حنان شومان تكتب.. الحرب العالمية الثالثة: فيلم خارج الصندوق

الخميس، 04 سبتمبر 2014 09:10 ص
حنان شومان تكتب.. الحرب العالمية الثالثة: فيلم خارج الصندوق فيلم الحرب العالمية الثالثة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عقل كل منا تأتى بعض صور أو أسماء لأشخاص أو مواقف تستدعى الضحك أو مجرد الابتسامة أو الدموع أو أى مشاعر أخرى، وأزعم بداية أن أسماء وصورة ثلاثة شبان موهوبين معاً وهم: أحمد فهمى، شيكو، هشام ماجد يستدعون مباشرة فى عقلى الضحك غالباً والابتسامة على أقل تقدير، رغم أن عمرهم الفنى سنوات قليلة، وتجربتهم الفنية تتمثل فى أربع تجارب سينمائية، آخرها هو فيلم الحرب العالمية الثالثة، الذى حظى بأعلى إيرادات هذا الموسم، كما حظى بعدد لا بأس به من الانتقادات النقدية التى تتسم بالغتاتة المسبقة حتى على رؤية الفيلم والاتهامات المقولبة مثل السرقة الفنية من فيلم أمريكى، لمجرد أن أحداث الفيلمين تدور فى متحف الشمع، واتهام بالسخرية من الرموز الوطنية، وهو اتهام بالفعل يتسم بالفجاجة والغتاتة، وكأن ظهور سعد زغلول أو مصطفى كامل فى عمل فنى يجب أن يستتبعه الوقوف وغناء حب الوطن فرض على ثم السلام الجمهورى أو الملكى سابقاً. نحن أمام تجربة ساخرة كوميدية قد تتشابه فى اختيار مكان الأحداث مع فيلم أمريكى وهو «ليلة فى المتحف» لبن ستيلر وهو متحف الشمع، ولكن لا شىء آخر يتشابه، فالحرب العالمية الثالثة فيلم مصرى النكهة والتفاصيل والروح، كتب فكرته فهمى وهشام وشيكو، ثم صاغ الفكرة لأول مرة إلى سيناريو وحوار مصطفى صقر ومحمد عز الدين، وأخرجه أحمد الجندى، ورغم ما سبق وقلته فى دفاع ضد اتهامات طالت هذا الفيلم أظنها فى غير محلها فلا يعنى أننى شاهدت فيلما كامل الأوصاف بلا خطايا، ولكن دعنا نتحدث عن السيناريو أولاً الذى يحكى عن شاب من منطقة الهامش كملايين مثله وتسوقه الأقدار لفيلا مهجورة يكتشف أنها متحف للشمع مغلق يضم تماثيل لكثير من رموز الماضى، بداية من توت عنخ آمون، مرورا بمحمد على وآخرين كعرابى ومصطفى كامل وشخصيات فنية كأم كلثوم، ومارلين مونرو، وبوب مارلى وحتى عالمية كهتلر، وغاندى، وآخرين، وتتحول الأحداث هنا إلى الفانتازيا الساخرة، حيث إن التماثيل تدب فيها الروح فى الليل، ويدخل الشاب فى صراع التماثيل الذين ينقسمون كالحياة لأخيار وأشرار يريدون دمار العالم يتزعمهم هتلر وأمينة المتحف السابقة، يساعدهم كبار أشرار الدنيا وقتلة، كراية وسكينة، وموسولينى، وآخرين، عن طريق سرقة كتاب يحمل تعويذة فرعونية، وتستمر الأحداث وينتصر الخير على الشر، وينجو العالم من الحرب العالمية الثالثة، ولا يعنى دفاعى المسبق ضد الاتهامات التى طالت الفيلم ووصفتها بالغتاتة أنى أرى أننا أمام فيلم لم يأته الباطل من أمامه أو خلفه، فقد أهدر السيناريو فرصة هائلة ليسمح لشخصيات ظهرت فى مجموعة التماثيل كأم كلثوم وغيرها لأن يكون لها دور فى الأحداث، فبدا وجودها باهتا وبلا معنى إلا لزيادة العدد، ولكننا فى المقابل أمام فيلم استطاع أن يخلق توازنا بين عنصرى الحياة الكبار والصغار، فوجود محمود الجندى، وأنعام سالوسة، وسمير غانم، ويوسف عيد، وصوت صلاح عبدالله إلى جوار أحمد، وشيكو، وهشام، وأحمد فتحى فى دور عفريت مصباح علاء الدين، خلق حالة مشبعة من الممثلين، أحمد الجندى مخرج الفيلم كان موفقاً فى عناصر الفيلم فى حدود المتاح، غير أن مثل هذه الفكرة كانت فى احتياج لإنتاج أكثر ثراءً، ولكننا صرنا نتلقى أفلامنا وكثير من أمور حياتنا بمنطق الحمد على ما أتيح وليس على ما يجب.
فيلم الحرب العالمية الثالثة التجربة الرابعة للثلاثى أحمد وهشام وشيكو، التى تؤكد أنهم شباب يفكر ويكتب ويمثل خارج الصندوق، ونجاحهم وتجاوب الجمهور معهم ليس فساد ذوق، ولكنه يؤكد أن الناس زهقت من الصندوق، ومن كل ما هو شبه الصندوق، يا رب بتوع الصندوق يفهموا سواء صندوق العمل أو صندوق التلقى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

برافووووو

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد حمدى

فيلم أكثر من رائع ....تحية للشباب بروحهم و أفكارهم المجنونة ..

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد خلف

ورقة شفرة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة