الجسدية أما إن جعلنا الآخرة فى هذا العمر هى كل همنا فقد قال صلوات الله وسلامه عليه "ومن أصبح والآخرة همه جعل الله غناه فى قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهى راغمة".

ثم إن هذا السن هو سن مجاهدة النفس وازدياد اليقين والعمل الجاد والعطاء والإيثار وصدقونى إن حلاوة الانتصار على النفس تفوق بكثير مرارة الانكسار أمامها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة