نصر سليمان يكتب: انقذوا الإسماعيلية قبل فوات الأوان

الجمعة، 26 سبتمبر 2014 12:49 ص
نصر سليمان يكتب: انقذوا الإسماعيلية قبل فوات الأوان مدينة الإسماعيلية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن صَدَّرت لنا أمريكا نظرية الفوضى الخلاقة تلقفتها كثير من الدول العربية وشرعت فى انتهاجها وكأنها ترياق الحياة الذى يعيد الأمور إلى نصابها ويعود بمجتمعاتنا إلى عصر المجد والقوة الذى طالما تغنينا به.

ومما يؤسف له أن تلك الشعوب تبنت هذه النظرية بالرؤية الأمريكية والهدف الذى أُطلقت من أجله.. فإن كان المسمى "الفوضى الخلاقة" فالقصد منها تلك الفوضى الهدامة.. التى أزاحت دولا عربية من الوجود.. وجزأت دولا أخرى إلى طوائف وأقليات وميليشيات متصارعة.. وألقت دويلات صغيرة فى أحضان أمريكا وحلفائها تعمل لخدمة أجنداتهم والتنفيذ نيابة عنهم ما لم يتمكنوا من تنفيذه بأنفسهم.. وباتت الدول العربية جميعها على فوهة بركان يكاد ينفجر فى أى لحظة ويطيح بما تبقى من آثارها.

وقد حبا الله مصر شعباً له من العراقة والحس الوطنى ما يمكنه من قراءة الأحداث واتخاذ أفضل السبل التى تعيد الأمور إلى نصابها كلما اشتد الكرب أو ظهرت بوادر أزمة. وقد ظهر ذلك جلياً فى قدرته على استعادة زمام الأمور وقراءة المشهد برؤية واضحة والعودة سريعا إلى طريق الصواب والإطاحة بتلك النظرية.. ليقضى هذا الشعب الأبى على أحلام أمريكا وحلفائها فى تفتيت منطقة الشرق الأوسط و تدمير مصر وانفراط عقد الأمة العربية من بعدها.

غير أن شعار الفوضى الخلاقة وللأسف.. وجد له طريق ينفذ منه ويزحف ببطئ كحية رقطاء تتلوى بعيدا عن الأنظار حتى تفاجئ فريستها وتنفث سمها القاتل.

عن الإسماعيلية أتحدث.. تلك المدينة الجميلة النائمة فى أحضان الطبيعة، ومبانيها التى يغلب عليها الطابع الفرنسى، وما يحيط بها من أشجار تلفها من كل جانب، ويفوح عبق الزهور والرياحين من حدائقها ومنتزهاتها، حتى باتت مقصد الزائرين والسائحين.

تلك المدينة التى حافظت على تراثها المعمارى عقودا كثيرة باتت اليوم مهددة بتلك الفوضى الهدامة التى تلقفها المسئولون عن تلك المحافظة ونشروها على أرض الإسماعيلية فباتت كالنار تسرى فى الهشيم تكاد تحرق وتدمر تلك المدينة الجميلة.

فقد تركوا الحبل على الغارب لمن يمتلك حفنة من الأموال أن يقيم الأبراج السكنية التى تطال عنان السماء فى عشوائية دون أى رادع. وانتشرت تلك الأبراج كالنبت الشيطانى فى جميع أحياء المدينة وشوارعها تغطى معالمها وبيوتها العريقة ونظامها المعمارى الفريد.

وتظل تلك الأبراج شاهدا على وقوف المسئولين وراء تطبيق نظرية الفوضى الهدامة التى بدأت فى نهش جسد تلك المدينة الجميلة، ورويدا رويدا تختفى معالمها التى حافظ عليها أهلها عشرات السنين، ولم يجرؤ مسئول سابق أن يطمس تلك المعالم أو يزيحها، ولكن فى غفلة من الزمن وبتشجيع من مسئولى المحافظة بدأ هدم مدينة الإسماعيلية على مرأى ومسمع من جميع الأجهزة التنفيذية بدءا من أحيائها الثلاث نهاية بالمحافظ الذى يترأس عمل تلك الأجهزة.

قد بُح صوت الشرفاء من أبناء تلك المدينة ممن عاشوا على أرضها وأفنوا حياتهم فى حبها، وأثير موضوع تلك الأبراج فى أكثر من مناسبة وأكثر من وسيلة إعلامية حتى إن وسائل الاتصال الاجتماعى باتت تئن من أصوات أبناء الإسماعيلية الحزينة على بلدهم وما آلت إليه أوضاعها من فساد بات يضرب كل أركانها.

قد وقفنا جميعا أمام نظرية الفوضى الخلاقة، وهانحن نرفع أصواتنا عالية ونقولها بكل وضوح أن تلك النظرية باتت تأخذ طريقها فى محافظة الإسماعيلية، فإن لم يستمع المسئولون عن المحافظة لأصوات أبنائها، فهل نجد من يستمع إلينا قبل أن تهدم الفوضى الخلاقة معالم تلك المحافظة العريقة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة