بعد تجميد قرار نقله للقاهرة..توت عنخ أمون أسطورة تطارد العالم

الأحد، 28 سبتمبر 2014 04:02 م
بعد تجميد قرار نقله للقاهرة..توت عنخ أمون أسطورة تطارد العالم توت عنخ آمون
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"توت عنخ آمون"، ذلك الفرعون المصرى الصغير، الذى أصبح لغزًا حير العالم، بداية من محاولات الكشف عن أسباب وفاته فى سن مبكرة، والدراسات العديدة التى أجريت فى هذا الشأن، إلى الصراعات الطويلة التى بدأت منذ عام 2004م، بعدما أصدر الدكتور زاهى حواس قرارًا بنقل موميائه من الأقصر إلى القاهرة، وهو القرار الذى أثار غضب معظم الأثريين آنذاك، حتى أصدر مجلس الشعب قرارًا بعدم نقل المومياء.

وحتى الآن لم يتوقف الجدل حوله، فبعدما صرح الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بتجديد قرار نقل مومياء الملك توت عنخ آمون، إلى القاهرة، لإجراء بعض الفحوصات عليه، وهو ما جدد الأزمة ثانية، بعد أن ثار الأثريون رافضين هذا القرار، مما دفع بالدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، لتجميد قرار نقله.

وليس هذا كل شىء، فكما انفق العلماء وقتهم لمعرفة أسرار هذا الملك، فلا شك أيضًا أن اسم المك توت عنخ آمون، بحياته التى انتهت فجأة، ومقبرته الهائلة، كان لغزًا شغل العالم لسنوات طويلة، فإنه نتيجة للعديد من أسرار ذلك الملك المخبأة حتى الآن، فقد سادت حوله هالة غريبة من الغموض، دفعت الكثير من الناس إلى سرد الأساطير والخرافات حوله، وتصديقها، بشكل مبالغ.

وبالعودة إلى بداية الكشف عن مقبرة هذا الملك، فى نوفمبر عام 1922م، على يد عالم الآثار هاورد كارتر، مع زميله اللورد كارنافون، بعد محاولات دؤوبة فى الحفريات استمرت لمدة 6 سنوات، وجد "كارتر" عبارة مثيرة للتأمل، والسخرية فى آن واحد، مكتوبة على مقبرة الملك توت عنخ آمون، وهى "لا تفتح التابوت، فسیذبح الموت بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاجنا".

لم يلقِ "كارتر" بالًا لهذه العبارة، وواصل عمله بشغف وانبهار مما رآه، إذ كانت مقبرة هائلة الحجم، وكانت أقرب إلى السرداب، تحوى تماثيل كبيرة الحجم مصنوعة من الذهب، ومرصعة بالجواهر، وأمام ذلك واصل "كارتر" انبهاره، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل أقبل على فتح تابوت الملك.

إذ لاحظ "كارتر" وجود صندوق خشبى له نقوش مطعمة بالذهب فى وسط الغرفة، وعندما قام برفع الصندوق، لاحظ أن الصندوق كان يغطى صندوقًا ثانيًا مزخرفًا بنقوش مطعمة بالذهب، وعندما رفع الصندوق الثانى، وجد داخله صندوقًا ثالثًا مطعمًا بالذهب، وعند رفع الصندوق الثالث وصل "كارتر" إلى التابوت الحجرى الذى كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون، وعند رفعه لهذا الغطاء الحجرى وصل إلى التابوت الذهبى الرئيسى الذى كان على هيئة تمثال لتوت عنخ آمون.

ولاقى "كارتر" صعوبة فى رفع الكفن الذهبى الثالث الذى كان يغطى مومياء توت عنخ آمون عن المومياء، ففكر أن تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف مصر اللاهبة ستكون كفيلة بفصل الكفن الذهبى عن المومياء، ولكن محاولاته فشلت، واضطر فى النهاية إلى قطع الكفن الذهبى إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذى كان ملفوفًا بطبقات من الحرير.

وبعد إزالة الكفن المصنوع من القماش وجدت مومياء توت عنخ آمون بكامل زينته من قلائد وخواتم، والتاج والعصى وكانت كلها من الذهب الخالص، ولإزالة هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها وبعد إزالة الحلى، أعاد الفريق تركيب الهيكل العظمى للمومياء ووضعوه فى تابوت خشبى.

باختصار كانت مقبرة توت عنخ آمون تحوى كنوزًا لا حصر لها، ولا تقدر بثمن، وكان العالم آنذاك ينظر بعين الإعجاب، للعالم "هاورد كارتر" صاحب هذا الاكتشاف، وإلى اللورد "كارنافون" ممول الحملة، وقد حلق اسميهما فى عالم الشهرة بسبب هذا الإنجاز الكبير.

كل شىء حينها كان یسیر فى أفضل صورة، ولكن ما حدث بعد ذلك كان أمرًا غریبًا تحول مع مرور الوقت إلى ظاهرة مخيفة، وواحدة من الأمور الغامضة التى أثارت الكثير من الجدل، إذ ربط العالم آنذاك بين هذه المصائب التى حلت عليهم، وبين الجملة التى كُتبت على مقبرة الملك توت عنخ آمون، واعتقدوا أن لعنة الملك العظيم حلت عليهم، وأن لعنة الفراعنة أصابتهم، وبدأت الأساطير تجد أرضًا خصبة فى عقول العالم حينذاك، وبدأت الخرافات تنتشر فيما بينهم.

ففى یوم الاحتفال الرسمى بافتتاح المقبرة، أصیب اللورد "كارنافون" بحمى غامضة لم یجد لها أحد من الأطباء تفسیرًا، حتى إنه توفى فى منتصف اللیل بالقاهرة، والأغرب من ذلك أن التیار الكهربائى انقطع عن القاهرة، دون أى سبب واضح فى نفس لحظة الوفاة، وبعد ذلك توالت المصائب التى ربطوها بلعنة الملك الغامض، وبدأ الموت یحصد الغالبیة العظمى من الذین دخلوا المقبرة، أو شاركوا فى الاحتفال، وكأن التهديد بالموت الذى كُتب على المقبرة كان حقيقيًا.

والمثير فى الأمر أن معظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمى الغامضة التى أصابت اللورد "كارنافون" مع هذيان، ورجفة تؤدى إلى الوفاة، بل إن الأمر كان یتعدى الإصابة بالحمى فى الكثیر من الأحیان، فقد توفى سكرتير "كارتر" دون أى سبب على الإطلاق، ثم انتحر والده حزنا عليه، وأثناء تشییع جنازة السكرتیر داس الحصان الذى كان یجر عربة التابوت طفلًا صغيرًا، فمات، وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر فى اكتشاف المقبرة بالجنون، نتيجة مما رأوه من حالات الموت المخيفة هذه، حتى أن بعضهم انتحر.

وهو الأمر الذى حیر علماء الآثار، إذ وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أى تفسير، حتى أطلقوا عليه "لعنة الفراعنة".

والملفت للانتباه أن الدكتور الراحل عز الدين طه، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، كان قد تحدث سابقًا عن الفطریات والسموم، التى ربما نثرها الفراعنة على مقابرهم، وعن البكتیریا التى تنشط فوق جلد المومیاء المتحلل، وربما يكون هذا سبب وفاة الذين شاركوا فى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، إلا أن هذا التفسير ليس سببًا لحالات الجنون التى حدثت، والغريب أيضًا أن الدكتور عز الدين طه، قد لقى مصرعه بعد هذا التصريح بأسابيع قليلة فى حادث سيارة، وهو الأمر الذى زاد من الاعتقاد فى لعنة الفراعنة.

وعلى الرغم من تصريحات علماء الآثار بأن لعنة الفراعنة مجرد خرافة، وأساطير، نسخها الخيال، وأن حالات الوفاة التى وقعت لا تتعدى الصدفة، والقدر، وأن الدلیل على ذلك هو "كارتر" نفسه، مكتشف المقبرة، لم يمسه أى مكروه، إلا أن الكثير ظلوا يعتقدون أن لعنة توت عنخ آمون هى سبب هذه المصائب التى حلت بهم.

وهكذا نرى أن الملك الصغير الذى توفى وعمره لا يتعدى التاسعة عشر عامًا، قد شغل الرأى العام، لسنوات طويلة، وأصابهم بشعور بالهلع، والخوف، ونسجت حوله العديد من الأساطير التى لا يمكن أن يصدقها المنطق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة